المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين ( الجزء الثاني و الأخير )


حور العين
10-10-2017, 10:40 PM
من الاخت/ الملكة نور


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

نداءات المؤمنين

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً

( الجزء الثاني و الأخير )

استيعاب الباطل مستحيل لتعدده وكثرته:

لذلك:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)

وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ (43) }

( سورة الأحزاب )

دقق:

{ مِنْ الظُّلُمَاتِ (43) }

( سورة الأحزاب

جمع، الباطل متعدد:

{ إِلَى النُّورِ (43)}

( سورة الأحزاب )

مفرد، الحق واحد يستنبط من هذا، أعمارنا جميعاً مجتمعة، نفرض

أننا مئة شخص كل واحد عاش ستين سنة، ستة آلاف سنة ما يكفوا

أن يستوعب الباطل لأنه متعدد، أما الستين سنة كافية لاستيعاب الحق،

فاستيعاب الباطل مستحيل لتعدده وكثرته، يقول لك أنا درّست الفرقة

الفلانية ثماني عشرة سنة لم أصل لنتيجة، هناك مليون فرقة ثانية.

الحكمة من جمع الباطل و إفراد الحق:

استيعاب الباطل مستحيل لكن هذا العمر المحدود كاف لاستيعاب الحق،

إذا استوعبت الحق صار الحق مقياساً وانتهى الأمر،

هناك آية تؤكد هذا المعنى:

{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ

بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}

( سورة الأنعام: 153 )

السبل جمع، يعني حكمة جمع الباطل وإفراد الحق بالغة جداً،

جمع الباطل وأفرد في موضعين:


{ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ }


( سورة البقرة الآية: 257 )

ما قال من الظلمات إلى الأنوار، وما قال من الظلمة إلى النور

قال تعالى:

يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ?

( سورة البقرة الآية: 257 )


وقال تعالى:

{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ

عَن سَبِيلِهِ }

( سورة الأنعام: 153 )

مستقيم واحد.

الحكمة من المنع و العطاء:

الآن لو تتبعنا كلمة كثيراً ما دامت كثيراً هي المعنية في هذه الآية:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) }

( سورة الأحزاب)

قال تعالى:

{ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) }

( سورة النساء)

بحسب ما سافرت البلاد التي فيها رفاه يفوق حدّ الخيال هذه

الدنيا الناعمة العريضة، دخل فلكي، مركبات لا تعد ولا تحصى

كلها 2008، أي أموال لا تأكلها النيران، هذه الحياة العريضة

في بعض البلاد حجاب بينهم وبين الله، هناك بلاد تعاني

ما تعاني هذه المعاناة أكبر دافع لهم إلى الله، من هنا قال

بن عطاء الله السكندري: ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك،

وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء .

والله سافرت إلى ثلاث بلاد في رمضان رأيت إقبال الناس على

العلم يفوق حدّ الخيال، محبتهم للعلماء لا يمكن أن توصف،

والله قال لي إنسان أنا طيار عندي رحلة إلى أمستردام لغيتها

من أجل أن أحضر درسك لا أعرفه سابقاً، وجدت كل البلاد

التي تعاني ما تعاني الله جعل هذه المعاناة أكبر دافع إلى بابه الكريم،

وهناك بلاد أخرى بحسب ما يتوهمون ليسوا بحاجة إلى الله،

معهم أموال لا تأكلها النيران، يعيشون برفاه يفوق حدّ الخيال،

ومع الرفاه بعد شديد عن الله عز وجل،

ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة

في المنع عاد المنع عين العطاء .

الأحداث التي تجري في العالم نقلت الدين من الإهمال والتعتيم

إلى بؤرة الاهتمام:

في مثل هذه البلاد الغارقة في النعيم يأتون بعلماء من أطراف الدنيا،

يلتقي سبعة أشخاص مدفوع لهم تكاليف باهظة، طيران، ودرجة أولى،

وفنادق، سبعة أشخاص تأتي إلى الشام أو إلى هذه البلاد التي تعاني

ما تعاني تجد ما في محل بالمساجد، والله الأسبوع الماضي كنت

في ليبيا ما دخلت إلى مسجد في محل فارغ، كله مليء،

إقبال الناس على العلم عجيب، في الجزائر، في ليبيا،

في اليمن، شيء عجيب جداً،

ربما أعطاك فمنعك وربما منعك

فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء .

{ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) }

( سورة النساء)

الحادي عشر من أيلول نكرهها جميعاً والله إذا أمدّ الله من أعمارنا

لقلتم بركات الحادي عشر من أيلول، والله جمعتنا وقربتنا من الدين،

وكشفت لنا حقيقة الغرب، ونقلت الدين من الإهمال والتعتيم إلى

بؤرة الاهتمام، ونقلت الدين من ورقة خاسرة بيد الأقوياء إلى

ورقة رابحة، والواضح جداً أن هناك آثار إيجابية لا يعلمها إلا الله

من هذا الذي كرهناه، وعقب هذا الحدث الجلل قامت حرب

عالمية ثالثة معلنة على المسلمين في شتى بقاع الأرض،

والإسلام ينمو الآن يفوق حدّ الخيال، في عام ألفان وعشرون الدين الأول في

فرنسا هو الإسلام، كنت في فرنسا قبل فترة يدخل في الإسلام

يومياً خمسون فرنسياً من أصل فرنسي يومياً، يوجد 2700 مسجد،

حضرت مؤتمراً حضره 120 ألفاً من أنحاء فرنسا، فيا أيها الأخوة:

{ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) }

( سورة النساء)

من هاجر في سبيل الله من أجل إرضاء الله نصره الله عز وجل:

{ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً (100) }

( سورة النساء )

يعني إذا إنسان هاجر في سبيل الله كان في بلد غني جداً، حاجاته مؤمنة

إلى أقصى الحدود، لكن خاف على أولاده، وعلى ذريته من بعده،

فترك هذه البلاد الناعمة المريحة إلى بلد فيه متاعب، عانى من هذه المتاعب،

هذا الذي هاجر في سبيل الله من أجل إرضاء الله

قال تعالى:

{ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً (100) }

( سورة النساء )

مراغماً يرغم أعداءه، أي تفوق يحمل أعداءه على أن يرغموا ويسكتوا.

التنافس و الصراع بين الأقوياء من رحمة الله بالضعفاء:

{ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى }


( سورة طه )

سيدنا موسى، قال تعالى:


{ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)

وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29)

هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ

كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) }

( سورة طه)

قال تعالى:

{ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ

بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) }

( سورة الشعراء)

قال تعالى:

{ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ

وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا (40) }

( سورة الحج)

يعني هناك نعمة كبيرة جداً ما كنا نعرف قيمتها، يوم كانت توازن القوى

معسكران كبيران كل معسكر يتربص بالآخر، هذا التنافس وهذا الصراع

بين المعسكرين كان رحمة بالضعفاء، فكان الضعيف أمامه جزرة

وعصاه الآن عصاه فقط ما عاد في جزرة.

التركيز على الذكر الكثير في آيات القرآن الكريم:

{ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ

وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا (40)}

( سورة الحج)

الشاهد يذكر فيها اسم الله كثيراً، لاحظتم أكثر الآيات التي فيها ذكر

يأتي بعد الذكر وصف كثير، التركيز على الذكر الكثير:

{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ

وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) }

( سورة الأحزاب)

{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }


( سورة الأنعام )

العاقل من لم يعبأ بحظوظه الدنيوية بل وظّف نفسه في خدمة الحق و هداية الناس:

قال شخص سأل شيخ قال له كم الزكاة يا سيدي ؟ قال له عندنا أم عندكم ؟

قال: سبحان الله ! ما عندنا وما عندكم ؟ قال: عجيب كم دين في ؟

قال له: عندنا فالعبد وماله لسيده، عندكم اثنين ونصف بالمئة

يؤكده هذا المعنى:

{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }

( سورة الأنعام )

وهذا معنى قوله تعالى:

{ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) }

( سورة طه)

أحياناً إنسان معظم حظوظه الدنيوية لا يعبأ بها، يعبأ أن يكون

في خدمة الخلق، يعبأ أن يكون هادياً للناس:

{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ

وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ

وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ

فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ (35) }

( سورة الأحزاب)


الذكر أوسع عبادة على الإطلاق:

أرأيتم كيف أنني تتبعت آيات الذكر في القرآن الكريم، الذكر يوصف

بأنه كثير:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى

ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)

فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ

وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) }

(سورة الجمعة)

إذاً هذا الأمر منصب على الكثرة:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) }

( سورة الأحزاب)

) من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق )

[ أخرجه الطبراني في الصغير عن أبي هريرة ]

والذكر أوسع عبادة على الإطلاق، وأنت تركب مركبتك لك أن تذكر

الله يا رب وفقني، يا رب سلم، يا رب يسر لي عملاً صالحاً،

دعاء والدعاء ذكر، الاستغفار، التوبة ذكر، التوحيد،

ذكر الله لا إله إلا الله، التكبير ذكر، التسبيح ذكر، سبحان الله وبحمده،

الآن قراءة القرآن ذكر، الصلاة ذكر، قراءة كتاب فقه ذكر،

أن تجلس مع أهلك تحدثهم عن خطبة الجمعة ذكر، كيفما تحركت

هذه العبادة التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام:

( ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم،

وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم

فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى )

[ الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه]

والحمد لله رب العالمين

تم بعون الله تعالى نشر الكتاب