المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر إيمانية ( الحلقة 020 )


حور العين
11-21-2016, 02:25 PM
من: الأخت / الملكة نــور
خواطر إيمانية
( الحلقة 020 )

{ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ }

لقد زلزل المؤمنون بالقرآن الأرض يوم زلزلت معانيه نفوسهم،
وفتحوا به الدنيا يوم فتحت حقائقه عقولهم، وسيطروا به على العالم
يوم سيطرت مبادئه على أخلاقهم ورغباتهم، وبهذا يعيد التاريخ سيرته الأولى .

مصطفى السباعي

سألني بعض من له دراية بعلوم الفلسفة، فقال:
إن الحكماء يقولون:
إن الصداقة لا تدوم إلا بين الفضلاء،
فهل يوجد هذا المعنى في القرآن ؟

فقلت له :
نعم ..!

أجابه الشيخ الخضر حسين، فقال:
قلت له:
نعم، هو في قوله تعالى :

{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } ،

فهذا يدل على أن الفضلاء يستمرون على صداقتهم رغم الأهوال العظيمة .

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ }
[ النساء : 64 ]

ولم يقل : " واستغفرت لهم "، هناك سر بلاغي لطيف، وهو:
وعدل عن قول: " واستغفرت لهم " إلى : { وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ }
لأن في هذا الالتفات بيان تعظيم استغفاره، وأنهم سينالون شفاعته
لأنه رسول، وفي ذلك تنويه بمكانة الرسالة التي جاء بها .

ينظر : الكشاف

أمل سياق هذه الآية :

{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ
لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }
[ النساء : 82 ]

ثم جاء بعدها مباشرة :

{ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ
وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ
الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }
[ النساء : 83 ]

ففيها إشارة إلى أن الاختلاف والاضطراب في التعامل مع المستجدات
من أهم أسبابه: الأخذ ممن لم يجعل الوحي مصدره في تقييم ما يستجد،
والله أعلم .

أ.د.ناصر العمر

إن ما جمع في الكافرين والمنافقين من صفات ذميمة فإنما هو بسبب
تهالكهم على الدنيا، وإعراضهم عن غيرها؛ لأنها قد زينت لهم،
حتى صار ذلك التزيين مركوزا في طبيعتهم،

فتدبر كلمة (زين) في قوله تعالى :
{ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }
[ البقرة : 212 ]

القاسمي

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ
إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
[ الأنفال : 24 ]

الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله ،
فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له؛ فالحياة الحقيقية الطيبة
هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا؛ فهؤلاء هم الأحياء
وإن ماتوا، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان .

ابن القيم

قيل لسفيان بن عيينة :
إن أهل الأهواء يحبون ما ابتدعوه من أهوائهم حبا شديدا!

فقال :
أنسيت قوله تعالى :
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ }
[ البقرة : 165 ]

وقوله تعالى :

{ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } ؟!
[ البقرة : 93 ]

وأعظم العذاب أن يمنع الإنسان عن مراده؛
كما قال الله تعالى :

{ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ }
[ سبأ : 54 ]

فكان هذا أجمع عبارة لعقوبات أهل جهنم .

أبو حامد الغزالي

وأعظم العذاب أن يمنع الإنسان عن مراده؛

كما قال الله تعالى :

{ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ }
[ سبأ : 54 ]

فكان هذا أجمع عبارة لعقوبات أهل جهنم .

أبو حامد الغزالي

{ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }
[ البقرة : 34 ]

من لطائف اللغة العربية :
أن مادة الاتصاف بالكبر لم تجيء منها إلا بصيغة " الاستفعال " أو" التفعل "
إشارة إلى أن صاحب صفة الكبر لا يكون إلا متطلبا الكبر، أو متكلفا له،
وما هو بكبير حقا .

ابن عاشور

في قوله تعالى :

{ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ }
[ البقرة : 19 ]

جمع الظلمات ، وأفرد الرعد والبرق !
فهلا تأملت الحكمة في ذلك ؟

الجواب :
ما ذكره ابن جماعة في كشف المعانى فى المتشابه من المثاني:
(ص/90) : أن المقتضى للرعد والبرق واحد وهو:
السحاب، والمقتضى للظلمة متعدد وهو: الليل والسحاب والمطر،
فجمع لذلك .