المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 3820


حور العين
06-07-2017, 10:38 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

احرص على أن تصيبك نفحة من تلك النفحات

يقول الإمام ابن رجب -رحمه الله-: "فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور

والأيام والساعات، وتقرّب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات،

فعسى أن تُصيبه نفحةٌ من تلك النفحات، فيَسعدَ بها سعادةً يأمنُ بعدها

من النار وما فيها من اللفحات"

[لطائف المعارف]

ويقول ابن القيم: "السنة شجرة والشهور فروعها والأيام أغصانها

والساعات أوراقها والأنفاس ثمارها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرته

ثمرة طيبة، ومن كانت أنفاسه في معصية فثمرته حنظل".

فاغتنموا مواسم الطاعات فأيامها معدودة، وانتهزوا فرص الأوقات

فساعات الإسعاد محدودة، وجُدُّوا في طلب الخيرات فمناهل الرضوان

مورودة، وقوموا على قدم السداد، واتقوا الله الذي إليه تحشرون.

وورد في الأثر عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "اطْلُبُوا الْخَيْرَ

دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى, فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفَحَاتٍ

مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَ

عَوْرَاتِكُمْ، وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ".

ورمضان ساحة فريدة جمعت الكثير من صنوف الطاعات: صيام وصدقة

وتلاوة قرآن وذكر وعاء وقيام والعشر الأواخر من أيامه بما فيها ليلة

القدر والاعتكاف وصدقة الفطر .. فمن لا يطيق فضيلة فهو يجتهد

في غيرها، ومن فاتته فرصة للخير فهو يغتنم أخرى.

إنه شهر الخير والرحمة، شهر النقاء والعفة، شهر الطهر والصفاء ..

فيه تصفو القلوب، وتسمو النفوس, وترقى الأرواح ..

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

( إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان،

وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها

باب، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر،

ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة )

[الترمذي والحاكم وصححه على شرط الشيخين]

وأيام رمضان ولياليه كلها مباركة، وهي أيام وليال يتضاعف فيها الأجر

والثواب من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين. وتبلغ المنح الإلهية

ذروتها في «ليلة القدر» التي هي خير من ألف شهر ..

قال صلى الله عليه وسلم:

( ليلة القدر ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين،

إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى )

[حسن الجامع الصغير:5473] ..

إنها ليلة التكريم الإلهي لأمة سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم .. ليلة

تضاعف فيها الطاعات ألف شهر لتصبح أعمال العبد المسلم في نهاية

المطاف عند الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة من العمل

الصالح ما لا يمكن أن تدركه أمة أخرى.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين