المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم الأثنين 17.08.1432


vip_vip
08-19-2011, 11:36 PM
حديث اليوم الأثنين 17.08.1432

مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى

( ممَا جَاءَ فِي : اسْتِقْبَالِ الْإِمَامِ إِذَا خَطَبَ )



حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ
عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضى الله تعالى عنه أنه قَالَ :
) كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
إِذَا اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ اسْتَقْبَلْنَاهُ بِوُجُوهِنَا )
قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِي الْبَاب عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَ حَدِيثُ مَنْصُورٍ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا
مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ ضَعِيفٌ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ
عِنْدَ أَصْحَابِنَا وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
وَ غَيْرِهِمْ يَسْتَحِبُّونَ اسْتِقْبَالَ الْإِمَامِ إِذَا خَطَبَ وَ هُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَ الشَّافِعِيِّ
وَ أَحْمَدَ وَ إِسْحَقَ قَالَ أَبُو عِيسَى وَ لَا يَصِحُّ فِي هَذَا الْبَابِ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ شَيْءٌ .

الشـــــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُوفِيُّ (

الرَّوَاجِنِيُّ صَدُوقٌ رَافضِيٌّ حَدِيثُهُ فِي الْبُخَارِيِّ مَقْرُونٌ ، بَالَغَ ابْنُ حِبَّانَ فَقَالَ :

يَسْتَحِقُّ التَّرْكَ ( أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ ( الْكُوفِيُّ نَزِيلُ بُخَارَى ،

كَذَّبُوهُ ، مِنَ الثَّامِنَةِ ، مَاتَ سَنَةَ 180 ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ ، كَذَا فِي التَّقْرِيبِ .


قَوْلُهُ : ( اسْتَقْبَلْنَاهُ بِوُجُوهِنَا )

قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ : أَيْ تَوَجَّهْنَاهُ ، فَالسُّنَّةُ أَنْ يَتَوَجَّهَ الْقَوْمُ الْخَطِيبَ ، وَ الْخَطِيبُ الْقَوْمَ ، انْتَهَى .

قَالَ أَبُو الطَّيِّبِ الْمَدَنِيُّ فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ : أَيْ لَا بِالتَّحَلُّقِ حَوْلَ الْمِنْبَرِ لِمَا سَبَقَ

مِنَ الْمَنْعِ عَنْهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَلْ بِالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ فِي الصُّفُوفِ ،

وَ يُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي خُطْبَةِ الْعِيدِ ،

وَ لَفْظُهُ : فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلَاةُ ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ ،

وَ النَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ . وَ أَمَّا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ- جَلَسَ يَوْمًا عَلَى الْمِنْبَرِ وَ جَلَسْنَا حَوْلَهُ ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ،

فَيُمْكِنُ حَمْلُهُ عَلَى غَيْرِ الْجُمُعَةِ وَ الْعِيدِ .


قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ (

أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ بِلَفْظِ قَالَ :

كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ- إِذَا دَنَا مِنْ مِنْبَرِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَلَّمَ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ ،

فَإِذَا صَعِدَهُ اسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِوَجْهِهِ ، لَفْظُ الْبَيْهَقِيِّ وَ ضَعَّفَهُ ،

وَ قَالَ الطَّبَرَانِيُّ : فَإِذَا صَعِدَ الْمِنْبَرَ تَوَجَّهَ إِلَى النَّاسِ وَ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ .

كَذَا فِي عُمْدَةِ الْقَارِي .
وَ فِي الْبَابِ حَدِيثُ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ :

كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - إِذَا قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ اسْتَقْبَلَهُ أَصْحَابُهُ بِوُجُوهِهِمْ

. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ ، وَ قَالَ ابْنُ مَاجَهْ : أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مُتَّصِلًا ،

قَالَ : وَ الِدُ عَدِيٍّ لَا صُحْبَةَ لَهُ إِلَّا أَنْ يُرَادَ بِأَبِيهِ جَدُّهُ أَبُو أَبِيهِ فَلَهُ صُحْبَةٌ

عَلَى رَأْيِ بَعْضِ الْحُفَّاظِ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ ، كَذَا فِي النَّيْلِ .


قَوْلُهُ : ( وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ ضَعِيفٌ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ )

قَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ ذَاهِبٌ حَدِيثُهُ غَيْرُ حَافِظٍ لِلْحَدِيثِ ،

وَ هُوَ عَطْفُ بَيَانٍ لِقَوْلِهِ ضَعِيفٌ ( عِنْدَ أَصْحَابِنَا ) أَيْ عِنْدَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ ،

فَحَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ الْمَذْكُورُ ضَعِيفٌ ، وَ ذَكَرَهُ الْحَافِظُ فِي بُلُوغِ الْمَرَامِ ،

وَ قَالَ : وَ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ عِنْدَ ابْنِ خُزَيْمَةَ .


قَوْلُهُ : ( وَ هُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَ الشَّافِعِيِّ وَ أَحْمَدَ وَ إِسْحَاقَ )

وَ هُوَ قَوْلُ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ فِي شَرْحِ الْمُنْيَةِ :

يُسْتَحَبُّ لِلْقَوْمِ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا الْإِمَامَ عِنْدَ الْخُطْبَةِ ، لَكِنَّ الرَّسْمَ الْآنَ أَنَّهُمْ يَسْتَقْبِلُونَ

الْقِبْلَةَ لِلْحَرَجِ فِي تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ لِكَثْرَةِ الزِّحَامِ . قَالَ الْقَارِي

: لَا يَلْزَمُ مِنَ اسْتِقْبَالِهِمُ الْإِمَامَ تَرْكُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ عَلَى مَا يَشْهَدُ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ الْآتِي

فِي أَوَّلِ بَابِ الْعِيدِ ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ ، وَ النَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ .

نَعَمِ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا مُتَعَذِّرٌ فِي غَيْرِ جِهَةِ الْإِمَامِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ،

انْتَهَى مَا فِي الْمِرْقَاةِ .


قَوْلُهُ : ( وَلَا يَصِحُّ فِي هَذَا الْبَابِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - شَيْءٌ )

قَالَ الْحَافِظُ فِي فَتْحِ الْبَارِي بَعْدَ نَقْلِ كَلَامِ التِّرْمِذِيِّ هَذَا يَعْنِي صَرِيحًا :
وَ قَدِ اسْتَنْبَطَ الْمُصَنِّفُ - يَعْنِي الْبُخَارِيَّ - مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ-
جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ وَ جَلَسْنَا حَوْلَهُ - اسْتِقْبَالَ النَّاسِ الْإِمَامَ ،
وَ وَجْهُ الدَّلَالَةِ مِنْهُ أَنَّ جُلُوسَهُمْ حَوْلَهُ لِسَمَاعِ كَلَامِهِ يَقْتَضِي نَظَرَهُمُ إِلَيْهِ غَالِبًا ،
وَ لَا يُعَكِّرُ عَلَى ذَلِكَ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْقِيَامِ فِي الْخُطْبَةِ ؛ لِأَنَّ هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَتَحَدَّثُ
وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَى مَكَانٍ عَالٍ وَ هُمْ جُلُوسٌ أَسْفَلَ مِنْهُ ،
و إذَا كَانَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ حَالِ الْخُطْبَةِ كَانَ حَالُ الْخُطْبَةِ أَوْلَى ؛
لِوُرُودِ الْأَمْرِ بِالِاسْتِمَاعِ لَهَا وَ الْإِنْصَاتِ عِنْدَهَا ، انْتَهَى كَلَامُ الْحَافِظِ .