المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحب الأعمال إلى الله التقي الخفى


حور العين
11-04-2016, 01:35 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
أحب الأعمال إلى الله التقي الخفى

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :

( إنّ اللّه يُحِبُّ العبد التَّقيَّ الغّنيَّ الخفيَّ )
من غريب الحديث

التقي : هو الذي يؤمن بالغيب ، ويقيم الصلاة ،
وينفق مما رزقه الله ، ويتقي محارم الله ،
ويطيع ويتَّبع شريعته التي بعث بها خاتم رسله
وسيدهم صلّى الله عليه وسلّم

والمراد بالغني : الغني غنى النفس ؛
هذا هو الغنى المحبوب ؛


لقوله صلّى الله عليه وسلّم :

(ليس الغِنَى عن كَثرة العَرَض
إنَّما الغِنَى غِنَى النَّفس )
من غريب الحديث

قال ابن بطال :

معنى الحديث :
ليس حقيقة الغنى كثرة المال ؛
لأن كثيرًا ممن وسَّع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي ؛
فهو يجتهد في الازدياد ، ولا يبالي من أين يأتيه ؛
فكأنه فقير لشدة حرصه ؛ وإنما حقيقة الغنى غنى النفس ؛
وهو من استغنى بما أوتي ، وقنع به ورضي ،
ولم يحرص على الازدياد ولا ألح في الطلب ؛ فكأنه غني

وغنى النفس إنما ينشأ عن الرضا بقضاء الله تعالى والتسليم لأمره ؛
علمًا بأن الذي عند الله خير وأبقى

قال ابن حجر :

[ وإنما يحصل غنى النفس بغنى القلب ؛
بأن يفتقر إلى ربه في جميع أموره ؛ فيتحقق أنه المعطي المانع ؛
فيرضى بقضائه ، ويشكره على نعمائه ،
ويفزع إليه في كشف ضرائه ،
فينشأ عن افتقار القلب لربه
غنى نفسه عن غير ربه تعالى ]

والخفي: هو المنقطع إلى العبادة
والاشتغال بأمور نفسه


قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :

( ربَّ أشعثَ مدفوعٍ بالأبوابِ ،
لَوْ أقسمَ عَلَى اللهِ لأبَرَّهُ )
أخرجه مسلم


إن الله يحب التقي الخفي الذي إن غاب لم يفقد ،
وإن حضر لم يعرف ؛ لا يتظاهر بالخير وإظهار العمل والعلم ،
ولا يطلب الجاه في قلوب الخلق ؛
يقنع باطلاع الخلق على طاعته دون اطلاع الخلق ،
ويقنع بحمد الله وحده دون حمد الناس