المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 60 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( معجزات الرسول )


vip_vip
03-13-2011, 12:49 PM
60 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( معجزات الرسول )
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى


أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================










60 - خطبتى الجمعة بعنوان ( معجزات الرسول )


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f17173%5fAOkNw0MAAGcjTWbkzAj0nAZQp Yw&pid=1.6&fid=adnan&inline=1


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f17173%5fAOkNw0MAAGcjTWbkzAj0nAZQp Yw&pid=1.7&fid=adnan&inline=1


الحمد لله تقدَّست ذاتُه ، و علَت أسماؤه و صفاته ،


سبحانه و بحمده ، تمّت صدقًا و عدلاً كلماته ،


أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، لا تحصَى نعماؤه ، و لا تحصَر مكرماته .


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أسلمَت له طوعًا و كرها مخلوقاته ،


و أشهد أن سيدنا و نبيّنا محمداً عبد الله و رسوله ،


و مصطفاه و خليله ، و أمينه على وحيِه، خصّه بخصائصَ علت بها منزلته،


و أيّده بدلائل علا بها مقامه ، و بهرت معجزاته ،


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


أمـــا بعــــد :


فيا أيها المسلمون ، أوصِيكم و نفسي بتقوى الله عزّ و جلّ ،


فاتقوا الله جميعاً رحمكم الله ، و قابِلوا إحسانَ ربكم بدوام حمده و شكره ،


فهو سبحانه يعامِل عبادَه بإحسانه و فضله ،


فإذا ما استعانوا بإحسانه على عِصيانه أدّبهم بعدلِه ،


فمن جاءه من ربّه ما يحبّ فليشكُر الواهب ، و من أصابه ما يكره فليتّهم نفسه ،


و من انقطعت عنهم متّصِلات الأرزاق فليعودوا باللّوم على أنفسهم و لا يتَّهموا الرزاق ،


{ وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِى ٱلأَرْضِ


وَلَـٰكِن يُنَزّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرُ بَصِيرٌ }


[ الشورى : 27 ] .


أيّها المسلمون ، في العصور الماضيةِ و الأحقاب السّالفة عاش كثيرٌ من


العظماء و رجالات التاريخ و الديانات ، نقلتِ الأنباء أخبارَهم ، و دوّنت الكتب أوصافهم ،


و سجّلت المدوّنات أحوالَهم ، غيرَ أنه لا يوجد أحدٌ من هؤلاء العظماء و الرجال


من نُقلت أخباره و دُوّنت صفاته و حُفظت سيرته و كُتِب سجلّ حياتِه


كما كان لنبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ،


لقد وصَلَ إلينا ذلك بالنّقل المتواتر.


إنَّ سيرةَ رسول الله سيدنا محمدٍ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم


أصحُّ سيرةٍ لتأريخ نبيٍّ مرسَل ، سيرة واضحة مدقّقة في جميع أطوارها و مراحلها ،


حتى قال كاتب من غير المسلمين :


" محمّد هو النبي الوحيد الذي وُلِد تحت ضوء الشمس " ،


إشارةً من هذا الكاتب إلى دقّة سيرته عليه الصلاة و السلام و صحّتها و توازنها .


{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ


يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ


وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ }


[ آل عمران : 164 ] .


و لا تَزال عظمةُ رِسالته و خَصائص نبوّتِه ميدانًا فسيحًا للمتأمِّلين


و مَنهلاً رويًّا للبَاحثين المنصفين ، كما هي نديَّةٌ نضِرة على الدوام ،


بل كلّما نشب الصّراع بين الحقّ و البَاطل ازدادت عَبقًا و أخضِرارًا .



معاشر المؤمنين ،


هذا حديث تحبه القلوب المؤمنة ، و تأنس به نفوس بالإيمان مطمئنة ،


حديث ينفتح معه القلب ، و يأخذ بمجامع اللب . حديث لا يكفيه من الوقت كفاية ،


و لا يحيط به من اللسان بيان .


إنه الحديث عن آيات المصطفى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و معجزاته ،


و دلائل نبوته و رسالته صلوات ربي و سلامه عليه .



