المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من تفسير سورة البقرة جزء أول ( القسم الأول )


حور العين
11-10-2016, 10:56 AM
من:الأخت / الملكة نــور
فوائد من تفسير سورة البقرة للإمام محمد العثيمين
جزء أول ( القسم الأول )


●● أول ما نزل من القرآن على وجه الإطلاق قطعا الآيات الخمس الأولى من سورة العلق ،
ثم فتر الوحي مدة ثم نزلت الآيات الخمس الأولى من سورة المدثر .


●● ما اشتهر أن سبب نزول قوله تعالى :

{ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ ….. }

أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب في قصة طويلة
ذكرها كثير من المفسرين وروجها كثير من الوعاظ ضعيف لا صحة له .


●● { لا ريب فيه }

الريب هو الشك ؛ ولكن ليس مطلق الشك ؛ بل الشك المصحوب بقلق
لقوة الداعي الموجب للشك ؛ أو لأن النفس لا تطمئن لهذا الشك .


●● وصف النبي صلى الله عليه وسلم الكلب الأسود بأنه شيطان ؛
وليس معنى هذا انه شيطان الجن ؛ بل معناه : الشيطان في جنسه :
لأن أعتى الكلاب وأشدها قبحا هي الكلاب السود .
ويقال للرجل العاتي : هذا شيطان بني فلان – أي مَريدهم ، وعاتيهم .
تَقِيَّة ( فائدة في التشكيل )


●● يرجح شيخ الإسلام ابن تيمية أن ( المنتقم ) لا يوصف به الله سبحانه
على وجه الإطلاق ولو مقرونا بما يقابله

{ اسْتَوْقَدَ نَارًا } أي طلب من غيره أن يوقد له .
{ أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ } ولم تذهب بعيدا لضعفها .
{ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ } وأبقى حرارة النار
{ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ } عن غيهم .
{ كَصَيِّبٍ } الكاف اسم بمعنى مثل , .ويجوز أن نقول : إن الكاف حرف تشبيه
فهؤلاء عندهم ظلمات في قلوبهم – فهي مملوءة ظلمة من الأصل ؛
أصابها صيب – وهو القرآن - فيه رعد ؛ والرعد وعيد شديد ؛
و فيه برق – وهو وعد القرآن ؛ إلا أنه بالنسبة لما فيه نور وهدى يكون كالبرق ؛
لأن البرق ينير الأرض .


●● فائدة لغوية : في ( أصبع ) عشر لغات وإليها أشار في قوله :
وهمزَ انملةٍ ثلّث وثالثَه التسعُ في إصبع واختم بأصبوع

●● من الفوائد أن البرق الشديد يخطف البصر ؛ ولهذا ينهى الإنسان
أن ينظر إلى البرق حال كون السماء تبرق ؛ لئلا يخطف بصره .

●● ما نراه في عناوين بعض السور أنها مدنية إلا آية كذا ،
أو مكية إلا آية كذا غير مسلّم حتى يثبت ذلك بدليل صحيح صريح ؛
وإلا فالأصل أن السورة المدنية جميع آياتها مدنية ،
وأن السور المكية جميع آياتها مكية إلا بدليل ثابت .

●● " لا إله إلا الله " توحيد القصد ، " محمد رسول الله "
توحيد المتابعة .

●● { وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ } أي الذين تشهدون لهم بالألوهية ،
وتعبدونهم كما تعبدون الله ، أدعوهم ليساعدوكم في الإتيان بمثله ؛
وهذا غاية ما يكون من التحدي : أن يتحدى العابد والمعبود أن يأتوا بسورة مثله .

{ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }

قال بعض العلماء :
إن المراد بها الحجارة المعبودة ،
وقيل والحجارة الموقودة التي خلقها الله عز وجل لتوقد بها النار .

علق الشيخ عبد الرحمن بن سعدي على كتاب شفاء العليل لابن القيم
عند قوله بفناء النار قال :
إن هذا من باب لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة
لا بأس أن تهنئ بالعيد وبما يسر كأن تقول : هنَّأك الله بالعيد .

