المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل شهر الله المحرم وصيام عاشوراء ( الجزء الثانى )


حور العين
09-27-2017, 08:16 PM
من: الاخت/ غرام الغرام


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

فضل شهر الله المحرم وصيام عاشوراء

( الجزء الثانى )

فضل صيام عاشوراء:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

( ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يتحرّى صيام يوم فضله على

غيره إلاَّ هذا اليوم يومَ عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان )

(رواه البخاري 1867).

ومعنى ( يتحرى) أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

( صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله )

(رواه مسلم 1976)

وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب

سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم.



أي يوم هو عاشوراء؟!



قال النووي رحمه الله:

عاشوراءُ وتاسوعاءُ اسمانِ ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة.

قال أصحابنا: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرَّم، وتاسوعاء هو

التّاسع منه.. وبه قال جُمْهُورُ العلماء…

وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند

أهل اللغة. (المجموع).

وهو اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية

(كشاف القناع ج2 صوم المحرم).

وقال ابن قدامة رحمه الله: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم.

وهذا قول سعيد بن المسيب والحسن، لما روى ابنُ عبّاس،

قال: ( أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء

العاشر من المحرم )

(رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح).



استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء:



روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:

حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه

قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول

الله صلى الله عليه وسلم:

( فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع )

قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(رواه مسلم 1916).

قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون:

يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه

وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع.

وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب: أدناها أن يصام وحده،

وفوقه أن يصام التاسع معه، وكلّما كثر الصيام في محرم كان

أفضل وأطيب.



الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء:



قال النووي رحمه الله:

ذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم في حكمة استحباب صوم تاسوعاء

أوجهاً:

أحدها:

أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر.

الثاني:

أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم، كما نهى أن يصام

يوم الجمعة وحده، ذكرهما الخطابي وآخرون.

الثالث:

الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلطٍ، فيكون

التّاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر. انتهى.

وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب، قال شيخ الإسلام

ابن تيمية رحمه الله: نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل

الكتاب في أحاديث كثيرة مثل قوله في عاشوراء:

( لئن عشتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسع ).

(الفتاوى الكبرى ج6 سد الذرائع المفضية إلى المحارم).

وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث:

( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ):

ما همّ به من صوم التاسع يحتمل معناه ألا يقتصر عليه بل يضيفه

إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له وإما مخالفة لليهود والنصارى

وهو الأرجح، وبه يُشعر بعض روايات مسلم. فتح 4/245).



حكم إفراد عاشوراء بالصيام:



قال شيخ الإسلام: صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة ولا يكره إفراده

بالصوم.. (الفتاوى الكبرى ج5).

وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وعاشوراء لا بأس بإفراده…

(ج3 باب صوم التطوع).



يُصا م عاشوراء ولو كان يوم سبت أو جمعة:



ورد النهي عن إفراد الجمعة بالصوم، والنهي عن صوم يوم السبت

إلا في فريضة ولكن تزول الكراهة إذا صامهما بضم يوم إلى كل منهما

أو إذا وافق عادة مشروعة كصوم يوم وإفطار يوم أو نذراً أو قضاءً

أو صوماً طلبه الشارع كعرفة وعاشوراء..

(تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع – مشكل الآثار ج2 باب

صوم يوم السبت).

وقال البهوتي رحمه الله:

ويكره تعمد إفراد يوم السبت بصوم لحديث عبد الله بن بشر عن أخته:

( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم )

(رواه أحمد بإسناد جيد والحاكم وقال: على شرط البخاري)

ولأنه يوم تعظمه اليهود ففي إفراده تشبه بهم..

(إلا أن يوافق) يوم الجمعة أو السبت (عادة) كأن وافق يوم عرفة

أو يوم عاشوراء وكان عادته صومهما فلا كراهة؛ لأن العادة لها

تأثير في ذلك (كشاف القناع ج2 باب صوم التطوع).



ما العمل إذا اشتبه أول الشهر؟



قال أحمد: فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام، وإنما يفعل

ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر.

(المغني لابن قدامة ج3 الصيام – صيام عاشوراء).

فمن لم يعرف دخول هلال محرّم وأراد الاحتياط للعاشر بنى على

إكمال ذي الحجة ثلاثين كما هي القاعدة ثم صام التاسع والعاشر،

ومن أراد الاحتياط للتاسع أيضاً صام الثامن والتاسع والعاشر

(فلو كان ذو الحجة ناقصاً يكون قد أصاب تاسوعاء

وعاشوراء يقيناً).

وحيث إن صيام عاشوراء مستحب ليس بواجب فلا يؤمر النّاس

بتحري هلال شهر محرم كما يؤمرون بتحري هلال رمضان وشوال.