إخوة الإيمان ، ما بعث الله من نبي إلا جعل له من الآيات و المعجزات


ما على مثله آمن الناس ، فيأتي النبي و معه المعجزة ،


فيراها الناس فيؤمنوا به و بما جاء به ،


و لما أراد المولى جل و علا أن يختم الرسالات السماوية ،


أرسلَ رسوله محمدا صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم


بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ، و أيده بمعجزات بهرت العقول و أعجزتها ،


و رسخت جذور الإيمان في القلوب و نمُتها .


يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :


(( ما من الأنبياء نبيٌّ إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ،


و إنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ ،


فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة ))


ألا و إن أعظم معجزاته صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم هي القرآن الكريم ،


كتاب الله العظيم ، و حبله المتين ، و صراطه المستقيم ،


فيه نبأ الأولين و الآخرين ، و ذكر المتقدمين و المتأخرين :


{ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ }


[ الأنبياء : 10 ] ،


كما و يقول سبحانه :


{ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ }


[ ص : 88 ] .



عباد الله ، أيّد الله تعالى نبيَّه صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم


بكثير من المعجزات الحسية التي أثرت في أتباعه ،


فعلموا أنّ هذا الأمر لا يكون إلا من الله ، فأسر ذلك القلوب قبل العقول ،


فكانت الثمرة إيمانا صادقا لا يخالجه ريب ، و محبة حقيقية لا ينازعها شك .


فمن معجزاته عليه أفضل الصلاة و السلام أنه كان يكلّم الموتى و البكم و الجمادات ،


فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه


أن يهودية أهدَت للنبي بخيبر شاة مشوية سمّتها ،


فأكل رسول الله منها و أكل القوم ، فقال :


(( ارفعوا أيديكم ، فإنها أخبرتني أنها مسمومة )) ،


فكلّمته الشاة و هي ميتة مشويّة . و كان النبي يخطب الجمعة إلى جذع نخلة في المسجد ،


فلما صنع له المنبر و قام عليه أوّل جمعة


حن الجذع إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم كما تحن العِشار ،


حتى نزل النبي إليه فوضع عليه يده يسكنه حتى سكن .


و جاءت امرأة لرسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم بابن لها قد تحرّك ،


فقالت : يا رسول الله ، إن ابني هذا لم يتكلّم منذ ولد ، فقال رسول الله :


(( أدنيه )) ،


فأدنته منه فقال :


(( من أنا ؟ ))


فقال الأبكم : أنت رسول الله .


و من معجزاته ـ عباد الله ـ ما ثبت في الصحيحين عن سهل بن سعد


أن النبيّ تفل في عينَي عليٍّ يوم خبير و كان رَمِدًا ـ أي : كان بعينيه مرض الرَّمَد ـ ،


فلما نفث النبي في عينيه أصبح بارئًا .


و في صحيح البخاري أن رسول الله


نفث على ضربة بساق سلمة بن الأكوع يوم خبير فبرئت .


و في صحيح البخاري أيضاً أن ساق عبد الله بن عتيك انكسرت ،


فمسح النبي على الكسر ، قال عبد الله بن عتيك : فكأنما لم أشكها قط .


نعم يرعاكم الله ، هذا هو رسول الله


طبّ القلوب و شفاؤها و روح الأرواح و ريحانها .


ثبت في الصحيحين عن أنس رضى الله تعالى عنه قال :


أصابت الناس سنة على عهد رسول الله ، فبينما النبي يخطب في يوم الجمعة


قام أعرابي فقال : يا رسول الله ، هلك المال و جاع العيال فادع الله لنا ،


فرفع يديه و ما تُرى في السماء قَزْعَة ـ أي : سحابة خفيفة ـ ،


فو الذي نفسي بيده ، ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ،


ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته ،


فمُطِرنا يومنا ذلك و من الغد و من بعد الغد حتى الجمعة الأخرى ،


و قام ذلك الأعرابي أو غيره فقال : يا رسول الله ، تهدّم البناء و غرق المال فادع الله لنا ،


فرفع يديه فقال :


(( اللهم حوالينا و لا علينا )) ،


فما يشير إلى ناحية من السّحاب إلا انفرجت ، و صارت المدينة مثل الجَوْبة ـ


أي : مثل الحفرة المستديرة الواسعة ـ ، و سال الوادي قناة شهرًا ،


و لم يجئ أحد من ناحية إلا حدّث بالجود ، قال : فأقلعت ،


و خرجنا نمشى في الشمس .


