المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اغتنموا أبويكم قبل الرحيل


حور العين
04-17-2017, 10:25 PM
من:الأخ / سمير يعقوب


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

اغتنموا أبويكم قبل الرحيل

لن نشعر كثيرا بنعمة البصر ونحن مبصرون , و لن نشعر بنعمة السمع

طالما كانت آذاننا سليمة مصغية , ولن نشعر بنعمة الحركة و الحيوية

أثناء السير و التنزه , لكننا عندما نفتقد أحد حواسنا حينئذ ندرك قيمة

النعم التي نمتلكها و نحن غير شاعرين بها .

فالنعم أمامنا و بين أيدينا و من خلفنا و لا نستبق اغتنامها , أو الاهتمام

بها , أو الشكر عليها كما ينبغى .

أحدثكم عن نعمة غالية من أهم النعم وأعظمها , بين أيدينا , هي

آباؤنا وأمهاتنا , لكننا نشعر بهم وكأنهم كغيرهم ممن حولنا من الناس ,

ونساوي علاقتنا بهم كعلاقتنا بالآخرين من حولنا , نغاضبهم ,

ونغفل عنهم , ونباعدهم , وربما ننساهم !

فالأبناء بعد زواجهم أكثر ما يفعلونه هو تخصيص يوم كل فترة لزيارة

أبويهم , بينما أيام متتالية ينشغلون عن الأحبة , ينشغلون عن أقرب

القلوب إليهم , عن أكثر من يحنوا إليهم و يحبهم على وجه الأرض !

..هؤلاء المعتبرون بين الناس بارين واصلين !

انتبهوا أيها الغافلون ...

إن أبويكم معكم اليوم , فهل هم معكم غدا ؟!

فالفرصة ما زالت فى أيديكم , يقول صلى الله عليه و سلم

( خاب و خسر من أدرك أبويه

أو أ حدهما في كبره ولم يدخل الجنة )

البخاري

فالجنة جائزة البار لوالديه , غنيمة كل مجتهد لرضاهم , كل من يدخل

السرور و السعادة فى قلوبهم , كل من يسقي أمه وأباه شربة ماء باردة

في يوم حار, أو يتذكرهما بهدية يقدمها إليهم بحب ..

الجنة هدية السهر عليهما في كبرهما و فى مرضهما , هدية لكل

من يحنوا عليهما مسارعا لقضاء حوائجهما , هدية الابتسامة

عند لقائهما والصبر عند بلائهما .

أما من يسوف السؤال عليهم , ويساوي علاقته بهم بعلاقته بالناس

من غيرهم , أو يدخر أمواله عنهم , أو يقلل من زيارتهم , أو من يقطع

الوصال بينه وبينهم , أو يفضل أهله و أولاده عليهم ,أو يكتنز مشاعره

و حنانه عنهم , سيشعر بما بخل و ادخر بعد رحيلهم .

رد الجميل حق علينا ,

وكما اهتموا بنا بينما نحن لم نكن نستطيع لأنفسنا حراكا ,

فلنرعهم كبارا عندما يكونون في أمس الحاجة إلى ايدينا .

ولنصاحبهم في الدنيا معروفا وبرا , وعطاء , كما صاحبونا

من قبل عطاء بلا حدود .

إن الحصاد دائما يكون لما بث في جوف الأرض , فمن بث شوكا

فسيحصده , ومن زرع نبتا حسنا ورعاه , فلينتظر !

أما من فقد أغلى الناس , واستشعر الأزمة , واحتواه الألم ببعد والديه

أو أحدهما , بعد تقصيره معهما , فليستغفر الله آناء الليل وأطراف النهار

على كبير جرمه وثقيل همه , وليسع ليكون ولدا صالحا فيكتب لهما

من فعله الصالح بعد رحيلهما عنه .

فيا أمي أنت حملتنى تسعة أشهر وكنت سعيدة بحملي رغم وهنك وضعفك

, وسهرت الليالي لراحتي وبذلت لسعادتي , قدمت شبابك كله هدية لي ,

وصحتك رعاية لي , حتى هرمت وعطاؤك دائم مستمر بلا انقطاع .

وأنت يا ابت , قدمت عطاءك حتى آخر لحظة في حياتك ,

قدمت الحنان والرعاية والكرم والفضل , حتى آخر اللحظات ..

فيا ابوي لكما من قلبي الدعاء الخالص ,

ومن عملي ما استطيع ردا لجميل صنيعكما , ونقي قلوبكما .

أوصانا الله القدير بكما في كتابة العزيز , فقال :

{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ,

إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف

ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما , واخفض لهما جناح الذل

من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا }

الاسراء

وحذرنا من التأفف في وجهكما أو الإساءة لكما بالقول أو الفعل ,

وأمرنا بالسمع والطاعة لكما , فاعذرونا إن كنا غفلنا أو أهملنا ,

وسامحونا إن كنا تعدينا أو تطاولنا , فربما غرتنا منكم المسامحة ,

وربما اعتمدنا على قلوبكم النقية , وثقتنا أنكم لن تحملوا منا حزنا

أو ألما .. وأنتم ولاشك أهل لتلك الثقة ..