المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 09.12.1437


حور العين
09-10-2016, 09:19 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
( ممَا جَاءَ فِي: مَا قِيلَ فِي أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ )

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي
عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ رضي الله تعالى عنهم أجمعين

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ

( سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ
فَقَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ )

الشــــــــــــــــــروح

قوله‏:‏ ‏(‏الله أعلم‏)
‏ قال ابن قتيبة‏:‏ معنى قوله ‏"‏ بما كانوا عاملين ‏"‏ أي لو أبقاهم،
فلا تحكموا عليهم بشيء‏.‏

وقال غيره‏:‏ أي علم أنهم لا يعملون شيئا ولا يرجعون فيعملون أو أخبر
بعلم شيء لو وجد كيف يكون، مثل قوله‏:‏ ‏(‏ولو ردوا لعادوا‏)‏
ولكن لم يرد أنهم يجازون بذلك في الآخرة لأن العبد لا يجازى
بما لم يعمل‏.‏

‏(‏تنبيه‏)‏
وأما حديث أبي هريرة فهو طرف من ثاني أحاديث الباب كما سيأتي
في القدر من طريق همام عن أبي هريرة، ففي آخره ‏"‏ قالوا‏:‏
يا رسول الله، أفرأيت من يموت وهو صغير‏؟‏ قال‏:‏ الله أعلم بما كانوا
عاملين ‏"‏ وكذا أخرجه مسلم من طريق أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ ‏"
‏ فقال رجل‏:‏ يا رسول الله أرأيت لو مات قبل ذلك ‏"‏ ولأبي داود من طريق
مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة نحو رواية همام‏.‏

وأخرج أبو داود عقبه عن ابن وهب سمعت مالكا وقيل له إن أهل الأهواء
يحتجون علينا بهذا الحديث يعني قوله ‏"‏ فأبواه يهودانه أو ينصرانه ‏"‏
فقال مالك‏:‏ احتج عليهم بآخره ‏"‏ الله أعلم بما كانوا عاملين‏"‏‏.‏

ووجه ذلك أن أهل القدر استدلوا على أن الله فطر العباد على الإسلام وأنه
لا يضل أحدا وإنما يضل الكافر أبواه، فأشار مالك إلى الرد عليهم بقوله ‏"‏
الله أعلم ‏"‏ فهو دال على أنه يعلم بما يصيرون إليه بعد إيجادهم على
الفطرة، فهو دليل على تقدم العلم الذي ينكره غلاتهم، ومن ثم قال
الشافعي‏:‏ أهل القدر إن أثبتوا العلم خصموا‏.‏

اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك

سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .