المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر إيمانية ( الحلقة 11 )


نسمة أمل
08-18-2016, 02:04 PM
من: الأخت / الملكة نــور
خواطر إيمانية
( الحلقة 11 )

{ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }

[ الذاريات : 21 ].

مثل هذا المعرض العظيم الواسع المفتوح مكنون فينا نحن البشر،
الذي انطوى فيه أسرار الوجود كله لمن يريد أن يبصر ويستبصر
ولمن يريد أن يستيقن , ولمن يريد أن يملأ حياته بالمتعة والسرور
ويروي قلبه بالإيمان واليقين , ويرى إبداع الحكيم العليم في الخلق
والتصوير .. والتصريف والتدبير :

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى }

[ النازعات: 26 ] .

هى طاعة لكنها غير كل الطاعات إنما عهدنا الطاعات مقربات من الله
موجبات لرحمته لكن هذه الطاعة تختلف عن عهدنا بالطاعات
إنها طاعة مآلها الكفر ومصير فاعليها مصير أليم إنها الطاعة المذكورة
في قوله تعالى

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ }

إنها طاعة أهل الكتاب تلك الطاعة عاقبتها كفر بالله
فاعتبروا يا أولي الأبصار وانتبهوا يا أولي الألباب .

تأثرت جدًا بقول الله عز وجل :-

{ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ
بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَاهُمْ يَحْزَنُونَ }

[ آل عمران : 170 ].

تأملت في هذه الآية فوجدت فيها الكثير والكثير .
تأمل ! الفرح والسرور والرضا بما أعطاهم الله من ثواب عظيم
ومكان عالٍ وأجر كبير وكل ذلك من فضله سبحانه وتعالى .

لقد عمتهم وغمرتهم السعادة حين من الله وأنعم عليهم ،
فأعطاهم من عظيم جوده وواسع كرمه من النعيم والرضا به أعينهم ،
وكل ذلك من فضل الله سبحانه وتعالى.

تأمل ! فرحين بإخوانهم الذين فارقوهم وهم أحياء ؛
ليفوزوا كما فازوا لِعِلْمِهم أنهم سينالون من الخير الذي نالوه ،
إذا استشهدوا في سبيل الله مخلصين له ، وأن لا خوف عليهم
فيما يستقبلون من أمور الآخرة، ولا هم يحزنون
على ما فاتهم من حظوظ الدنيا .

بعض السلف:

[ الفاتحة سر القرآن، وسرها هذه الكلمة:

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

[ الفاتحة: 5 ]

فالأول تبرؤ من الشرك، والثاني تبرؤ من الحول والقوة،
والتفويض إفى الله عز وجل .

فتأمل معي كيف يقر المؤمنون بضمير الجمع بالعبودية لله عز وجل
فالكل عابد لله ومقر له باستحقاق العبودية ،
ومعترف له بالوحدانية والإلهية،

وكما يعترفون له بالعبودية يعترفون له بأخص شيء في العبودية
وهي الاستعانة به سبحانه وتعالى
اللهم إياك نعبد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخاف عذابك
إن عذابك بالكفار ملحق . ]

من نعم الله عز وجل علينا أن علمنا أن ندعوه
وجعل لنا الدعاء عبادة عظيمة ففي مفتتح كتابه الكريم

قال الله عز وجل -

{ إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم }

[ الفاتحة:4،5 ]

ليشير لك أخي أنك إذا أردت أن تثبت على عبادة الله والاستعانة بالله
فداوم على هذا الدعاء حتى تسير إلى الله بمراد الله لا بمرادك
فكن كما أراد الله وتدبر هاتين الآيتين في كل صلاة
واطلب من ربك الهداية والتوفيق حتى تصل في نهاية المطاف إلى ربك
وأنت على هداية منه ورشاد فهذا هو الفوز العظيم
أن تكون من الفائزين بالنجاة من أهوال يوم الدين
وتنل رضا رب العلمين يوم لا ينفع مال ولا بنون
إلا من أتى الله بقلب سليم .

الحياة الحقيقية تكمن في هذا القرآن
فإذا عاش المرء منا مع القرآن وتدبر آياته وتغلغت في جنباته
عاش حياة سعيدة حياة حقيقية لأن القرآن هو قوت القلوب
الذي أنزله علام الغيوب أنزله ليكون كتاب الهداية والسعادة للناس أجمعين
فما عليك أخي الحبيب إلا أن تقرأ وتتفكرفيحصل لك التدبر في كتاب الله
وترقى في مراقي الحياة الحقيقية ألا وهي الحياة مع كتاب الله
فجرب وسوف تجد الحياة الحقيقية .

بحثت كثيرًا عن السعادة
فوجدتها تكمن في الإيمان والعمل الصالح ،

قال تعالى :

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }

[ النحل : 97 ],

ووجدت الذنوب هي سبب الشقاء في الدنيا والآخرة،

قال تعالى :

{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }

[ طه : 124 ]

يسأل كثير من المسلمين ما هو طريق النجاة
وكان لا ينبغي أن يسألوا هذا السؤال ولكنها الغربة
فنحن في غربة عن الطريق في تيه لم نخرج منه بعد
ولكن إذا أردت الخروج من هذا التيه فلابد أن يكون معك الخريطة الصحيحة ،
والخريطة موجودة في القرآن فإن فيه النجاة لأهل الإيمان
وفيه الهداية لأهل التقوى

{ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ }

[ البقرة : 2 ]

وقوله عز وجل :

{ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ *
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ
وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ
وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم ٍ }

[ المائدة : 15 ، 16 ]

فعليك بالقرآن ولا تحد عنه قيد أنملة وتدبره
فإن تدبر القرآن سر الإيمان
بل إن تدبر القرآن هو مفتاح الإيمان