المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البر بالوالدين


حور العين
07-19-2017, 03:09 PM
من الاخت/ الملكة نور


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

البر بالوالدين

قال المأمون:

لم أر أحدا أبر من الفضل بن يحيى بأبيه , بلغ من بره به أن

يحيى كان لا يتوضأ إلا بماء مسخن , وهما فى السجن ,

فمنعهما السجان من إدخال الحطب فى ليلة باردة ,

فقام الفضل حين أخذ يحيى مضجعه إلى قمقم كان يسخن فيه الماء ,

فملأه ثم أدناه من نار المصباح , فلم يزل قائما وهو فى يده حتى أصبح.

كان زين العابدين كثير البر بأمه ,

حتى قيل له:إنك أبر الناس بأمك , ولسنا نراك تأكل معها فى صفحة!

فقال: أخاف أن تسبق يدى إلى ما سبقت إليه عينها ,

فأكون قد عققتها.

عن أبى عبد الرحمن الحنفى قال:

رأى كهمس بن الحسن عقربا فى البيت فأراد أن يقتلها , أو يأخذها ,

فسبقته إلى حجرها , فأدخل يده فى الحجر يأخذها , وجعلت تضربه ,

فقيل له: ما أردت إلى هذا؟

لم أدخلت يدك فى جحرها تخرجها؟

قال: إنى أحمد خفت أن تخرج من الجحر فتجئ إلى أمى فتلدغها.

وكان يمينه الذى يحلف به: إتى أحمد وأحمد.

وكان كهمس يعمل فى الجص كل يوم بدانقين ,

فإذا أمسى اشترى به فاكهة فأتى بها إلى أمه.

وكان عمرو بن عبيد يأتى كهمسا يسلم عليه ,

ويجلس عنده هو وأصحابه , فقالت له أمه:

إنى أرى هذا وأصحابه وأكرههم ,

وما يعجبونى فلا تجالسهم.

قال: فجاء إليه عمرو وأصحابه فأشرف عليهم ,

فقال: إن أمى قد كرهتك وأصحابك , فلا تأتونى.

كان محمد بن سيرين لا يكلم أمه إلا كما يكلم الأمير الذى لا ينتصف منه.

وعن بعض آل سيرين قال:

ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع.

ودخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه ,

فقال: ما شأن محمد, أيشتكى شيئا؟

قالوا: لا , ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه.

كان الهذيل يجمع الحطب فى الصيف , فيقشره , ويأخذ القصب فيفلقه.

قالت حفصة: وكنت أجد قرة - البرد - , فكان إذا جاء الشتاء ,

جاء بالكانون , فيضعه خلفى وأنا فى مصلاي ,

ثم يقعد فيوقد بذلك الحطب المقشر , وذلك القصب المفلق وقودا

لا يؤذى دخانه , ويدفئني نمكث بذلك ما شاء الله.

قالت: وعنده ما يكفيه لو أراد ذلك.

قالت: وربما أردت أنصرف إليه , فأقول: يا بنى , ارجع إلى أهلك.

ثم أذكر ما يريد فأدعه.

كانت لمسعر بن كدام أم عابدة , فكان يحمل لها لبدا ,

ويمشى معها حتى يدخلها المسجد , فيبسط لها اللبد , فتقوم فتصلى ,

ويتقدم هو إلى مقدم المسجد فيصلى , ثم يقعد ,

ويجتمع إليه من يريد فيحدثهم , ثم ينصرف إليها ,

فيحمل لبدها وينصرف معها.