المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبناؤنا وعشر ذي الحجة (02)


حور العين
09-04-2017, 10:40 PM
من:الابنة / أسماء المرسى

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641


أبناؤنا وعشر ذي الحجة (02)

في أعظم الأيام عند الله، ينبغي أن تكون لنا خُطوات أسرية إيمانية

مدروسة، نستجلبُ بها رحمة الكريم المنَّان، ونؤكِّد فيها التقارُب معهم،

ونرسم أهدافًا سامية يسعى الجميع إلى تحقيقها في دنياه

لعمارة آخرته وبنائها.

لقد كان دَيدَنُ السلف الصالح في تربيتهم لأولادهم بناء معتقدهم، وتنمية

مهاراتهم وقدراتهم، وتحصينهم ضدَّ الشهوات والشبهات، وتأهيلهم

للأعمال الجليلة، والواجبات الشرعية، والسلوكيات الحميدة، وقد وردت

النصوص في تأكيد ذلك وبيانه، جاء عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ

قَالَت: "أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَدَاةَ عَاشُورَاءَ

إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ الَّتِى حَوْلَ الْمَدِينَةِ:

((مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ،

وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ))،


فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ –

وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ

عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الإِفْطَارِ"



هكذا كانوا، وهكذا ينبغي أن نكون مع أطفالنا في خير أيام الدنيا؛ عشر ذي

الحجة، يقول - صلى الله عليه وسلم -:

((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة))،



قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:


((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)).

وقال - صلى الله عليه وسلم -:

((ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر،

فأكثِروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد))

قال الإمام ابن حجر:

"الْمُرَادَ أَنَّ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ

سَوَاءٌ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لاَ، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ الْجُمُعَة

ِ فِي غَيْرِهِ؛ لاجْتِمَاعِ الْفَضْلَيْنِ فِيهِ"

فهل ترى من النَّجابة في شيء أن نُفوِّتَ أيامًا عظيمة كهذه الأيام، دون أن

ننقش من آثارها على أولادنا، فيشبّ أحدهم وقد اعتاد القيام بشعائر

الإسلام، وتمرَّس على واجباته ومستحبَّاته، ونشأ وقد وقَرَ في قلبه عظمة

ما نُعظِّمه، وصارت أعظم الأشياء عنده ما نعتقده، متين المعتقد، سليم

القلب، طاهر اللسان، شابًّا صالحًا، وعضوًا نافعًا في المجتمع؟!