المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة ست وسبعين وأربعمائة


حور العين
09-21-2016, 04:57 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة ست وسبعين وأربعمائة
من كتاب البداية والنهاية لابن كثير يرحمه الله

من الأعيان‏:‏
الشيخ أبو إسحاق الشيرازي
إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز آبادي، وهي قرية من قرى فارس،
وقيل‏:‏ هي مدينة خوارزم، شيخ الشافعية، ومدرس النظامية ببغداد،
ولد سنة ثلاث وقيل‏:‏ ست وتسعين وثلاثمائة، وتفقه بفارس على
أبي عبد الله البيضاوي، ثم قدم بغداد سنة خمس عشرة وأربعمائة،
فتفقه على القاضي أبي الطيب الطبري، وسمع الحديث من ابن شاذان
والبرقاني، وكان زاهداً عابداً ورعاً، كبير القدر معظماً محترماً، إماماً
في الفقه والأصول والحديث، وفنون كثيرة، وله المصنفات الكثيرة النافعة
كـ‏(‏المهذب‏)‏ في المذهب، و‏(‏التنبيه‏)‏، و‏(‏النكت في الخلاف‏)‏، و‏(‏اللمع‏)‏
في أصول الفقه، و‏(‏التبصرة‏)‏، و‏(‏طبقات الشافعية‏)‏ وغير ذلك‏.‏

قلت‏:‏
وقد ذكرت ترجمته مستقصاة مطولة في أول شرح التنبيه، توفي ليلة
الأحد الحادي والعشرين من جمادى الآخرة في دار أبي المظفر ابن رئيس
الرؤساء، وغسله أبو الوفا بن عقيل الحنبلي، وصلى عليه بباب الفردوس
من دار الخلافة، وشهد الصلاة عليه المقتدي بأمر الله، وتقدم للصلاة عليه
أبو الفتح المظفر ابن رئيس الرؤساء، وكان يومئذ لابساً ثياب الوزارة،
ثم صلّي عليه مرة ثانية يجامع القصر، ودفن بباب إبرز في تربة مجاورة
للناحية، رحمه الله تعالى‏.‏

وقد امتدحه الشعراء في حياته وبعد وفاته، وله شعر رائق
، فمما أنشده ابن خلكان من شعره قوله‏:‏

سألت الناس عن خل وفيّ * فقالوا ما إلى هذا سبيل

تمسك إن ظفرت بذيل حر * فإن الحر في الدنيا قليل

قال ابن خلكان‏:‏ ولما توفي عمل الفقهاء عزاءه بالنظامية، وعين مؤيد
الملك أبا سعد المتولي مكانه، فلما بلغ الخبر إلى نظام الملك كتب يقول‏:‏
كان من الواجب أن تغلق المدرسة سنة لأجله‏.‏
وأمر أن يدرس الشيخ أبو نصر بن الصباغ في مكانه‏.‏

طاهر بن الحسين
ابن أحمد بن عبد الله القواس، قرأ القرآن وسمع الحديث، وتفقه
على القاضي أبي الطيب الطبري، وأفتى ودرس، وكانت له حلقة بجامع
المنصور للمناظرة والفتوى، وكان ورعاً زاهداً ملازماً لمسجده خمسين
سنة، توفي عن ست وثمانين سنة، ودفن قريباً من الإمام أحمد،
رحمه الله وإيانا

محمد بن أحمد بن إسماعيل
أبو طاهر الأنباري الخطيب، ويعرف بابن أبي الصقر، طاف البلاد وسمع
الكثير، وكان ثقة صالحاً فاضلاً عابداً، وقد سمع منه الخطيب البغدادي،
وروى عنه مصنفاته، توفي بالأنبار في جمادى الآخرة عن نحو
من مائة سنة، رحمه الله‏.‏

محمد بن أحمد بن الحسين بن جرادة
أحد الرؤساء ببغداد، وهو من ذوي الثروة والمروءة، كان يحرز ماله
بثلاثمائة ألف دينار، وكان أصله من عكبرا فسكن بغداد، وكانت له بها دار
عظيمة تشتمل على ثلاثين مسكناً مستقلاً، وفيها حمام وبستان، ولها
بابان، على كل باب مسجد، إذا أذن المؤذن في إحداهما لا يسمع الآخر
من اتساعها‏.‏

وقد كانت زوجة الخليفة القائم حين وقعت فتنة البساسيري في سنة
خمسين وأربعمائة، نزلت عنده في جواره، فبعث إلى الأمير قريش
بن بدران أمير العرب بعشرة آلاف دينار، ليحمي له داره، وهو الذي بنى
المسجد المعروف به ببغداد، وقد ختم فيه القرآن ألوف من الناس،
وكان لا يفارق زي التجار‏.‏
وكانت وفاته في عاشر ذي القعدة من هذه السنة، ودفن في التربة
المجاورة لتربة القزويني، رحمه الله وإيانا آمين‏.‏