المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نرضى عن الله (2)


حور العين
09-14-2017, 05:13 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

كيف نرضى عن الله (2)



¸.• *للأستاذة أناهيد السميري*

🔻 *حفظها الله تعالى* 🔻

○- * الدرس الثاني* -○

•🔸• *أسباب عدم الرضى عن الله*



🔻 نسيان النعم

🔻 تعظيم المفقود

🔻 الهوى



🔸•• أوّلاً: *الهوى*

○- أي الأمر الذي أتاك على غير هواك،

وهذا أول عامل وأخطرها على الإطلاق!.



•°• ما هو الهوى؟

●- عبد، ضعيف عقله, ناقص، يرى أن تقديره واختياره للأمور خير

مِن اختيار وتقدير الملك العظيم كامل الصفات،



~♦ مثلاً:

•• أريد أن أزوّج ابني على فلانة، ثم نذهب إلى فلانة وترفضنا، أو يحصل

أن يصلهم خبر فيترددون، فانظر إلى مشاعري وقتما يتردّدون أو

يرفضون، أشعر أن اختياري أنا خير، وأن هذه البنت هي التي تصلح،

وهو خير من اختيار الملك الذي صَرَفَ عني هذه البنت!



•• ضربنا مثلاً الخطوبة لأن غالبنا يتفق على ما ينصرف عنا

هو الخير، فعلى هذا قِس كل شيء.



○- فإذا كنت مؤمنًا أن انصراف هذه البنت من حياة ولدك خير وبركة فمن

المؤكد أنه خير، والله هو الذي يختار، قبولك بمثل هذا، ◁◁

يسبّب الرضى عن الله،



⏎ فاختيار الله خير من اختياري، فهذا المقياس ما دُمْت راضٍ عنه

وتشعر أنك اخترت فصَرَفَ الله اختيارك ثم اختار غيره لك،



🔸 ضَعْ هذه قاعدة وقس عليها في كل شيء في الحياة: بيت، زوج،

أموال، تجارة، صغيراً كان أم كبيرًا , يكون اختيار الله -عزّ وجلّ- خيرًا

من اختيارك.



~♦ *ما الذي يجعلك تسخط*؟

●- تشعر أن عدم وجود الأمر الذي تريده سيسبّب لك كدرًا ونقْصًا

في الحياة.



○- تصوّر المطر لما أتى على شخص عنده فرح في مكان مكشوف،

ما هي مشاعره❓كم يكره هذا المطر❗هذه هي مشاعر من في الموقف.



●- أنت تظنّ أن هذا مجرد حَدَث يجب أن ينزل علينا، أو مجرد مصادفة أن

يأتي المطر مع هذا الزواج في المكان المكشوف، وإذا أراد الناس أن

يربتوا عليك يقولون لك: هذا حظك، والمنحوس منحوس! إلى آخر ما

يقال، فهل تظن أن عبثًا ما يحصل في أقدار الملك العظيم؟!

◁◁ والله ليس عبثًا.



○- قد تقول: يجب أن تجيبني، ماذا يمكن أن تكون الحكمة من نزول مطر

على أناس عندهم فرح؟!



•• نقول: والله لا أجيب، وهل يستطيع العبد الضعيف الناقص العقل

والتفكير والإحاطة بشؤونه فضلاً عن شؤون الخلق أن يجيب

على هذا السؤال؟!



●- مهما قلت فهو كلام في الهواء، لا تستطيع إدراك أبعاد الحكمة،

وكم أحياك سنين وأنت عنه ساخط، ثم أراك كمال حكمته؟!



○- كم مرة دعونا في سنين كثيرة ثم لما نضجنا حمدناه وحده لا شريك له

أن لم يستجب دعاءنا لأننا كانت لدينا اختيارات فاسدة، كانت ستفسد علينا

حياتنا، ولولا أنه -سبحانه وتعالى- شملنا برحمته

لكان قضى علينا دعاؤنا،

◁◁ لكن هذا من معاملته خلقه بالرحمة.



●- ترى أن هواك يحقق لك المصالح، ويوصلك للمراد، أنت معظّم لهوى

نفسك ورغباتك، لما تراه من عقلك من صواب وحكمة، ، فلما عظـُم

الهوى -أي الشيء الذي أريده- وأتت أفعال الحكيم العليم تخالف الهوى،

بسبب عظمة الهوى في نفسك، التفتّ إلى العظيم -سبحانه وتعالى- فلم

ترضَ عنه؛ لأن هواك هو المعظَّم عندك.



