المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 16.10.1437


حور العين
07-21-2016, 03:32 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ مواضع الاتفاق والاختلاف بين الكتب السماوية

أولا: مواضع الاتفاق ]

تتفق الكتب السماوية في أمور عديدة منها:

1- وحدة المصدر: فمصدرها واحد؛ فهي منزلة من عند الله، قال تعالى:

{ الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ

مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ

هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ }

[آل عمران:1-4].

2- وحدة الغاية: فالكتب السماوية غايتها واحدة، فهي كلها تدعو إلى

عبادة الله وحده لا شريك له، وإلى دين الإسلام؛ فالإسلام هو دين جميع

الرسل، قال تعالى:


{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }

[النحل: 36].

وقال تعالى:

{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ }

[آل عمران: 19].

والإسلام هو الدين الذي أُمِر به إبراهيم عليه السلام

{ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }

[البقرة: 131].

وقال موسى عليه السلام لقومه:

{ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ }

[يونس: 84].

والحواريون قالوا لعيسى عليه السلام:

{ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }

[آل عمران: 52].


فالغاية إذاً هي الدعوة إلى دين الإسلام، وإلى عبادة الله وحده لا شريك له.

3- مسائل العقيدة: فالكتب اشتملت على الإيمان بالغيب، ومسائل العقيدة،

كالإيمان بالرسل، والبعث والنشور، والإيمان باليوم الآخر إلى غير ذلك.

فمسائل العقيدة من باب الأخبار التي لا تنسخ.

4- القواعد العامة: فالكتب السماوية تقرر القواعد العامة، التي لابد أن

تعيها البشرية؛ كقاعدة الثواب والعقاب، وهي أن الإنسان يحاسب بعمله،

فيعاقب بذنوبه وأوزاره، ولا يؤاخذ بجريرة غيره، ويثاب بسعيه، وليس له

سعي غيره كما قال تعالى

{ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى

أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى

وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى }

[النجم: 36_41].

ومن ذلك الحث على تزكية النفس، وبيان أن الفلاح الحقيقي لا يتحقق

إلا بتزكية النفس بالطاعة لله، والعبودية له، وإيثار الآجل على العاجل.

قال تعالى:


{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى

صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى }

[الأعلى: 14-19].


ومن تلك القواعد أن الذي يستحق وراثة الأرض هم عباد الله الصالحون؛


{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ

أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ }

[الأنبياء: 105].


ومن ذلك أن العاقبة للتقوى وللمتقين، كما قال تعالى:

{ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }

[طه: 132]

وقال:

{ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }

[الأعراف: 128].

5- العدل والقسط: وهذا من مواطن الاتفاق؛ فجميع الأنبياء عليهم السلام

حملوا ميزان العدل والقسط، قال تعالى:

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ

لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }

[الحديد: 25].

6- محاربة الفساد والانحراف: وهذا ما اتفقت عليه الرسالات؛ سواء كان

الفساد عقدياً أو خلقياً، أو انحرافاً عن الفطرة، أو عدواناً على البشر،

أو تطفيفاً في الكيل والميزان، أو غير ذلك.


7- الدعوة إلى مكارم الأخلاق: فالكتب كلها دعت إلى مكارم الأخلاق،

كالعفو عن المسيء، وكالصبر على الأذى، وكالقول الحسن، وبر

الوالدين، والوفاء بالعهد، وصلة الأرحام، وإكرام الضيف، والتواضع،

والعطف على المساكين، إلى غير ذلك من مكارم الأخلاق.


8- كثير من العبادات: فكثير من العبادات التي نقوم بها كانت معروفة عند

الرسل وأتباعهم، كالصلاة، والزكاة، قال تعالى:


{ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ }

[الأنبياء: 73].


وإسماعيل عليه السلام

{ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ }

[مريم: 55]،

وقال الله لموسى عليه السلام:

{ فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي }

[طه: 14]،

وقال عيسى عليه السلام:

{ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً }

[مريم: 31].

والصوم كذلك مفروض علينا كما هو مفروض على من قبلنا، قال تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ

كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ }

[البقرة: 183].

والحج كذلك، كما في قول الله تعالى لإبراهيم عليه السلام:

{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً }

[الحج: 27].

وقد جعل الله لكل أمة مناسكها وعبادتها، قال عز وجل:

{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ

عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ }

[الحج: 34].

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين