المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاختلاط. (5)


حور العين
03-01-2018, 10:52 AM
من: الأخت/ غرام الغرام


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

الاختلاط. (5)

الاختلاط يميت الغيرة :

أيها الأخوة الكرام، كاتب آخر يرى أن الاختلاط يوَلِّد موت الغيرة،

هذه الغيرة التي صرَّح بها سيدنا سعد فعجب الصحابة من غَيْرَته،

قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ:

( لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ

رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ،

وَاللَّهِ لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ

الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )

[متفق عليه عَنْ سعد بن عبادة ]


الاختلاط يُميت الغيرة، تجد رجلاً إلى جانبه زوجته بأبهى زينة،

مرتاح تماماً، يجلس معها على الشُرفة وهي بثياب فاحشة وتجده

مرتاحاً، أين غَيرَتُه؟


لوازم الاختلاط


أيها الأخوة، من لوازم الاختلاط المُصافحة حيث يُسَلِّم الرجال على النساء ويتصافحون ويتراحبون.

قَالَتْ عَائِشَةُ:

( وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ كَفُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ

وَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ: قَدْ بَايَعْتُكُنَّ كَلامًا )

[متفق عليه عَنْ عائشة]


وعندما جاءت الصحابيات يُسلِّمْن على النبي صلى الله عليه وسلم

فقلن له: ابسط يدك نبايعك يا رسول الله، قال: إني لا أصافح النساء.

هذا حكم شرعي، وهو المعصوم المؤيد بالوحي، ماذا في الاختلاط؟

النظر المُحرَّم إلى الوجوه والأجساد وغير ذلك،

والله عز وجل يقول:

{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى

لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }

[ سورة النور: 30


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ

آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا )

[ مسلم الترمذي أبو داود النسائي ابن ماجة أحمد الدارمي عن أبي هريرة ]

وكان عليه الصلاة والسلام يفصل بينهما بصفوف الصبيان،

ثم إنّ الاختلاط في البيوت، تتزاور العوائل فيما بينها، الأقرباء

والجيران والأصدقاء والأحبة والمعارف، هذا ابن عمه، وهذا ابن خالته، وهذا ابن ابن عمته، وهذا عديله، وتلك العائلة جارته، هذا الاختلاط

يسبب متاعب نفسية وجسمية واجتماعية وهي خطيرة على المجتمع.

أيها الأخوة الكرام،

لو قرأت النصوص القرآنية المتعلقة بالمرأة والأحاديث النبوية

المتعلقة بالمرأة لاستنبطت منها جميعاً أنّ الاختلاط مُحرَّم تحريماً قطعياً، وأنه لا بد من أن تحقق الأسرة وظيفتها المُثلى في الإسلام عن طريق

حفظ المرأة من أن تختلط بالرجال، قد يقول قائل: إن هذا أخي، ابن عمي،

قد يقول قائل: ماذا نفعل بهذه العلاقات الحميمة؟ إن الخطر يأتي منها،

يقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ

أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: الْحَمْوُ الْمَوْتُ )

[متفق عليه عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ]

من هو الحمو؟

هو القريب، هو أخ الرجل، ابن عمه، ابن عمته، ابن خاله،

ابن خالته، نسيبه وهكذا...

أيها الأخوة الكرام،

هذا هو الحق، لكن قد يبدو الحق غريباً لأن الناس في معظمهم

تحللوا منه، وحينما يضيع الحق لا يُلغى، الحق حق، والباطل باطل،

وما أَلِفه الناس من ولائم مختلطة، ومن لقاءات مختلطة، ومن

حفلات مختلطة، هذا كله خلاف الشرع، ويدفعون الثمن باهظاً،

والمشكلات التي تتفجر في الأسر لا تعد ولا تحصى، كلها

بسبب هذا الاختلاط.

أيها الأخوة الكرام حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوا أعمالكم

قبل أن تُوزن عليكم، واعلموا أنّ ملَك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيِّسُ من دان نفسه،

وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى

على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.