المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيفية تنمية الحوار لدى الشباب


نسمة أمل
09-08-2016, 01:48 PM
من:الأخت / غـــرام الغـــرام
كيفية تنمية الحوار لدى الشباب

يعتبر عنصر الشّباب دعامة المجتمع و ركيزةً أساسيّةً فيه ،
فالشّباب بما يملكه من طاقاتٍ هائلةٍ لهو قادرٌ على إحداث التّغيير
المنشود في المجتمع

فالأمم تنهض بهمّة الشّباب و عزيمتهم ،
فهم دائماً في الطّليعة في الحرب و السّلم ،
ففي الحرب تجدهم رأس الحربة في مواجهة الأعداء و الدّفاع
عن حياض الأمّة ، و في السّلم تجد سواعدهم الفتيّة تشيّد البنيان ،
و تمد قطاعات الأمّة المختلفة بالكفاءات البشريّة المعطاءة ،
فالشّباب هم روح الأمّة و أملها ، يعتمد عليهم المجتمع
و لا يستغني عنهم بحال .

و قد ركّز ديننا الحنيف على خلقٍ مجتمعٍ متكافلٍ تسود أفراده
المودّة و المحبّة ، و إذا اختلف أيّ مكوّنٍ من مكونات المجتمع
لجأ للحوار لحل خلافاته و مشكلاته ، و إنّ الحوار بين الشّباب
بعضهم البعض مطلوبٌ لخلق مجتمعٍ متعاونٍ متآخي يسعى
كلّ فردٍ فيه لإكمال دور أخيه في نظامٍ متكاملٍ بنّاء تظهر نتائجه
و ثماره أفعالاً و أقوالاً ، فمبدأ الحوار موجودٌ منذ بدأ الله الخليقة
و خلق آدم و أمر الملائكة بالسّجود له ، فأبى إبليس أن يسجد
لما خلق الله معتزاً بنفسه مغتراً ، و حاور ربّه بأنّه خيرٌ منه
حيث خلق من نارٍ و خلق آدم من طين و كان نتيجة الحوار
أن أمهله الله تعالى إلى يوم يبعث الخلق ، ثمّ كانت سنّة الأنبياء
و الرّسل تبليغ دعوة الله إلى النّاس و التّحاور معهم و الصّبر على ذلك ،
فقد لبث سيّدنا نوح في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عاماً يدعوهم
إلى دين الله فلم يكلّ أو يملّ راجياً رضا الله سبحانه .

فعلى الشّباب في وقتنا الحاضر التّمسك بسنّة التّحاور
للوصول إلى الحقيقة و الفائدة و حلّ الخلافات بعيداً عن الجدل العقيم
و العناد و التّمسك بالرّأي ، فالحكمة ضالّة المؤمن و الحقّ أحقّ
أن يتّبع ، فعلى الشّباب عدم التّكبر عن قبول الحقّ
إذا ما تبيّن لهم ذلك .
إنّ بيان فوائد الحوار للشّباب لهو ركيزةٌ أساسيّةٌ في قبوله
و قبول نتائجه ، و نحن أحوج ما نكون إلى لغة الحوار في عصرنا
الحاضر حيث كثرت المشكلات بين الشّباب
و أصبح العنف الوسيلة الأقرب و الأسهل لحلّ المشكلات بعيداً عن التّعقل ،
و على الدولة بمؤسساتها المختلفة رعاية الشّباب و تأسيس
نوادٍ لهم يجتمعون فيها و يتحادثون في جوّ من المودّة و الألفة و التّكافل ،
و توفير الصّحبة الحسنة للشّباب لهو دافعٌ كبيرٌ لهم لتغيير
أنماط تفكيرهم نحو الحوار بديلاً عن العنف .