المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين (11)


حور العين
06-25-2018, 05:53 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (11)

الأمر في القرآن الكريم إما أمر ندب أو أمر إباحة أو أمر تهديد:

إذا الله عز وجل قال:

{ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29) }

( سورة الكهف)

هذه لام الأمر، هل يعقل أن يأمرنا الله أن نكفر ؟ هذا اسمه أمر تهديد،
إذا قال تعالى:

{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) }

(سورة الأعراف)

كلوا واشربوا، لست جائعاً هذا أمر إباحة، إذا قال تعالى:

{ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ (32) }

( سورة النور)

ما معه يتزوج هذا أمر ندب، هناك أمر ندب، أمر إباحة، أمر تهديد.

على كل إنسان أن يبني حياته على العطاء لا على الأخذ:

أما كل أمر إن فقد القرينة التي تدل على عكس الأمر فهو أمر
يقتضي الوجوب:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ َ(254) }

( سورة البقرة)

مطلقة، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، أنت متفوق بالرياضيات لك
ابن أخ ضعيف بالرياضيات أنفق من اختصاصك لخدمة ابن أخيك هذا
إنفاق، فلان صديقك وعنده إنسان مظلوم ولك مكانة عنده اذهب إليه،
أنا أنفق من جاهي من صداقتي لهذا الإنسان:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا َ(254) }

( سورة البقرة)

ابن حياتك على العطاء.

الأقوياء قمم أهل الدنيا و الأنبياء قمم أهل الآخرة:

الآن أقول هذا الهرم البشري الستة آلاف مليون يقع على رأسهم زمرتان،
أقوياء وأنبياء، قمم أهل الدنيا الأقوياء، وقمم أهل الآخرة الأنبياء،
والأقوياء أخذوا ولم يعطوا، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا، ماذا ترك
النبي عليه الصلاة والسلام ؟ قال يا رب:

( لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُؤْذَى
أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ
ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ )

[ أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان عَنْ أَنَسٍ]
صححه الالبانى

كانت غرفته لا تتسع لصلاته ونوم زوجته، صغيرة جداً، أعطى ولم يأخذ،
والأقوياء الفراعنة أخذوا من الناس كل شيء، أخذوا جهدهم،
أخذوا وقتهم، هذه الأهرامات مبنية بعرق شعب بائس مسحوق فقير
مضطهد، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا، والأنبياء أعطوا ولم يأخذوا،
والأنبياء ملكوا القلوب،
اذهب إلى المدينة المنورة قف أمام المقام الشريف كم إنسان يبكي أمامه ؟
ما التقوا معه، ما أخذوا منه شيئاً، ملكوا القلوب بكمالهم، سيدنا الصديق
له جارة يقدم لها بعض الخدمات يحلب لها الشياه، فلما أصبح خليفة
المسلمين دخل الألم على هذه الجارة لأن هذه الخدمة في ظنها توقفت،
في صبيحة يوم استلام الخلافة طرق باب الجارة صاحبة البيت
قالت لابنتها: افتحي الباب يا بنيتي، ثم سألتها من الطارق ؟
قالت جاء حالب الشاة يا أماه، قالت إنه أمير المؤمنين.
هكذا ربى النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه، اشتهى اللحم سيدنا عمر
قال قرقر أيها البطن أو لا تقرقر والله لن تذوق اللحم حتى يشبع
منه صبية المسلمين، ربى أصحابه ليكونوا أعلاماً في الأرض هذا الدين يا أخوان،
الدين تواضع، الدين عطاء، الدين خدمة، فلذلك: الأنبياء ملكوا القلوب،
والأقوياء ملكوا الرقاب، الأنبياء عاشوا للناس،
حياتهم لخدمة البشر، والأقوياء عاش الناس لهم.