المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من تفسير سورة البقرة ( القسم الثالث و الأخير)


حور العين
11-12-2016, 04:23 PM
من:الأخت / الملكة نــور
فوائد من تفسير سورة البقرة للإمام محمد العثيمين
جزء أول ( القسم الثالث و الأخير)


●● روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر صلى ؛
ويؤيد ذلك اشتغاله لله في العريش يوم بدر بالصلاة ، ومناشدة ربه بالنصر .


●● قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( جعلت قرة عيني في الصلاة )

●● قصة عبور سعد رضي الله عنه لنهر دجلة ( ص 170)


●● { وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ } :

في سورة الأعراف { يُقَتِّلُونَ } وهو بمعنى { يُذَبِّحُونَ } ؛
ويحتمل أن يكون مغايرا له ؛ فيحمل على أنهم يقتلون بعضا بغير الذبح ،
ويذبحون بعضا




●● { وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ }

أي يستبقون نساءكم ؛ لأنه إذا ذهب الرجال و بقيت النساء ذل الشعب ،
وانكسرت شوكته .



●● قيل إن التقتيل كان بعد بعثة موسى ؛

** لأن فرعون لما جاءه موسى بالبينات قال في سورة غافر :

{ اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ }

** وقال في سورة الأعراف :
{ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } .

وذكر بعض المؤورخين أن هذا التقتيل كان قبل بعثة موسى أو قبل ولادته ؛
لأن الكهنة ذكروا لفرعون أنه سيولد لبني إسرائيل ولد
يكون هلاكك على يده ؛ فجعل يقتلهم ؛

وعضدوا هذا القول بما أوحى الله تعالى إلى إم موسى في سورة القصص :

{ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي } ؛

لكن هذا الآية ليست صريحة فيما ذكروا ؛
لأنها قد تخاف عليه إما من هذا الفعل العام الذي يقتل به الأبناء ، أو بسبب آخر ،

وآية الأعراف :

{ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا }

لا دليل فيها صراحة على أن التقتيل كان قبل ولادة موسى عليه السلام ؛
لأن الإيذاء لا يدل على القتل ، لأن فرعون لم يقل : سنقتل أبناءهم ،
ونستحيي نساءهم إلا بعد أن أرسل إليه موسى عليه السلام

ولهذا قال موسى عليه السلام لقومه بعد ذلك :

{ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } .




●● في سورة طه :

{ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي
فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى }

ذكر بعض المفسرين أنه كانت في هذه الفرق فتحات
ينظر بعضهم إلى بعض حتى لا ينزعجوا .




●● في سورة البقرة :

{ وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ } :

عطفه هنا من باب عطف الصفة على الموصوف ؛ والعطف يقتضي المغايرة ؛
والمغايرة يكتفي فيها بأدنى شئ ؛
** قد تكون المغايرة بين ذاتين
{ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ } ؛

** وقد تكون بين صفتين كما في سورة الأعلي :
{ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى* الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى *
وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى } ؛

** وقد تكون بين ذات وصفة { الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ } .



●● ما يوجد في بعض كتب الوعظ من القصص عن بعض الزهاد ، والعباد ،
ونحوهم نقول لكاتبيها ، وقارئيها :
خير لكم أن تبدوا للناس كتاب الله عز وجل ،
وما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتبسطوا ذلك ، وتشرحوه ،
وتفسروه بما ينبغي أن يفهم حتى يكون ذلك نافعا للخلق ؛
لأنه لا طريق للهداية إلى الله إلا ما جاء من عند الله عز وجل .



●● من الفوائد أن الإيتاء المضاف إلى الله سبحانه وتعالى
يكون كونيا ، ويكون شرعيا ؛

مثال الكوني قوله تعالى في سورة القصص :

{ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ }

ومثال الشرعي قوله تعالى في سورة الأسراء :

{ وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ }




●● { فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ }

أي ليقتل بعضكم بعضا ، وليس المعنى أن كل رجل يقتل نفسه بالإجماع ،

واختلف المفسرون :
هل هذا القتل وقع في ظلمة ، أو وقع جهارا بدون ظلمة ؟

فقيل : إنهم لما أمروا بذلك قالوا :
لا نستطيع أن يقتل بعضنا بعضا وهو ينظر إليه ؛ فألقى الله تعالى عليهم ظلمة ،
وقيل كان جهرا ، وأن هذا أبلغ في الدلالة على صدق توبتهم ،
وأنهم لما رأى موسى رضي الله عنه أنهم سينتهون ابتهل إلى الله سبحانه
أن يرفع عنهم الإصر ؛ فأمروا بالكف ؛ وقيل : بل سقطت أسلحتهم من أيديهم .


●● { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً
فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ }

اختلف العلماء متى كان هذا ، على قولين :
- القول الأول :
أن موسى رضي الله عنه اختار من قومه سبعين رجلا لميقات الله ، وذهب بهم ؛
ولما صار يكلم الله ، ويكلمه الله قالوا :

{ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً } ؛

فعلى هذا القول يكون صعقهم حينما كان موسى خارجا لميقات الله .

- القول الثاني :
أنه لما رجع موسى من ميقات الله ، وأنزل الله عليه التوراة ،
وجاء بها قالوا ليست من الله :

{ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً }

والسياق يؤيد الثاني ؛

لأنه تعالى قال :

{ وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ } ،

ثم ذكر قصة العجل ، وهذه كانت بعد مجيء موسى بالتوراة ،
ثم بعد ذلك قال :

{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً }


تم بحمد الله تعالي القسم الثالث والأخير من الجزء الأول