المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فإن مع العسر يسراً


حور العين
07-12-2016, 07:57 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
فإن مع العسر يسراً

{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }
[ الشرح : 6 ]


يا إنسانُ بعد الجوع شبعٌ ،
وبعْدَ الظَّمأ ريٌّ ،
وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ ،
وبعْدَ المرض عافيةٌ

سوف يصلُ الغائبُ ،
ويهتدي الضالُّ ، ويُفكُّ العاني ،
وينقشعُ الظلامُ

{ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ } .
[ المائدة : 52 ]

بشَّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ على رؤِوسِ الجبال ،
ومسارب الأوديةِ

بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُ في سرعةِ الضَّوْءِ ،
ولمُحِ البصرِ

بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ ،
وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ .

إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ ،
فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ الظِّلالِ.

إذا رأيت الحِبْل يشتدُّ ويشتدُّ ،
فاعلمْ أنه سوف يَنْقطُعِ .

مع الدمعةِ بسمةٌ ، ومع الخوفِ أمْنٌ ،
ومع الفَزَعِ سكينةٌ .

النارُ لا تحرقُ إبراهيم الخليلِ ،
لأنَّ اليقين بالله فَتَح نَافِذَةَ

{ بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ } .
[ الأنبياء : 69 ]

البحرُ لا يُغْرِقُ كَلِيمَ الرَّحْمَنِ ،لأنَّ الصَّوْتَ القويَّ الصادق نَطَقَ بـ

{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } .
[ الشعراء : 62 ]

المعصومُ في الغارِ بشَّرَ صاحِبهُ بأنه وحْدَهْ جلَّ في عُلاهُ معنا ؛
فنزل الأمْنُ والفتُح والسكينة .

إن عبيد ساعاتِهم الراهنةِ ، وأرِقّاءَ ظروفِهِمُ القاتمةِ
لا يرَوْنَ إلاَّ النَّكَدَ والضِّيقَ والتَّعاسةَ ،
لأنهم لا ينظرون إلاَّ إلى جدار الغرفةِ وباب الدَّارِ فَحَسْبُ.

ألا فلْيَمُدُّوا أبصارَهُمْ وراء الحُجُبِ وليُطْلِقُوا أعنة أفكارِهِمْ
إلى ما وراء الأسوارِ.

إذاً فلا تضِقْ ذرعاً فمن المُحالِ دوامُ الحالِ ،
وأفضلُ العبادِة انتظارُ الفرجِ

الأيامُ دُولٌ ، والدهرُ قُلّبٌ ، والليالي حُبَالى ، والغيبُ مستورٌ ،
والحكيمُ كلَّ يوم هو في شأنٍ

ولعلَّ الله يُحْدِثُ بعد ذلك أمراً ، وإن مع العُسْرِ يُسْراً ،
إن مع العُسْرِ يُسْراً .

يقول ابن القيم رحمه الله :

[ ابتلاء المؤمن كالدواء له يستخرج منه الأدواء
" يعني الأمراض " التي لو بقيت فيه أهلكته
أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته فيستخرج الابتلاء
والامتحان منه تلك الأدواء , ويستعد به لتمام الأجر
وعلو المنزلة ]
إغاثة اللهفان 2 / 935.