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا } :
{ بَعُوضَةً } عطف بيان لـ { مَا } أي مثلاً بعوضة .
{ فَمَا فَوْقَهَا } أي فما دونها ؛ لأن الفوقية تكون للأدنى ، وللأعلى ،
كما أن الوراء تكون للأمام ، وللخلف ،
كما في قوله تعالى :
{ وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا }
{ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا } { مَا } هنا اسم استفهام مبتدأ ؛
و{ ذا } اسم موصول بمعنى الذي خبر المبتدأ – أي ما الذي أراد الله بهذا مثلا ،
كما قال ابن مالك :
ومثل ماذا بعد ما استفهام أو من إذا لم تلغ في الكلام




●● { أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } : جملة اسمية مؤكدة بضمير الفصل {هُمُ }
لأن ضمير الفصل له ثلاث فوائد
الأولى : التوكيد ؛ الثانية : الحصر ؛ الثالثة : إزالة اللبس بين الصفة والخبر .
ولذا سمي ضمير فصل – لفصله بين الوصف والخبر ؛
وضمير الفصل ليس له محل من الإعراب .




●● الموت يطلق على ما لا روح فيه – وإن لم تسبقه حياة _ ؛
يعني : لا يشترط للوصف بالموت تقدم حياة ؛
لقوله تعالى :
{ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ } ؛ أما ظن بعض الناس أنه لا يقال ميت إلا لمن سبقت حياته ؛
فهذا ليس بصحيح ؛ بل إن الله تعالى أطلق وصف الموت على الجمادات ؛
قال تعالى في الأصنام :
{ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ }
{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ } أي علا إلى السماء ؛
هذا ما فسرها به ابن جرير رحمه الله ؛ وقيل : أي قصد ؛ وهذا ما اختاره ابن كثير
فمن نظر إلى أن هذا الفعل عدي بـ { إِلَى }
قال :
إن { اسْتَوَى } هنا ضمن معنى قصد ، ومن نظر إلى أن الاستواء لا يكون إلا في علو
جعل { إِلَى } بمعنى على ؛ لكن هذا ضعيف ؛ لأن الله تعالى لم يستو على السماء أبدا ؛
وإنما استوى على العرش ؛ فالصواب ما ذهب إليه ابن كثير رحمه الله
وهو أن الاستواء هنا بمعنى القصد التام والإرادة الجازمة .



●● { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } ؛ خليفة يخلف الله ؛ أو يخلف من سبقه ؛
أو يخلف بعضهم بعضا يتناسلون – على أقوال ... لكن قول الملائكة
{ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ } يرجح أنهم خليفة لمن سبقهم ،
وأنه كان على الأرض مخلوقات قبل ذلك تسفك الدماء




●● { وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا } ؛
هل هذه الأسماء أسماء لمسميات حاضرة ؛ أو لكل الأسماء ؟
للعلماء في ذلك قولان ؛ والأظهر أنها أسماء لمسميات حاضرة

بدليل قوله تعالى :

{ ثم عرضهم على الملائكة }



●● { أَنْبِئُونِي } الظاهر أنه تحد ؛ بدليل قوله تعالى { إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
أن لديكم علما بالأشياء فأنبئوني بأسماء هؤلاء ؛

لأن الملائكة قالت فيما سبق :

{ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ }

فقال تعالى :

{ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } ، ثم امتحنهم الله بهذا
{ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ }

الغيب نوعان :
نسبي ؛ وعام ؛
- فأما النسبي فهو ما غاب عن بعض الخلق دون بعض ؛
- وأما العام فهو ما غاب عن الخلق عموما .
استدل بعض العلماء لكفر تارك الصلاة بأن إبليس كفر بترك سجدة واحدة أمر بها .




●● { اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } : { أَنْتَ } توكيد للفاعل ؛ وليست هي الفاعل ؛
لأن { اسْكُنْ } فعل أمر ؛ وفعل الأمر لا يمكن أن يظهر فيه الفاعل ؛
لأنه مستتر وجوبا ؛
وعلى هذا فـ { أَنْتَ } الضمير المنفصل توكيد للضمير المستتر .
{ الْجَنَّةَ } ظاهر الكتاب والسنة أنها جنة الخلد ، وليست سواها ؛
لأن { الْ } للعهد الذهني .
فإن قيل :
كيف يكون القول الصحيح أنها جنة الخلد
مع أن من دخلها لا يخرج منها ؟

فالجواب :
أن من دخل جنة الخلد لا يخرج منها : بعد البعث ؛

وفي هذا يقول ابن القيم :
فحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم


إلي اللقاء مع القسم الثاني من الجزء الأول إن شاء الله