المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريق السعادة


هيفولا
05-18-2016, 10:54 PM
طريق السعادة


شيخة القاسم


السعادة مطلب كل إنسان على وجه الأرض:
الصغير والكبير، والغني والفقير، فالكل ينشدها ويسعى إليها.
– من الناس من يظنّ السعادة في المال، وآخر يظنها في كثرة الأولاد،
وثالث يراها في الشهرة الزائفة والأضواء الخادعة…
وكلُ هؤلاء قد أخطأ طريقها؛ فكم من أصحاب الأموال يعيشون في همّ وحزن،
وكم ممن وهبه الله الأولاد فكانوا سبب شقائه وتعبه في هذه الحياة،
وكم ممن تربع على عرش الشهرة؛
في الظاهر يضحك للأضواء وفي باطنه حسرات وشقاء!



•إذن أين طريق السعادة يا ترى؟

إنّ الطريق الموصل إلى السعادة مبنيٌ
على ثلاثة أمور:
١ – الإيمان بالله: فالكافر لا سعادة له، والفاجر لا سعادة له:
“ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً”.
يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:
جئتُ لا أدري من أين أتيت
لكني أتيت
ولقد أبصرتُ قدامي
طريقاً فمشيت
لستُ أدري لستُ أدري
– ومن أشهر كتب الكفار: (دع القلق وابدأ الحياة) لـ (ديل كارنيجي)
ترجم إلى (٥٩) لغة عالمية، وكانت نهاية هذا المؤلف، أن وجدوه منتحراً بالسكين!
إنه لم يجد طعم السعادة الحقيقية التي تنبع من القلب فتفيض على الجوارح،
إنه لم يذق طعم الإيمان الذي إذا خالطته بشاشة القلوب أنست الروح وسعدت.
٢ – الرضا بالقضاء والقدر، قال صلى الله عليه وسلم:
“إنّ الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة”
قال عبادة بن الصامت لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان
حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب قال: رب، وماذا اكتب؟
قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة”
يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“من مات على غير هذا فليس مني”.
تجري المقادير على غرز الإبر
ما تنفذ الإبرة إلا بقدر
– فإذا أيقن المسلم بذلك اطمأن قلبه على ما أصابه وسعدت روحه.
٣ – الأعمال الصالحة: فمن فضل الله سبحانه أنه يجزي عبده المؤمن
على أعماله الصالحة بحياة طيبة في الدنيا وجزاء حسن في الآخرة،
كما قال تعالى: “من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن
فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”
. وقال صلى الله عليه وسلم: “… وأما المؤمن فإنّ الله
عزَّ وجلََّ يدَّخِر لهُ حسناتِه في الآخرة، ويُعقِبُهُ رزقاً في الدنيا على طاعته”.
ختاماً: نسأل الله أن يسعدنا، ووالدينا، وأحبابنا، سعادة لا نشقى بعدها أبداً..
إنه ولي ذلك والقادر عليه.

هيفولا:o