المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الترغيب والترهيب ( الجزء الأول )


حور العين
11-11-2016, 02:57 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
الترغيب والترهيب
( الجزء الأول )

الحمد لله العزيز العليم، أحمده حمدا كثيراً،
وأسبحه بكرةً وأصيلاً، الداعي إلى دار السلام،

القائل سبحانه:

{ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ
أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً }
[ الإنسان : 2 ]

والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير،
محمد الصادق الأمين القائل صلى الله عليه وسلم-:

( بلِّغوا عنِّي ولو آيةً ،
وحدِّثوا عن بني إسرائيلَ ولا حرجَ ،
مَن كذَبَ عليَّ متعمِّدًا فَليتبوَّأ مقعدَه مِنَ النَّارِ )

من أفضل الأعمال ،
وأحسن الأقوال الدعوة إلى عبادة الكبير المتعال ،
وكفاها فخراً وفضلاً وشرفاً أنها عمل الأنبياء والمرسلين ،
ومن تبعهم من المؤمنين الصادقين ،

قال الله رب العالمين :

{ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
[ يوسف : 108 ]


وحرصوا كل الحرص على أن يستجيب الناس لدعوة الإيمان ،
مستخدمين وسائل متعددة، وأساليب متنوعة

فقال نوح عليه السلام -:

{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً *
فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً *
وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ
وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً *
ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً *
ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً *
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً }
[ نوح : 5 - 10 ]

وقال الله لموسى عليه السلام :

{ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
[ طه : 44 ]

وما يستخدمونه من وسائل وأساليب
إنما هي من أجل إيصال دعوة الإيمان إلى قلوبهم،
وتعبيدهم لله الواحد القهار،
ومن أساليب الدعوة إلى الله عز وجل الترغيب والترهيب،
وهو أسلوبٌ فرآني، وخلق قويم،
استعمله النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً
في دعوته إلى الله عز وجل

فأساليب الدعوة هامة في نجاح الداعي وإجابة الناس لدعوته،

أما سمعت قول الله -عز وجل-:

{ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }
[ آل عمران : 159 ]


فإذا كان هذا مع خيرة الدعاة وإمام المتقين،
محمد الصادق الأمين،
فكيف بنا نحن المقصرين المفرطين
إن لم نسع لاستخدام الأسلوب الأمثل والأحسن
عند دعوة الناس إلى الله رب العالمين

وما سنتكلم عنه في بحثنا على النحو الآتي :

أولا: المقصود بالدعوة لغةً واصطلاحاً

ثانياً: معنى الترغيب والترهيب لغةً واصطلاحاً

ثالثاً: حكم الدعوة إلى الله

رابعاً: الترغيب والترهيب أسلوبٌ قرآني

خامساً: الترهيب والترغيب أسلوبٌ نبوي

أولاً : المقصود بالدعوة لغةً واصطلاحاً :


1 - الدعوة في اللغة :

قال ابن فارس :

الدال والعين والحرف المعتل أصلٌ واحد،
وهو أن تميل الشيء إليك بصوتٍ وكلامٍ يكون منك،

تقول:
دعوت أدعو دعاءً


قال ابن منظور :

[ ودَعا الرجلَ دَعْواً ودُعاءً :
ناداه، والاسم الدعْوة، ودَعَوْت فلانا،
أَي صِحْت به واسْتَدْعَيْته،

وتَداعى القومُ: دعا بعضُهم بعضاً حتى يَجتمعوا،

والدُّعاةُ: قومٌ يَدْعُونَ إلى بيعة هُدىً أَو ضلالةٍ،
وأحدُهم داعٍ ورجل داعِيةٌ إذا كان يَدْعُو الناس إلى بِدْعةٍ أَو دينٍ،
أُدْخِلَت الهاءُ فيه للمبالغة
والنبي صلى الله عليه وسلم داعي الله تعالى،
وكذلك المُؤَذِّنُ،

والداعية : صرِيخُ الخيل في الحروب؛
لدعائه مَنْ يَسْتَصْرِخُه يقال أَجِيبُوا داعيةَ الخيل،
وداعية اللِّبَنِ ما يُترك في الضَّرْع ليَدْعُو ما بعده

ودَعَّى في الضَّرْعِ: أَبْقى فيه داعيةَ اللَّبنِ ]


2- المقصود بالدعوة اصطلاحاً:


قال ابن تيمية رحمه الله -:

[ الدعوة إلى الله :
هي الدعوة إلى الإيمان به، وبما جاءت به رسله
بتصديقهم فيما أخبروا به وطاعتهم فيما أمروا،
وذلك يتضمن الدعوة إلى الشهادتين، وإقام الصلاة،
وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت،
والدعوة إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ]

ثانياً : معنى الترغيب والترهيب لغةً واصطلاحاً:

1- معنى الترغيب :


أ- معنى الترغيب في اللغة :

قال ابن منظور رحمه الله -:

[ الرَّغْبُ والرُّغْبُ والرَّغَبُ والرَّغْبَة والرَّغَبُوتُ
والرُّغْبَى والرَّغْبَى والرَّغْبَاءُ الضَّراعة،
والمَراغِبُ الأَطْماعُ ]


ب- معنى الترغيب في الاصطلاح :
كل ما يشوق المدعو إلى الاستجابة ،
وقبول الحق والثبات عليه


2- معنى الترهيب :


أ- معنى الترهيب في اللغة :


· رَهِبَ : كَعَلِمَ يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً بالضَّمِّ والفَتْحِ
ورَهَباً بالتَّحْرِيكِ،

· ورُهْبَاناً بالضَّمِّ :
أَي خَافَ أَوْ مَعَ تَحَرُّزٍ كما جَزَمَ به صاحب كَشف الكشَّاف

· ورَهِبَهُ رَهْباً: خَافَهُ

· وأَرْهَبَهُ واسْتَرْهَبَه: أَخَافَهُ وفَزَّعَهُ

· واسْتَرْهَبَهُ: اسْتَدْعَى رَهْبَتَهُ حَتَّى رَهِبَهُ النَّاسُ

· والرَّاهِبَةُ: الحَالَةُ التي تُرْهِبُ أَيْ تُفْزِعُ

· والتَّرَهُّبُ: التَّعَبُّدُ
وقيل: التَّعَبُّدُ في صَوْمَعَةٍ
وقَدْ تَرَهَّبَ الرَّجُلُ إذا صَارَ رَاهِباً يَخْشَى اللهَ


ب- معنى الترهيب في الاصطلاح :


كل ما يخيف ويحذر المدعو من عدم الاستجابة ،
أو رفض الحق، أو عدم الثبات عليه قبوله


إلي اللقاء مع الجزء الثاني إن شاء الله