~♦ فأصبح أول طرق الرضى عن الله: معرفة أنك عبد ضعيف،

وأن ما تهواه قد يكون سببًا لهلاكك وأنت لا تدري.



•🔸• *حدث واقعي*..

○- في أحد مناطق المملكة -كما أتت الأخبار في الأسابيع الماضية- طفلة

كانت تلعب في السيل، سواء بموافقة أهلها أو عدم موافقتهم ثم جرّها

السيل -أسأل الله أن يرحمها ويجبر قلب أهلها والمسلمين أجمعين- أليس

اللعب في السيل موافقًا لهواها؟



⏎ فانظر ماذا فعل الهوى؟ ذهب بها!

●- فصوّر نفسك وهواك دائمًا بهذه الصورة:

كأن شخصًا يلعب في سيل، فإذا تركناك على هواك جرفك السيل، وإذا

منعناك مِن اللعب في السيل حفظناك حتى وأنت تكره أن نمنعك!



○- أي أن هواك يدفعك لأن تغامر بنفسك، بقلبك، بإيمانك،

يجعلك تبيع جنات النعيم بعرض من الدنيا!



●- قد تقول: "لكن هواي ليس بهذه الدرجة، هواي أن يجتمع أهلي مثلاً

في هذا المكان ثم أتى المطر وما اجتمعوا، هواي أن أشتري كذا

وما اشتريت، ليست مسألة مخالفة للشريعة"



○- نقول: لابأس، الحكيم أعلم بقلبك، و بما يسبّب لك الصلاح في الدنيا

والآخرة، كم من اجتماعات كانت سببًا لافتراقٍ عظيم، وكم من لقاءات

كانت سببًا لإعراض جسيم، فلا تفكّر بهذه الصورة، لا تظنّ أنك أحكم

من العليم الحكيم.



●- كلما عرضت الأمور على هواك ووجدت أنه يوافقها وأردتها وجمعت

قلبك عليها، فقدَّر الحكيم أن لا تكون لك، كن راضيًا عمّن يصرّف الأمور؛

لأننا دائمًا نحسب الحسابات على قدر عقولنا الضعيفة.



○- فلو أتيت لتسميع جدول الضرب لك:

ماهو آخر رقم تعرف تضرب فيه؟ كل شخص على قدر ثقافته، وأحيانًا

يكون لنا في هذا العلم الكثير، لكن بسبب الآلات الحاسبة نسينا الموضوع،

فأبعد حساباتي؛ لأني أعرف لو ضربت هذا بهذا ماذا ستكون النتيجة،

أبعد الحسابات قد توصلني لرابع أو خامس أو عاشر شخص لي علاقة

به، لكن هل توصلك لمصالحك الكاملة؟ الجواب: لا.



●- نحن حساباتنا ضيقة، ودائمًا عمياء من زاوية، هناك شيء لابد أنك

لا تراه، فكم من إنسان مسؤول ومشغول معتنٍ بالأمانة التي عُلّقت

في عنقه -وهذه مواقف حقيقة يحكيها أهلها-، تكون مسؤولة في التعليم

ومهتمة غاية الاهتمام, ثم تنسى ابنتها في المدرسة! لماذا؟ لأنني حتى

وأنا أفكر في المصالح ليس لديّ إلا قدرة محدودة فأحيانًا أنسى مصالح

عظيمة بسبب أني لا أستطيع التفكير إلا بمحدودية في المصالح، فكونك

ترفض هواك يبدأ هذا من صغير الأمور قبل كبيرها.



🔸• *كيف نرضى عن الله*؟ •🔸

○- لا تجعل الهوى مصدر رضاك, ما تحبه وتهواه وهو الهوى أحد البلايا

التي تعيشها، فاعلم أن جعلك الهوى ورغبتك وما تريده مصدر رضاك

عن الله ◁◁ يعني أنك لن ترضى أبدًا، وستوافق أولئك القوم الذين

وُصفوا بالنفاق،

➿ ذاك الذي ((إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ))



●- أحد مقاييس الإيمان والنفاق أن المؤمن راضٍ عن ربه دائمًا، والمنافق متذبذب، وقتما يُعطى شيئًا على هواه يرضى ويشكر الله، ووقتما

لا يُعطى لا يرضى ويقول: "دائمًا أدعو ربي ولا يستجيب لي!"، ولسان

حاله يقول: تقولون أن ربنا سميع وبصير وقريب وأنا ما أرى ذلك!



