المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة


نسمة أمل
08-19-2016, 03:38 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وفيها توفي من الأعيان‏:‏
الحافظ الكبير أبو بكر البيهقي

أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى أبو بكر البيهقي، له
التصانيف التي سارت بها الركبان إلى سائر الأمصار، ولد سنة أربع
وثمانين وثلاثمائة، وكان أوحد أهل زمانه في الإتقان والحفظ والفقه
والتصنيف، كان فقيهاً محدثاً أصولياً، أخذ العلم عن الحاكم أبي عبد الله
النيسابوري، وسمع على غيره شيئاً كثيراً، وجمع أشياء كثيرة نافعة،
لم يسبق إلى مثلها، ولا يدرك فيها، منها‏:‏ كتاب ‏(‏السنن الكبير‏)‏،
و‏(‏نصوص الشافعي‏)‏، كل في عشر مجلدات، و‏(‏السنن الصغير‏)‏،
و‏(‏الآثار‏)‏، و‏(‏المدخل‏)‏، و‏(‏الآداب‏)‏، و‏(‏شعب الإيمان‏)‏، و‏(‏الخلافيات‏)‏،
و‏(‏دلائل النبوة‏)‏، و‏(‏البعث والنشور‏)‏‏.‏ ‏

وغير ذلك من المصنفات الكبار والصغار المفيدة التي لا تسامى ولا تدانى،
وكان زاهداً متقللاً من الدنيا، كثير العبادة والورع، توفي بنيسابور، ونقل
تابوته إلى بيهق في جمادى الأولى منها‏.‏

الحسن بن غالب

ابن علي بن غالب بن منصور بن صعلوك، أبو علي التميمي، ويعرف
بابن المبارك المقري، صحب ابن سمعون، وقرأ القرآن على حروف
أنكرت عليه، وجرب عليه الكذب، إما عمداً وإما خطأ، واتهم في رواية
كثيرة، وكان أبو بكر القزويني ممن ينكر عليه، وكتب عليه محضر بعدم
الإقراء بالحروف المنكرة‏.‏

قال أبو محمد السمرقندي‏:‏ كان كذاباً‏.‏

توفى فيها عن ثنتين وثمانين سنة، ودفن عند إبراهيم الحربي‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ أخذ الفقه عن أبي الفتح نصر بن محمد العمري المروزي،
ثم غلب عليه الحديث واشتهر به، ورحل في طلبه‏.‏

القاضي أبو يعلي بن الفرا الحنبلي

محمد بن الحسن بن محمد بن خلف بن أحمد الفرا القاضي، أبو يعلى شيخ
الحنابلة، وممهد مذهبهم في الفروع، ولد في محرم سنة ثمانين
وثلاثمائة، وسمع الحديث الكثير، وحدث عن ابن حبابة‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ وكان من سادات العلماء الثقات، وشهد عند ابن ماكولا
وابن الدامغاني فقبلاه، وتولى النظر في الحكم بحريم الخلافة، وكان إماماً
في الفقه، له التصانيف الحسان الكثيرة في مذهب أحمد، ودرس وأفتى
سنين، وانتهت إليه رياسة المذهب، وانتشرت تصانيفه وأصحابه‏.‏

وجمع الإمامة والفقه والصدق، وحسن الخلق، والتعبد والتقشف
والخشوع، وحسن السمت والصمت عما لا يعني، توفي في العشرين
من رمضان منها عن ثمان وسبعين سنة، واجتمع في جنازته القضاة
والأعيان، وكان يوماً حاراً، فأفطر بعض من اتبع جنازته‏.‏

وترك من البنين عبيد الله أبا القاسم، وأبا الحسين، وأبا حازم، ورآه
بعضهم في المنام فقال‏:‏ ما فعل الله بك ‏؟‏

فقال‏:‏ رحمني وغفر لي وأكرمني، ورفع منزلتي، وجعل يعد ذلك بأصبعه‏.‏

فقال‏:‏ بالعلم ‏؟‏

فقال‏:‏ بل بالصدق‏.‏

ابن سيده

صاحب ‏(‏المحكم في اللغة‏)‏، أبو الحسين علي بن سماعيل المرسي‏.‏

كان إماماً حافظاً في اللغة، وكان ضرير البصر، أخذ علم العربية واللغة
عن أبيه، وكان أبوه ضريراً أيضاً، واشتغل على أبي العلاء صاعد
البغدادي، وله ‏(‏المحكم‏)‏ في مجلدات عديدة، وله ‏(‏شرح الحماسة‏)‏
في ست مجلدات، وغير ذلك‏.‏

وقرأ على الشيخ أبي عمر الطملنكي كتاب ‏(‏الغريب‏)‏ لأبي عبيد سرداً من
حفظه، فتعجب الناس لذلك، وكان الشيخ يقابل بما يقرأ في الكتاب، فسمع
الناس بقراءته من حفظه‏.‏

توفي في ربيع الأول منها، وله ستون سنة، وقيل‏:‏ إنه توفي في سنة
ثمان وأربعين، والأول أصح، والله أعلم‏.