المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد ( الحلقه 28 )


حور العين
09-20-2016, 03:12 PM
من: الأخت / الملكة نــور
فوائد
( الحلقه 28 )

إن من الذنوب التي تحول بين الإنسان والخير :

قطيعة الرَّحم التي قال تعالى عن قاطعها:

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }
[ محمد : 23 ]

قال بعض العلماء :

إن الإنسان إذا قطع رحمه أصابه الصمم وعمى البصيرة ،
والمراد بالصمم : أنه لا تنفع فيه موعظة ولو عُرِضت عليه
المواعظ التي تفتت الجبال , ما أثرَّت فيه،
ولو أثرَّت فيه تكون وقتية ثم تزول،

{ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }

فلا يرون خيرًا ولا يوفقون لطاعة.

قال ابن خُزَيمة :
سمِعت المزني يقول عن كتابه مختصر المزني :

كنت في تأليف هذا الكتاب عشرين سَنَة ،
وألفته ثمان مرَّات وغيرته ، وكنت كلما أردت تأليفه
أصوم قبله ثلاثة أيام وأُصَلِّي كذا وكذا ركعة
مناقب الشافعي

{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً
قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي
إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
[ الأحقاف : 15 ]

قال الشوكاني :

وفي هذا دليل على أنه ينبغي لمن بلغ عمره أربعين سَنَة
أنْ يستكثرَ من هذه الدَّعْوات.
فتح القدير 5/18

خُلُق الكرام شُكْر المعروف والمُكَافأة عليه ،
لمَّا سقى مُوسى عليه السلام للمرأتين تولَّى إلى الظلِّ ،

فكانت الدعوة من الرجل الصالح :

{ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا }
[ القصص : 25 ]

وفي الحديث :

( من صُنِع إليه معروف, فقال لفاعله :
جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثَّناء )
رواه الترمذي

القلوب إذا تفرقت لا تجتمع إلا إذا صَلُحت السرائر وسَمَت النُّفُوس ،
وإذا تفرقت فهنا مقام :


{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
[ آل عمران : 134 ]

ثلاث درجات كلها لأصحاب الهِمَم العالية والأجور العظيمة :
كَظْم غيظ وعَفْو وإحسان .

قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله :

الكعبة نفسها زادها الله تشريفًا وتكريمًا لا يتبرك بها
ولا يقبل منها إلا الحجر الأسود فقط ولا يمسح منها إلا هو
والرُّكْن اليماني؛ والحكمة من تقبيل الحجر الأسود أو مسحه
أو مسح الرُّكْن اليماني هي : طاعة الله واتِّبَاع شَرْعه ,
والتزام الكعبة ليس فيه التمسح بحال ، إنما هو إلصاق الخَدِّ والصدر
واليدين اشتياقًا، وأسفًا على الفراق تارة، وذُلاً لله وخشية تارة أخرى
يُنْظر فتاوى الشيخ

إن الكِبْر والعُجْب والرِّياء من أمراض القلوب الباطنة
التي أمر الله عزَّ وجلَّ المسلم باجتنابها، وبعض النَّاس لامسته
هذه الأدواء وهو لا يشعر،

والله عزَّ وجلَّ يقول :

{ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ }
[ الأنعام : 120 ]

هو لكِ أُنْس وقُرْب ، ومودة ورحمة ، ومقام أب ومكانة أم ،
ومنزلة أخ وأخت , زَوْج جمع لك أطراف المحبة والحنان
والعون والمُساعدة , دخلتِ تحت كنفه وأظلكِ فَيْئُه
وتنعمتِ بالعيش معه !! هو لكِ شِعَار ودِثار وماء وهواء
ونِسمة صباح ومساء !

أنسيتِ حديث النبي صلى الله عليه وسلم :

( لا ينظُرُ اللَّهُ تبارَك وتعالى إلى امرأةٍ لا تشكُرُ لزوجِها ،
وَهيَ لا تستَغني عنهُ )
رواه النَّسائي

قال ابن القيم رحمه الله :

المُرضع مَنْ لها ولد تُرْضعه، والمُرْضِعة من ألقمت الثدي للرضيع ،


وعلى هذا فقوله تعالى :

{ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ }
[ الحج : 2 ]

أبلغ من مرضع في هذا المقام.


فوائد من كتاب أطايب الجنى
لعبد الملك القاسم - الجزء الثاني