و أتى أنس رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم


و هو في جملة من أصحابه قد عصب بطنه من الجوع ،


فذهب أنس رضى الله عنه إلى أبي طلحة رضى الله تعالى عنه


و هو زوج أمّه فأخبره بما شاهد من النبي ،


فقال أبو طلحة لأم سليم زوجته : هل من شيء ؟ قالت: نعم كسر من خبز و تمرات ،


إن جاء رسول الله وحده أشبعناه ، و إن جاء معه آخر قلّ عنهم .


قال أنس رضى الله عنه : فذهبت إلى النبي فنظر إليّ فقلت : أجب أبا طلحة ،


فقال النبي لمن معه :


(( قوموا )) ،


فإذا أبو طلحة على الباب ، فقال : يا رسول الله ، إنما هو شيء يسير ،


فقال :


(( هاته ، فإن الله سيجعل فيه البركة )) ،


ثم أمر بسمن فصب عليه و دعا فيه ثم قال :


(( ائذن لعشرة )) ،


فقال :


(( كلوا و سمو الله )) ،


ثم أدخلهم عشرة عشرة ـ و كانوا ثمانين ـ حتى شبعوا ،


ثم أكل رسول الله و أهل البيت حتى شبعوا ، و أهدوا البقية للجيران .


أيها الإخوة المسلمون ،


هذه جملة من معجزاته عليه الصلاة و السلام تبين بما لا يدع مجالا للشك


فى صدقّ نبوته و وضوح رسالته ،


نسأل الله جل و علا أن يرزقنا و إياكم إيماناً صادقا ، و قلباً خاشعاً ، .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ


لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } ،


بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ،


و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم .


قد قلت ما قلت ، إن صوابًا فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ،


و أستغفر الله إنه كان غفّارًا .

vip_vip
03-13-2011, 12:50 PM
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f17173%5fAOkNw0MAAGcjTWbkzAj0nAZQp Yw&pid=1.8&fid=adnan&inline=1



الحمد لله الذي أسبغ علينا نِعمًا عِدادًا ، و بعث فينا سراجًا وقَّادًا ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له توعَّد الأفّاكين لظى مِهادًا ،


و أشهد أنَّ نبيَّنا و سيّدنا محمّدًا عبد الله و رسوله


أعظم البريّة قدرًا و شرفًا ، و أرأفهم فؤادًا ،


صلى الله و سلّم و بارك عليه ،


وعلى آله وصحبه الذين عزّروه و وقّروه


و أمضوا في محبّته أرواحًا و أجسادًا ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


أمـــا بعـــد :


فيا أيها الإخوة : فمن الآيات الباهرات ما رواه أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال :


كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسقون عليه و أنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره ،


و أن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقالوا :


إنه كان لنا جمل نسقي عليه ، و أنه استصعب علينا و منعنا ظهره ،


و قد عطش الزرع و النخل ،


فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم لأصحابه :


(( قوموا ))


فقاموا فدخل الحائط و الجمل في ناحيته ،


فمشى النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم نحوه فقالت الأنصار :


يارسول الله إنه قد صار مثل الكَلب الكَلِب ( إي الكلب المفترس )


و إنا نخاف عليك صولته ،


فقال :


(( ليس عليّ منه بأس )) ،


فلمّا نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم


أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه ،


فأخذ رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم بناصيته أذلّ ما كانت قط ،


حتى أدخله في العمل ، فقال له أصحابه : يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ،


و نحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك فقال :


(( لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ،


و لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها


من عظم حقه عليها ،


و الذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة


تتفجر بالقيح و الصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه ))


[ حديث صحيح : أخرجه أحمد ( 3/159 ) ،


و قال ابن كثير ( 6/149 ) : إسناده جيد ] .


و استمعوا يرعاكم الله إلى هذه القصة التي رواها الإمام أحمد في مسنده ،


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :


بينما راع يرعى بالحرّة إذ عرض ذئب لشاة من شياهه ،


فجاء الراعي يسعى فانتزعها منه ،


فقال الذئب للراعي : ألا تتقي الله تحول بيني و بين رزق ساقه الله إلي ؟!