•• يُنكر حتى قُربه وسمعه وبصره! لأنه ما رأى أثره -في تصوّره، فأكون

مرتّبًا للمسألة ترتيبًا معيّنًا، في نظري أن هذا الطريق الذي رتبته يوصل

للصواب، فلما ينقلب الترتيب أظن أني لا أصل إلا إلى فساد،



•• في مقابل ذلك أنك لو أحسنت الظن بالله وقلت: الله -عزّ وجلّ- أعلم

بمقصدي ومرادي، وهو الذي يسبّب الأسباب للوصول إلى مرادي؛

فستسلم له الأمر،



○- ولهذا ستجد في النقاش حول الرضى لابد أن نتطرق للكلام

حول *التوكل* وهو قلب التوحيد النابض.



إذا كان التوحيد له قلب فقَلْبُه التوكّل، وإذا كان التوكّل قلب

فسويداؤه الثقة بالله.



•🔸• *كيف تتوكل على الله *؟ •🔸•

•• لما تعرفه فتثق به.

⏎ وبدأنا الجواب بتحرير العكس: لماذا يسخط الناس على الله؟

أين تظهر مواطن السخط؟

•°• لما تأتي الأحداث على خلاف الهوى •°•



●- لما تحرّر مسألة الهوى تذكر قصة موسى -عليه السلام- مع الرجل

الصالح وانظر إلى المواقف الثلاث،

•• كيف يكون الهوى في السفينة؟ أن تبقى سليمة. وهل تعلم أن خُرقًا

في سفينة يُرقع بأيسر الأمور ويكون سببًا لسلامتها؟!

•• لكن العقل يقول: كيف تخرق ويقال أن هذا سبب لسلامتها ؟



○- ومثله: كيف يُقال لأم موسى:



{ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ}!



•• إنه التوكل, وما سويداء هذا التوكل؟ الثقة به -سبحانه وتعالى-،

أن تكون شخصًا مليئًا بالثقة بالله.



●- من أين تأتي الثقة؟ من المعرفة، تعرف فتثق، فلما تثق ستقرأ الحدث بِلُغة واضحة.



•°• مشكلتنا أننا نقرأ الأحداث بِلُغات ضعيفة! هذه الأحداث التي تدور

حولك مكتوبة بلغة خاصة، كيف تفكها؟ بالعلم عن الله، والثقة به.



○- فلما تقرأ حدثًا وتكون على ثقة تامة بالله، لا بد أن تقرأه بأسلوب

صحيح، لا بد أن تقول: إن هذا الحدث الذي لا يوافق الهوى أو الذي

لا أفهمه وراءه ما يرضيني ويرفعني، وكم مِن خلق تراهم ضعفاء

في قيامهم وصيامهم لكنهم مُنْطوون على قلوب راضية عن الله،

وهذا الرضى هو الذي يسبّب لهم أعالي الدرجات، ليس بسبب كثرة

الصيام والقيام، لكن بقوة اليقين والثقة بالله.



●- وهذه فوارق لا يشعر بها كثير من المستقيمين، فكثير مِن الناس

يقيسون الاستقامة بمقدار العمل، لا يعرفون أن هناك كثيرين في الزوايا

والبيوت موجودون، منازلهم في الجنة عالية بمقدار ما في قلوبهم

مِن رضى عنه -سبحانه وتعالى-.



