المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحوار النبوي


حور العين
12-19-2017, 04:41 PM
من:الأخ / محمد الخواص



http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

الحوار النبوي



الحوار بين البشر هو الوسيلة الأساسية للتواصل، قبل أن يكون وسيلة

تعليمية، أو غيرها؛ فالإنسان كائن مجتمعي لا يعيش إلاَّ في جماعة،

ولكي يستطيع الحياة مع هذه الجماعة، ولكي يُعَبِّرَ عن احتياجاته

الأساسية لا بُدَّ له من الحوار مع مَنْ حوله؛ فالطفل يحتاج

إلى أن يطلب من والديه ما يُريد وهكذا.



الحوار النبوي

إنَّ المتأمِّل لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بإنصاف لَيُدركُ أنَّ محمدًا

صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقًّا وصدقًا؛ لأنه لا يُمكن لإنسان

أن يجمع في حياته وسلوكياته خلاصة الفضائل الإنسانية، وقمَّة الوسائل

البشرية في التعامل مع الناس إلاَّ أن يكون نبيًّا معصومًا يُوحَى إليه.



إنَّ كلَّ متخصِّص وخبير في مجاله يستطيع أن ينهل من معين حياة رسول

الله صلى الله عليه وسلم؛ فالداعية المصلح سيجد بُغيته، والسياسي

سيتعلَّم دروسًا بليغة، والقائد العسكري سينال مطلبه، والطبيب النفسي

سيتعلَّم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف لا؟

وقد قال الله عز وجل:



{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ}

[الأحزاب: 21].



وكذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل مَنِ استخدم الحوار

على الإطلاق؛ فهو صلى الله عليه وسلم يعلم وظيفة الحوار، وفوائده،

وأساليبه، وآدابه، وفنونه، وقد مارسها صلى الله عليه وسلم على أحسن

ما يكون طوال حياته مع المسلم والكافر، مع الرجل والمرأة،

مع الشيخ والطفل على حدٍّ سواء.



وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم الحوار

كوسيلة للتواصل والتراحم مع الآخرين..



الحوار والتواصل مع الآخرين

أمَّا التواصل فهو قيمة كبرى في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؛

فالرسول -كلُّ رسول- مهمَّته الدعوة والتبليغ، ولن يستطيع أن يُؤَدِّيَ تلك

المهمَّة إلاَّ إذا كان يُحَدِّث الناس ويُحَدِّثُونه، ويُحاورهم ويُحاورونه:



{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}

[المائدة: 67].



إنَّ الرسول لا يصلح أن يكون انطوائيًّا منعزلاً لا يتحدَّث إلى الناس

ولا يُحاورهم، فضلاً عن أن يكون شديدًا غليظ الطبع؛ يقول تعالى:

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ

لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}

[آل عمران: 159].


فمهمَّة تبليغ الرسالة على أكمل وجهٍ، ومسئوليَّة تأليف قلوب البشر

مرتبطة باعتماد الحوار وسيلة للتواصل معهم.



والحوار كذلك وسيلة للتراحم.

نعم، أقول: وسيلة للتراحم!!



فهو صلى الله عليه وسلم كان رحيمًا ودودًا، وكانت رحمته هي العامل

المشترك الذي يتَّضح من خلال كل حواراته.

لقد حاور النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين والكافرين،

ومع كلٍّ كانت الرحمة والرفق واللين تشعُّ في الحوار،

لم يكنِ النبي صلى الله عليه وسلم يغلظ على أحدٍ، أو يُسيء إلى إنسان

مهما صَغُرت سِنُّه، أو قلَّ شأنه بين الناس.