المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلاً يبحث عن السعادة ولكن


vip_vip
05-24-2010, 05:16 PM
كلاً يبحث عن السعادة ولكن
د . عائض القرني

للعالم الإسكافي كتاب بعنوان ( لطف التدبير ) وهو كتاب
جم الفائدة , أخاذ جذاب , مؤدى الكلام فيه البحث عن
السيادة والسعادة والريادة , فإذا الاحتيال والمكر والدهاء
وضرب من السياسة , وأفانين من الالتواء , فعلها كثير
من الملوك والرؤساء , والأدباء والشعراء , وبعض العلماء
كلهم يريد أن يهدأ وأن يرتاح ,وأن يحصل على مطلوبه
حتى إنه من عناوين هذا الكتاب :
في لطف التدبير , تسكير شغب , وإصلاح نفار أو ذات
بين , ماذا يفعل المنهزم , في مكائد الأعداء , مكايدة
صغير لكبير, في دفع مكروه بقول , في دفع مكروه
بمكروه , في دفع مكروه بلطف , في لطف التدبير في
دفع مكروه ,في مداراة سلطان , في الانتقام من سالب
ملك , في الخلاص من نقمة , في الفتك والاحتراز منه
في إظهار أمر لإخفاء غيره . إلى آخر تلك الأبواب .

وجدت أن الجميع يبحثون عن السعادة والاطمئنان
ولكن قليل منهم من اهتدى إلى ذلك ووفق لنيلها .
وخرجت من الكتاب بثلاث فوائد :
- الأولى : أن من لم يجعل الله نصب عينيه , عادت
فوائده خسائر , وأفراحه أتراحاً , وخيراته نكبات .
{ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون } .


الثانية : أن الطرق الملتوية الصعبة التي يسعى إليها كثير
من الناس في غير الشريعة , لنيل السعادة يجدونها -
بطرق أسهل وأقرب - في طريق الشرع المحمدي .
{ ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً }
فينالون خير الدنيا وخير الآخرة .

- الثالثة : أن أناساً ذهبت عليهم دنياهم وأخراهم , وهم
يظنون أنهم يحسنون صنعاً , وينالون سعادة , فما ظفروا
بهذه ولا بتلك , والسبب إعراضهم عن الطريق الصحيح
الذي بعث الله به رسله , وأنزل به كتبه , وهي طلب
الحق , وقول الصدق .
{ وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته }.

كان أحد الوزراء في لهوه وطربه , فأصابه غم كاتم , وهم
جاثم , فصرخ :
ألا موت يباع فأشتريه [] فهذا العيش ما لا خير فيه
إذا أبصرت قبراً من بعيد [] وددت لو انني مما يليه
ألا رحم المهيمن نفس حر [] تصدق بالوفاة على أخيه

http://sewar.panet.co.il/images/2009/04/14/12105.gif
Amal Shbat