○- لو رأيت هذا جيّدًا، فستذهب كثيرًا من الأمراض النفسية المنتشرة؛

لأن من القوم الآن كلما أراد أن يقدم على خطوة تردد وقلقَ وبقي قبل

الحدث بأسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع في حالة اضطراب شديد،

مع أنك لو أحسنت معرفة الله وتوكلت عليه ووثقت به لنمت قرير العين،

لو استخرته لكنت هادئًا بعيدًا عن التردّد، فالقلق يأتي من التردّد، وحالات

الاكتئاب تأتي من عدم الثقة بأن المستقبل بيد الله، وأنّ المُلك مُلك الله،

فهذا كله يسبّب لك أن ترى أحداثًا تحدث في الحاضر فتقول: إذا كان هذا

أولها فمعلوم تاليها، إذا الناس قد تخرجوا اليوم من الجامعات وما عندهم

وظائف فغدًا سيكون كذا كذا، وتتكلم عن المستقبل. كل هذا له سبب واحد:

أنّ هواك هو حكمك في السخط و الرضا.



●- كيف تعالج هذا الأمر؟ هل نعالجه بأن لا نهوى ؟

لا، فطبع الإنسان أنه ولابد أن يهوى ويتمنّى ويرجو ويحب،

⏎ لكن لا تجعل هواك حكمًا على أفعاله -سبحانه وتعالى-،



○- فأهوى و أتمنى أن أتخرج من كلية كذا، أتمنى أن ألتحق بكذا، أتمنى

أن أسكن في بيت كذا، وأحيانا تجتمع هذه الأماني وتكبر، فنجمع المال

لنشتري بيت أو أرض أو شقة، فأذهب وأجدها بيعت، فأمام هذا الموقف

يحصل انهيار نفسي "أنا دائمًا حظي كذا!" أو تبيع أرضك قبل أن تغلى الأرض بقليل، فتبيعها بمبلغ زهيد، و الذي بَعدك يبيعها بمبلغ عالٍ، فتكاد

تنقطع حسرة، لا، ليس هذا ما يُتحسر عليه! كان هواك أن تكسب هذا

المبلغ، لكن لا تدري لو دخل عليك هذا المبلغ كم سيفسدك، كم سيقطّع

أرحامك، فكم من إخوان كانوا مجتمعين فلما دخل عليهم المال

قطع قلوبهم.



🔸 المقصد: *اختياره خير من اختياري*.

●- فليس الأمر أن لا تهوى ، ولكن هذّب هواك ولا تكن ضعيفًا، تكون

مشحونًا لما تهوى ويأتي قدر الله -عزّ وجلّ- مخالفًا لما تهواه؛ مباشرة

يكون عندك مشاعر أن الحمد لله وأن الذي قضى هو الأحكم الأعلم، الذي

قدّر هو الملك العظيم، الذي أخذ هو الذي يعطي في كل حين.



○- كم من الأماني حُققت لك فكانت بلاء عليك كقولك "والله لو تزوجت

رجلا صالحًا سأفعل وأفعل"، ولما تتزوجه تفسد عليه صلاحه!، وكم

شهدنا نساءً كُنّ سببًا في إفساد الزوج الصالح، أو العكس.



●- ثم اعلم أن هذا أحد الابتلاءات في الحياة:

أن يرجو الإنسان ويلح ويلح فيعطيه الله اختبارًا له، وهذه مسألة أخرى

تحتاج إلى نقاش آخر؛ لأنه لما يأتيك ما هو على هواك ندخل في زاوية

أخرى من الأخطار: إما (قانون الجذب) عند مَن يفكر بنقص عقل، وهذا ليس كلامًا جديدًا بل هو قديم، وهو من البلايا وكل يوم نسمع من البلايا

الشيء الجديد.

○- (قانون الجذب) يقول لك: "لو فكرت في الشيء كثيرًا أتيت به، لو

فكرت في أمر كثيرًا وطلبته جذبته إليك، حتى لو أردت أن تسيطر على أحد

محبة ففكر به حتى تأتي به!"، و هذا يتحقق ابتلاء منه -سبحانه وتعالى-

هذه قضية أخرى تحتاج إلى نقاش بصورة أخرى.

●- إذن أول علة تسبب عدم الرضى عن الله: (هوانا). هوانا وهوى أبنائنا

مستحكم فينا، يريدون السفر أو المكان الفلاني، ولما لا يأتي على

ما يريدون تجده ساخطًا وهم ساخطون!

🔸•• فلا يستحكم فيك الهوى، تمنّى وارجُ وخذ بأسبابه لكن اختيار الله

خير من اختيارك.

♦ يــتبع بإذن الله ♦

وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزا الله كل من ساعد على نشر هذه الدروس كل خير،