المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوء الظن يسبق التقدير ( الجزء الأول - 02 )


حور العين
11-05-2016, 02:58 PM
من: الأخت / غـــرام الغـــرام
قبول الهديه في العمل ... سوء الظن يسبق التقدير
( الجزء الأول - 02 )

كيف تعبّر عن مشاعر الحب تجاه مديرك ؟

قبول الهدية في العمل .. سوء الظن يسبق التقدير


تردد " خالد " كثيراً في تقديم هدية إلى مديره في العمل ،
والذي كان مثالاً يُحتذى به في الخلق الإنساني النبيل،
كما أنه الرئيس الاستثنائي الذي يراعي مصلحة موظفيه
على أي مصلحة أخرى

ف " خالد " الموظف في إدارة التشغيل في إحدى الشركات، يحب كثيراً مديره
" أبو عبدالله " ، والذي يشارك موظفيه الإفطار الصباحي المنوع بين الخبز الساخن
والفول المطبوخ ، لا ينسى " خالد " موقف مديره الإنساني حينما مرضت ابنته
الصغيرة وأمر بعلاجها في مستشفى خاص على حساب الشركة،
على الرغم من أن ذلك لايدخل ضمن مسؤولياتها، ولا ينسى كذلك عندما أمر
بزيادة خاصة له، حينما علم بأن عدد أبنائه ازداد
بعد إنجاب المولود الجديد الرابع.

مواقف كثيرة اجتمعت بداخل " خالد " ، لتشكل عالماً جميلاً من الإمتنان،
حتى شعر بمسئوليته تجاه ذلك المدير الإنسان، وبقدر كبير من المحبة
التي كان يخفيها بداخله له، ففكر في الهدية، القيمة الإنسانية التي تقدم بشكل مادي،
لكنها تصل إلى النفس لتفضي للمهدى إليه بسر عميق عن معنى التقدير والمحبة،
وعلى الرغم من تردد " خالد " الكبير في نوع الهدية التي يقدمها،
والطريقة التي لابد أن يتبعها ليقدمها، شعر بداخله بشيء من الحرج
أن تفهم بشكل خاطئ، وبأن تفسر على أنها « رشوة »! ،

ثم وقف جانباً ليسأل نفسه :

هل حينما أهدي لرئيسي الذي أحترمه وأقدره كثيراً،
يُعتبر ذلك من «الرشوة»؟

لم يستطع " خالد " أن يجد جواباً لسؤاله ، لكنه قرر أن يتصرف بعفوية شديدة،
وأن يهدي رئيسه هدية لا تحمل قيمة مادية كبيرة، حتى لاتفسر على أنها «رشوة»،
فقرر أن يهدي مديره في العمل لوحة تعبيرية توضع عادة على المكاتب،
كتب عليها بماء الذهب المطلي « لا للرشوة »

لا نعلم كثيراً عن تفاصيل حكاية " خالد " مع الهدية التي رغب أن يقدمها إلى رئيسه،

وهل قبلها ذلك المدير أم خشي من الشبهة فيها ؟

بالرغم من تفكير " خالد " الذكي، لكننا في هذا التحقيق نقف على مفهوم الهدية
والتباسها بطعم الرشوة، الذي يدفع الكثيرين إلى عدم قبول الهدية في قطاع العمل
خشية أن تكون بدافع التأثير.

الخوف من الوقوع في شر « الرشوة » يدفع الكثير إلى رفضها

" الباب اللي يجي منه ريح سدّه واستريح "

البعض يرى بأن هناك حساسية كبيرة في التعامل مع الهدية المقدمة لأي شخص،
فهناك من يرى بأن الهدية تبقى هدية جميلة وتشيع المحبة بين الناس،
سواء قدمت إلى موظف بسيط أو مسؤول، ولابد من قبولها وترك النوايا السيئة
التي تعتقد بأنه لا هدية دون مقابل، في حين يفضل البعض بأن يبتعد كلياًّ
عن مواطن الريبة في قبول الهدية، ويحبذ عدم قبولها
حتى وإن كانت بسيطة ولاقيمة لها.

فهم خاطئ

تتذكر " ف " ( التي تعمل معلمة بإحدى المدارس ) حكايتها مع طالبتها
التي كانت تلاحقها دائماً، وتبدي لها المحبة والتقدير،
فعلى الرغم من محاولة تلك الطالبة لكي أقبل بعض الهدايا منها،
والتي كثيراً ما كانت تحتوي على أشياء ذات قيمة، إلا أنني كنت مؤمنة بمبدأ
عدم قبول الهدية في أي مجال، سواء وظيفي أو دراسي أو حتى تطوعي،
حتى لا تدخل ضمن مفهوم الرشوة

مضيفةً أنها ذات يوم وجدت بأنها تقبل هدية تلك الطالبة حينما باغتتها
بحزمة من الزهور الحمراء وزجاجة عطر في يوم المعلم ،
مشيرةً إلى أنها انحرجت كثيراً من هدية الطالبة،
وتساءلت :
هل أقبل تلك الهدية ؟
أم أنها قد تفهم من قبل زميلاتها بشكل خاطئ ؟

ذاكرةً أن المحيطين من الزملاء والأصدقاء في مجال العمل حتى وإن قبلت الهدية
من باب حسن النية والمحبة، فإنها قد تفسر بشكل خاطئ، متمنيةً لو تغيرت النظرة
إلى الهدية، على أن تُفهم أنها من باب التواصل الاجتماعي الذي يبني في النفس
روابط المحبة، موضحةً أن ذلك ما أصبحنا نفتقر إليه،
بدلاً من سوء النية الذي أصبح يلازمنا دائماً.

د.الشمراني :

تضع المُهدى له في حرج !


د.العلي :

شبهة لابد من تركها

نطاق العمل


اما " أ " التي تشعر بأن هناك مبالغة كبيرة في تفسير معنى الهدية
المقدمة للشخص، حيث تقول :

لقد قدمت ذات يوم لمسؤولتي في العمل بعض مغلفات التمر
التي جئت بها من منطقتي بعد الإجازة،
وتفاجأت بأن مديرتي ترفض تلك المغلفات، على الرغم من أنها أهدتيت
لجميع الموظفات في القسم

مضيفةً:

حينما سألتها عن سبب الرفض أوضحت لي بأنها لا تقبل هدايا
في نطاق العمل بأي شكل من الأشكال، حتى تبعد بنفسها عن الشبه،
وبأنها إذا قبلت تلك الهدية البسيطة، ستضطر يوماً إلى قبول هدايا قيمة
من موظفات أخريات، وستتسع الدائرة، وتدخل ضمن الرشوة ,
موضحةً أن للهدية مفعولا كبيرا مثل مفعول السحر على الإنسان،
ولكن لمن يفهم معناها الحقيقي

عبير البراهيم

إلي اللقاء مع الجزء الثاني إن شاء الله