المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفحة يوم الجمعة


حور العين
06-17-2016, 04:02 PM
من:الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين
د. هاني درغام

والتوبة: ندَمٌ على اقتراف الذنب والشعور بلَدغه وكيِّه،
والندم هو بيت القصيد، وحجر الزاوية، وقُطب الرَّحى في التوبة،
فمَن لَم يَشعر به حسرة تَغمره، ونارًا تتأجَّج في قلبه،
فليس بتائب - وإن ادَّعى .

والتوبة: نداء الله - عزَّ وجلَّ - المتلطِّف لعباده بألاَّ يَقنطوا من رحمته،
أو يَيْئَسوا من مَغفرته؛

{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
[ الزمر: 53 ].

وما أجْمَل التصوير النبوي لفرحة الله - عزَّ وجلَّ - بتوبة عبده،
وانطراحه بين يديه؛
قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -:

( لله أشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته
بأرضٍ فَلاة، فانفَلَتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأَيِس منها،
فأتى شجرة، فاضطجَع في ظلِّها وقد أَيِس من راحلته،
فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخَذ بخُطامها،
ثم قال من شدة الفرح:
اللهم أنت عبدي وأنا ربُّك، أخطأ من شدة الفرح )

فيا له من فضْلٍ عظيم، وعطاءٍ جسيم من ربٍّ كريم، وخالق رحيم،
أكرَمنا بعفوه، وغشَّانا بحِلمه ومغفرته، وجلَّلنا بسِتره، وفتَح لنا باب توبته؛
يعفو ويَصفح، ويتلطَّف وبتوبة عبده يفرح، يَبسط يده بالليل؛
ليتوب مُسيء النهار، ويَبسط يده بالنهار؛ ليتوب مُسيء الليل،
حتى تَطلُع الشمس من مغربها،
وهو القائل - جل في علاه - في الحديث القُدسي:

( يا ابن آدم؛ إنَّك ما دعوتني ورَجَوتني،
إلاَّ غَفَرت لك على ما كان منك ولا أُبالي، يا ابن آدم،
لو بلغَتْ ذنوبك عَنان السماء، ثم استغفرتني،
غَفَرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي، يا ابن آدم،
لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا، ثم جِئتني لا تُشرك بي شيئًا،
لأتيتُك بقُرابها مغفرة )

فمتى يتوب مَن أسرَف في الخطايا وأكثرَ من المعاصي،
إنْ لَم يَتُب في شهر رمضان؟!
ومتى يعود إن لَم يَعُد في شهر الرحمة والغفران؟!