المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من تفسير سورة البقرة جزء أول ( القسم الثاني )


حور العين
11-11-2016, 02:45 PM
من: الأخت / الملكة نــور
فوائد من تفسير سورة البقرة للإمام محمد العثيمين
جزء أول ( القسم الثاني )


●● الشيطان قد يأتي الإنسان ، فيوسوس له ، فيصغر المعصية في عينه

ثم إن كانت كبيرة لم يتمكن من تصغيرها ؛ منّاه أن يتوب منها ،
فيسهل عليه الإقدام ؛ ولذلك احذر عدوك أن يغرك .



●● من الفوائد أن قول الله تعالى يكون شرعيا ، ويكون قدريا ؛

فقوله تعالى :

{ يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا }
هذا شرعي ؛


وقوله تعالى :

{ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ }
الظاهر أنه كوني ؛ لأنه سبحانه وتعالى يعلم أنه لو عاد الأمر إليهما لما هبطا ؛
ويحتمل أن يكون قولا شرعا ؛ لكن الأقرب عندي أنه قول كوني – والله أعلم .

اعلم أن لله تعالى على عبده توبتين ؛ التوبة الأولى قبل توبة العبد ؛
وهي التوفيق للتوبة ؛ والتوبة الثانية بعد توبة العبد ؛ وهي قبول التوبة ؛
وكلاهما في القرآن ؛

* قال الله – تبارك وتعالى :

{ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ
وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ
ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا }

* فقوله تعالى : { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ } أي وفقهم للتوبة

* وقوله تعالى : { لِيَتُوبُوا } أي يقوموا بالتوبة إلى الله

* وأما توبة القبول ففي قوله تعالى :
{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ }

●● { وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

{ كَفَرُوا } أي بالأمر ؛ { وَكَذَّبُوا } أي بالخبر ؛ فعندهم جحود ، واستكبار ؛
وهذان هما الأساسان للكفر .

●● سكن اليهود المدينة ترقبا للنبي صلى الله عليه وسلم
الذي علموا أنه سيكون مهاجَره المدينة ليؤمنوا به ؛
لكن لما جاءهم ما عرفوا كفروا به .

●● لو كان عدد العدو أكثر من مثلي المسلمين
فلا يلزمهم أن يصابروهم ، ويجوز أن يفروا .

●● هل الكافر مخاطب بفروع الإسلام ؟

فيه تفصيل ؛ إن أردت بالمخاطبة أنه مأمور أن يفعلها فلا ؛
لأنه لا بد أن يسلم أولا ، ثم يفعلها ثانيا ؛

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل :
( فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله …..)

إذاً هم لا يخاطبون بالفعل – يعني لا يقال : افعلوا – ؛
فلا نقول للكافر : تعال صل ؛ بل نأمره أولا بالإسلام ؛
وإن أردت بالمخاطبة أنهم يعاقبون عليها إذا ماتوا على الكفر فهذا صحيح ؛
ولهذا يقال للمجرمين :
{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ …}

ووجه الدلالة من الآية أنه لولا أنهم كانوا مخاطبين بالفروع لكان قولهم :
{ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ …. } عبثا لا فائدة منه ، ولا تأثير له .

●● من فوائد الآية : أن من اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ففيه شبه من اليهود ؛
مثل الذين يقرؤون العلم الشرعي من أجل الدنيا ؛
وحينئذ يشكل على كثير من الطلبة من يدخل الجامعات لنيل الشهادة :
هل يكون ممن اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ؟

والجواب :
أن ذلك بحسب النية ؛ إذا كان الإنسان لا يريد الشهادة إلا ليتوظف ،
فهذا اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ؛ وأما إذا كان يريد أن يصل إلى المرتبة
التي ينالها بالشهادة من أجل أن يتبوأ مكانا ينفع به المسلمين
فهذا لم يشتر بآيات الله ثمنا قليلا .

●● { وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ } ؛ من لبس الحق بالباطل :
أولئك القوم الذين يوردون الشبهات إما على القرآن ، أو على أحكام القرآن ،
ثم يزيلون الإشكال – مع أن إيراد الشبه إذا لم تكن قريبة لا ينبغي –
ولو أزيلت هذه الشبهة ؛ فإن الشيطان إذا أوقع الشبهة بالقلب فقد تستقر
وإن ذكر ما يزيلها
تفصيل جيد عن كتمان العلم ( المجلد الأول 154 )

●● استدل بعض العلماء لوجوب صلاة الجماعة
بقوله تعالى :
{ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }
لكن في هذا الاستدلال شئ ؛
لأنه لا يلزم من المعية المصاحبة في الفعل ؛

ولهذا قيل لمريم :
{ وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } : والنساء ليس عليهن جماعة .

●● { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ }

قال أهل التفسير :
إن الواحد منهم يأمر أقاربه باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ،
ويقول : إنه حق ؛ لكن تمنعه رئاسته ، وجاهه أن يؤمن به ؛
ومن أمثله ذلك الغلام اليهودي وأبوه .

●● { أَفَلَا تَعْقِلُونَ }
العقل نوعان :
** عقل هو مناط التكليف وهو إدراك الأشياء ، وفهمها ؛
وهو الذي يتكلم عليه الفقهاء في العبادات ، والمعاملات ، وغيرها

** وعقل الرشد – وهو أن يحسن الإنسان التصرف –
وسمي إحسان التصرف عقلا ؛ لأن الإنسان عَقَل تصرفه فيما ينفعه .

●● قال بعض السلف :
إما أن تصبر صبر الكرام ؛ أو تسلو سلو البهائم .

●● لنفرض أن إنسانا من طلبة العلم همّ أن يحفظ بلوغ المرام ، وشرع فيه ،
واستمر حتى حفظ نصفه ؛ لكن لحقه الملل ، فعجز وترك ، فالمدة التي مضت
خسارة عليه إلا ما يبقى في ذاكرته مما حفظ فقط ؛ لكن لو استمر ،
وأكمل حصل المقصود ؛ وعلى هذا فقس .

إلي اللقاء مع القسم الثالث والأخير من الجزء الأول إن شاء الله