المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد ( الحلقه 27 )


حور العين
09-19-2016, 04:18 PM
من: الأخت / الملكة نــور
فوائد
( الحلقه 27 )

قال أحمد بن حرب :

عبدتُ الله خمسين سَنَة ،
فما وجدتُ حلاوة العبادة حتى تركتُ ثلاثة أشياء :

- تركتُ رضى الناس حتى قدرتُ أن أتكلم بالحق
- تركتُ صحبة الفاسقين حتى وجدتُ صحبة الصالحين
- تركتُ حلاوة الدنيا حتى وجدتُ حلاوة الآخرة
السير

قال ابن القيم رحمه الله :

فإن الصدقة تفدي من عذاب الله تعالى ؛
فإن ذنوب العبد وخطاياه تقتضي هلاكه فتجيء الصدقة
تفديه من العذاب ، وتفكه منه


ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم
في الحديث الصحيح لمَّا خطب النساء يوم العيد :


( يا معشرَ النِّساءِ تصدَّقْنَ ولو مِن حُليِّكنَّ
فإنَّكنَّ أكثرُ أهلِ جهنَّمَ يومَ القيامةِ )

وكأنه حثهن ورغبهن على ما يفدين به
أنفسهن من النار

ضابط الإخلاص :

أن تكون نِيَّتك في هذا العمل لله لا تريد بها غير الله ، لا رياءً ولا سُمعةً
ولا رِفعةً ولا تزلفًا عند أحد، ولا تترقب من الناس مدحًا
ولا تخشى منهم قَدْحًا، فإذا كانت نِيَّتك لله وحده ولم تزين عملك
من أجل البشر فأنت مُخْلِص

يقول الفضيل بن عِياض :

العمل لأجل الناس شِرك , وترك العمل لأجل الناس رياء ,
والإخلاص أن يُعافيك الله منهما

فأخلص جميع أعمالك له سبحانه ولا تَتَطلع لأحد ،

وأدخل نفسك في قوله تعالى :

{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *
لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }
[ الأنعام : 162، 163 ]

سُئِل ابن تيمية عن خديجة وعائشة :

أُمي المؤمنين أيهما أفضل ؟

قال رحمه الله :

بأن سبق خديجة، وتأثيرها في أول الإسلام ؛ ونصرها ،
وقيامها في الدين , لم تُشْركها فيه عائش ة،
ولا غيرها من أُمَّهات المؤمنين وتأثير عائشة في آخر الإسلام ،
وحمل الدين ، وتبليغه إلى الأمة ، وإدراكها من العلم
ما لم تُشْركها فيه خديجة ، ولا غيرها مما تميزت به عن غيرها
مجموع الفتاوى

إن ألطاف الله على أوليائه لا تتصورها العقول لا تُعَبِّر عنها الكلمات ؛
فأم موسى ألهمها الله أن تُلقيه في اليَّمِّ ثُمَّ بَشَّرها بِرَدِّه ،
ولولا ذلك لقضى عليها الحزن ، ثُمَّ حُرِّمَ عليه أن يرضع من غيرها ،
فكانت العاقبة أن تُرْضِعه جهرًا وتأخذ عليه أجرًا ،
وتسمى أُمُّه قدرًا وشرعًا ، فاطمأن قلبها وازداد إيمانها ،
وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم
تفسير ابن سعدي

قال الله تعالى
في أحسن وصف وأبلغ تعبير لموقف عظيم :

{ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ }
[ القيامة : 29 ]

بدأ الميت يطوي قدميه عن الأرض ويجمعهما ؛ ليغادر الدنيا
التي طالما ركض وسعى في أرجائها ، وغبر قدمه في مناكبها ،
عندها تبدأ مسيرة الآخرة ورحلة الجزاء والحساب

{ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ }
[ القيامة : 30 ]

قال سعيد بن جُبَير :

ما أُعْطِي أحد في المُصيبة ما أُعطيت هذه الأمة ,
يعني الاسترجاع


{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }
[ البقرة : 156 ]


ولو أُعطيها أحد ؛ لأُعطيها يعقوب عليه السلام ،


ألَا تسمع لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام :


{ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ }
[ يوسف : 84 ]

{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً *
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي }
[ الفجر : 27- 30 ]

يقال هذا القول للمؤمن عند النَّزْع في آخر لحظة
من لحظات حياته في الدنيا، وقد أضاف سبحانه الجنة إلى نفسه
تشريفًا لها وتعظيمًا، وإعلامًا للخلق بعنايته بها جَلَّ وعُلا.


فوائد من كتاب أطايب الجنى
لعبد الملك القاسم - الجزء الثاني