قال الراعي : العجب لذئب يتكلم ، و الذئب مقعٍ على ذنبِه يكلّمني بكلام الإنس ،


فقال الذئب للراعي : ألا أحدثك بأعجب من هذا ؟!


هذا رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم بين الحرتين


يحدّث الناس بأنباء ما قد سبق ، فساق الراعي شياهه إلى المدينة ،


فزواها في زاوية من زواياها ، ثم دخل على


رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقال له ما قـاله الذئب ،


فخرج رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقال للراعي :


(( فأخبر الناس ما قاله الذئب )) ،


فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :


(( صدق الراعي ، ألا إن من أشراط الساعة كلام السباع الإنس ،


و الذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس ،


يكلّم الرجلَ نعلُه و عذبةُ سوطه و يخبره فخذه بحدث أهله بعده )) .


أيها الإخوة المؤمنون ، هذا هو نبيكم عليه الصلاة و السلام


الذي خصه الله عن بقية إخوانه من الأنبياء و المرسلين و الناس أجمعين


بخصائص في الدنيا و الآخرة لم تكن لغيره ؛


كرامة و تشريفًا لهذا النبي الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم .


أظهر الله على يديه من المعجزات ما يبهر العقول ، ففلق له القمر فلقتين ،


و تكلمت الحيوانات بحضرته ، و سبح الطعام بين يديه ، و سلم عليه الحجر و الشجر ،


و تكاثر له الطعام و الشراب كرامة من عند الله ، و أخبر بالمغيبات ،


فما زالت تتحقق في حياته و بعد وفاته .


خصه الله يوم القيامة فأعطاه الله الوسيلة و الفضيلة و المقام المحمود ،


و هو مقام الشفاعة العظمى للخلائق عند ربهم حتى يفصل فيهم ،


و يشفع لأمته حتى يبلغوا ثلثي أهل الجنة .


أكرم الله أمته كرامة له ، فكانت خير أمة أخرجت للناس ، و أحل الله لها الغنائم ،


و وضع عنها الآصار و الأغلال التي كانت على من قبلهم ،


و تجاوز عنهم الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه ،


و حفظ هذه الأمة من الهلاك و الاستئصال ، و جعلها أمة لا تجتمع على ضلالة ،


و أعطاهم الله الأجر العظيم على العمل القليل ،


و يأتون يوم القيامة غرًا محجلين من أثر الوضوء ، و يسبقون الأمم إلى الجنة .



معاشر المسلمين : حري بنا و نحن نستعرض


سيرته صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و معجزاته ،


أن نوفيه شيئاً من حقه صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم علينا ،


بأن نكثر من الصلاة و السلام عليه و على آله و ذريته ،


و أن يخالط حبه شغاف قلوبنا حتى يكون أحب إلينا


من مالنا و ولدنا و والدنا و الناس أجمعين ،


و أن نسأل الله له الوسيلة و الفضيلة كما أمر بذلك


بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام ،


و جماع ذلك كله في طاعته فيما أمر و اجتناب ما نهى عنه و زجر .


اللهم إنا نشهدك على محبته ، و محبة صحابته ، و آل بيته و ذريته ،


اللهم فاحشرنا مع من أحببنا ، و اجمعنا بمن احببنا ،


اللهم ارزقنا شفاعة نبيك و حبيبك محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ،


اللهم اكرمنا بالسلام عليه ، و الجلوس بين يديه ، و تقبيل يديه ،


و اسقنا من حوضه الشريف و من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم


بالمؤمنين رؤوف رحيم *


فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت


وهو رب العرش العظيم }



هذا ، و صلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البريّة و أزكى البشرية محمّد بن عبد الله ،


فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه ، و ثنّى بملائكتِه المسبِّحةِ بقدسه ،


و أيّه بكم أيّها المؤمنون ،


فقال عز و جل خير و أصدق قائل سبحانه :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[ الأحزاب : 56 ] .


اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ،


و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ،


و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ،


و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،


و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين .


اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،


و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين...


ثم الدعاء بما ترغبون من فضل الله العلى العظيم الكريم


أنتهت