المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 25.12.1437


نسمة أمل
09-27-2016, 07:27 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم

( ممَا جَاءَ فِي: مَا أُدِّيَ زَكَاتُهُ فَلَيْسَ بِكَنْزٍ )

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ
رضي الله تعالى عنهم أجمعين

عَنْ خَالِدِ بْنِ أَسْلَمَ رضي الله تعالى عنه قَالَ

( خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ
أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ
وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
مَنْ كَنَزَهَا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا فَوَيْلٌ لَهُ إِنَّمَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تُنْزَلَ
الزَّكَاةُ فَلَمَّا أُنْزِلَتْ جَعَلَهَا اللَّهُ طُهْرًا لِلْأَمْوَالِ )

الشــــــــــــــــــروح

قوله‏:‏ ‏(‏وقال أحمد بن شبيب‏)

‏ كذا للأكثر‏.‏

وفي رواية أبي ذر ‏"‏ حدثنا أحمد ‏"‏ وقد وصله أبو داود في ‏"‏ كتاب
الناسخ والمنسوخ ‏"‏ عن محمد بن يحيى وهو الذهلي، عن أحمد
بن شبيب بإسناده‏.‏

ووقع لنا بعلو في جزء الذهلي وسياقه أتم مما في البخاري وزاد فيه
سؤال الأعرابي ‏"‏ أترث العمة‏؟‏ قال ابن عمر‏:‏ لا أدري‏.‏

فلما أدبر قبل ابن عمر يديه ثم قال‏:‏ نعم ما قال أبو عبد الرحمن
- يعني نفسه - سئل عما لا يدري فقال‏:‏ لا أدري‏.‏

وزاد في آخره - بعد قوله‏:‏ طهرة للأموال - ثم التفت إلي فقال‏:‏ ما أبالي لو
كان لي مثل أحد ذهبا أعلم عدده أزكيه وأعمل فيه بطاعة الله تعالى ‏"‏
وهو عند ابن ماجه من طريق عقيل عن الزهري‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏من كنزها فلم يؤد زكاتها‏)

أفرد الضمير إما على سبيل تأويل الأموال، أو عودا إلى الفضة لأن
الانتفاع بها أكثر أو كان وجودها في زمنهم أكثر من الذهب، أو على
الاكتفاء ببيان حالها عن بيان حال الذهب، والحامل على ذلك رعاية لفظ
القرآن حيث قال ‏(‏ينفقونها‏)‏ قال صاحب الكشاف‏:‏ أفرد ذهابا إلى المعنى
دون اللفظ، لأن كل واحد منهما جملة وافية‏.‏

وقيل‏:‏ المعنى ولا ينفقونها، والذهب كذلك، وهو كقول الشاعر وإني وقيار
بها لغريب أي وقيار كذلك‏.‏

قوله‏:‏ ‏"‏ إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة‏)‏

هذا مشعر بأن الوعيد على الاكتناز - وهو حبس ما فضل عن الحاجة عن
المواساة به - كان في أول الإسلام، ثم نسخ ذلك بفرض الزكاة لما فتح الله
الفتوح وقدرت نصب الزكاة، فعلى هذا المراد بنزول الزكاة بيان نصبها
ومقاديرها لا إنزال أصلها‏.‏
والله أعلم‏.‏

وقال ابن عمر ‏"‏ لا أبالي لو كان لي مثل أحد ذهبا ‏"‏ كأنه يشير إلى قول
أبي ذر الآتي آخر الباب‏.‏

والجمع بين كلام ابن عمر وحديث أبي ذر أن يحمل حديث أبي ذر على
مال تحت يد الشخص لغيره فلا يجب أن يحبسه عنه، أو يكون له لكنه
ممن يرجى فضله وتطلب عائدته كالإمام الأعظم فلا يجب أن يدخر عن
المحتاجين من رعيته شيئا، ويحمل حديث ابن عمر على مال يملكه قد
أدى زكاته فهو يحب أن يكون عنده ليصل به قرابته ويستغني به عن
مسألة الناس، وكان أبو ذر يحمل الحديث على إطلاقه فلا يرى بادخار
شيء أصلا‏.‏

قال ابن عبد البر‏:‏ وردت عن أبي ذر آثار كثيرة تدل على أنه كان يذهب
إلى أن كل مال مجموع يفضل عن القوت وسداد العيش فهو كنز يذم
فاعله، وأن آية الوعيد نزلت في ذلك، وخالفه جمهور الصحابة ومن
بعدهم وحملوا الوعيد على مانعي الزكاة، وأصح ما تمسكوا به حديث
طلحة وغيره في قصة الأعرابي حيث قال ‏"‏ هل علي غيرها‏؟‏ قال‏:‏
لا إلا أن تطوع ‏"‏ انتهى‏.‏

والظاهر أن ذلك كان في أول الأمر كما تقدم عن ابن عمر، وقد استدل له
ابن بطال بقوله تعالى

‏{ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ }

أي ما فضل
عن الكفاية، فكان ذلك واجبا في أول الأمر ثم نسخ‏.‏
والله أعلم‏.‏

وفي المسند من طريق يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه قال ‏"‏ كان
أبو ذر يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه الشدة ثم
يخرج إلى قومه، ثم يرخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم فلا يسمع
الرخصة ويتعلق بالأمر الأول ‏"‏ ثم ذكر المصنف في الباب ثلاثة أحاديث‏:‏
أحدها حديث أبي سعيد في تقدير نصب زكاة الورق وغيره‏.‏

اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .

دعاء لموتانا و جميع موتى المسلمين يرحمهم الله

اللـهـم إنهم فى ذمتك و حبل جوارك فقهم فتنة القبر و عذاب النار ,
أنت أهل الوفاء و الحق فأغفر لهم و أرحمهم أنك أنت الغفور الرحيم.

اللـهـم إنهم عبيدك و إماتك و بنى عبديك خرجوا من الدنيا و سعتها و محبوبيها و أحبائهم
إلي ظلمة القبر اللهم أرحمهم و لا تعذبهم .

اللـهـم إنهم نَزَلوا بك و أنت خير منزول به و هم فقراء الي رحمتك
و أنت غني عن عذابهم .

اللـهـم اّتهم رحمتك و رضاك و قِهم فتنه القبر و عذابه
و أّتهم برحمتك الأمن من عذابك حتي تبعثهم إلي جنتك يا أرحم الراحمين.

اللـهـم أنقلهم من مواطن الدود و ضيق اللحود إلي جنات الخلود .

أنْتَهَى .

وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ و أجل.

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "