المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة عشرين وأربعمائة


حور العين
07-11-2016, 06:33 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة عشرين وأربعمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

فيها‏:‏
سقط بناحية المشرق مطر شديد، معه برد كبار‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ حزرت البردة الواحدة منه مائة وخمسون رطلاً،
وغاصت في الأرض نحواً من ذراع‏.‏

وفيها‏:‏
ورد كتاب من محمود بن سبكتكين أنه أحل بطائفة من أهل الري من
الباطنية والروافض قتلاً ذريعاً، وصلباً شنيعاً، وأنه انتهب أموال رئيسهم
رستم بن علي الديلمي، فحصل منها ما يقارب ألف ألف دينار، وقد كان
في حيازته نحو من خمسين امرأة حرة، وقد ولدن له ثلاثاً وثلاثين ولداً
بين ذكر وأنثى، وكانوا يرون إباحة ذلك‏.‏

وفي رجب منها
انقض كواكب كثيرة شديدة الضوء شديدة الصوت‏.‏

وفي شعبان منها
كثرت العملات وضعفت رجال المعونة عن مقاومة العيارين‏.‏

وفي يوم الاثنين منها
ثامن عشر رجب غار ماء دجلة حتى لم يبق منه إلا القليل، ووقفت
الأرحاء عن الطحن، وتعذر ذلك‏.‏

وفي هذا اليوم جمع القضاة والعلماء في دار الخلافة، وقرئ عليهم كتاب
جمعه القادر بالله، فيه مواعظ وتفاصيل مذاهب أهل البصرة، وفيه الرد
على أهل البدع، وتفسيق من قال بخلق القرآن، وصفة ما وقع بين بشر
المريسي وعبد العزيز بن يحيى الكتاني من المناظرة، ثم ختم القول
بالمواعظ، والقول بالمعروف، والنهي عن المنكر‏.‏
وأخذ خطوط الحاضرين بالموافقة على ما سمعوه‏.‏

وفي يوم الاثنين غرة ذي القعدة جمعوا أيضاً كلهم وقرئ عليهم كتاب آخر
طويل، يتضمن بيان السنة والرد على أهل البدع ومناظرة بشر المريسي
والكتاني أيضاً، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفضل الصحابة،
وذكر فضائل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ولم
يفرغوا منه إلا بعد العتمة، وأخذت خطوطهم بموافقة ماسمعوه‏.‏

وعزل خطباء الشيعة، وولي خطباء السنة، ولله الحمد والمنة
على ذلك وغيره‏.‏

وجرت فتنة بمسجد براثا، وضربوا الخطيب السني بالآجر، حتى كسروا
أنفه وخلعوا كتفه، فانتصر لهم الخليفة وأهان الشيعة وأذلهم، حتى جاؤوا
يعتذرون مما صنعوا، وأن ذلك إنما تعاطاه السفهاء منهم‏.‏
ولم يتمكن أحد من أهل العراق وخراسان في هذه السنة من الحج‏.‏