المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4194


حور العين
06-30-2018, 06:50 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

كن ربانيا ولا تكن رمضانيا (01)
محمد حسان

أحبتي في الله:
إننا اليوم على موعـد مع لقاء من الأهمية البالغة بمكان وهو بعنوان:
"كن ربانياً ولا تكن رمضانياً" وكما تعودنا دائماً حتى لا ينسحب بساط
الوقت من بين أيدينا فسوف نركز هذا الموضوع في العناصر التالية:

أولاً: الثوابت الإيمانية.

ثانياً: عرفت فالزم.

ثالثاً: استعن بالله ولا تعجز.

فأعيروني القلوب والأسماع والوجدان أيها الأحبة، والله أسأل أن يجعلنا
ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هـداهم الله ،
وأولئك هم أولو الألباب.

أولاً: الثوابت الإيمانية.
أحبتي في الله:
ها هو رمضـان قد انتهى فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد فات
ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يمـوت، لقد انتهى شهر الصيام،
انتهى شهر القيام والقرآن، انتهى شهر البر والجود والإحسان،
ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر.

فليت شعري من المقبول منا في رمضان فنهنيه
ومن المطرود المحروم منا فنعزيه.

فيـا عيـن جـودي بالدمـع من أسف
على فـراق ليـالـي ذات أنـوارِ

على ليالي لشـهر الصـوم مـا جعلت
إلا لتـمحيـص آثـــام و أوزارِ

ما كـان أحسـننا و الشـمل مـجتمـع
مـنا المـصلي و منا القانت القاري

فابكوا على ما مضى في الشهر و اغتنموا
مـا قـد بقي مـن فضـل أعمـارِ

أيها الفضلاء الأعزاء:
مما لا ريب فيه أن الله جل وعـلا قد فضل شهر رمضـان على سائر
الشهور والأزمان، واختصه بكثير من رحماته وبركاته، ويسر الله فيه
الطاعة لعباده مما لا يحتـاج إلى دليل أو برهـان، فأنت ترى المسلمين
في رمضان ينطلقون بأريحية ويسر إلى طاعة الرحيم الرحمن جل وعـلا،
ولم لا؟! وقد غُلِّقت أبـواب الجحيم، وفتحت أبـواب النعيم، وغـل فيه مـردة
الجن والشياطين، فأنت ترى الناس تقبل على طاعة الله وعبادته بأريحية
عجيبة، ولكن ما يحـزن القلب ويؤلم النفس أنك ترى كثـيراً ممن عطروا
بأنفاسهم الزكية المساجـد في رمضان يعرضون عن طاعة الله رب البرية
بعد رمضان، وكأنهم في رمضان يعبدون ربا أخر، فالإيمان له ثوابت
لا يستغني عنها المؤمن حتى يلقى الكبير المتعال، فمثلاً الصلاة:
من من المؤمنـين الصادقين يستغني عن الصلاة بعد رمضان؟! انظر
إلى المساجد في رمضان، وانظر إلى ذات المساجد بعد رمضان.

أيها الموحدون:
هل يستغني مؤمن صادق مع الله عن هذا الأصـل الأصيل وعن هذه
الثوابت الإيمانية حتى يلقى رب البرية وهو الركن الثاني من أركان هذا
الدين قال تعالى:

{ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ }
[البقرة:238]

وقال جل وعلا:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا
وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[الحج:77].

وحذر الله أشد التحذير من تضييع الصلاة ومن تركها في رمضان أو غير
رمضان فقال جل وعلا:

{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ
وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }
[مريم:59].

وقال جل وعلا:

{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ
عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ }
[المدثر:38-43].

فيا من هيأ الله له صيام شهر رمضان لا تضع الصـلاة،
فالصلاة صلة لك بالله، ومعين لك يطهرك من المعاصي والذنـوب،
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي قال:

( من غدا إلى المسجد أو راح أَعَدَّ الله له نُزلاً في الجنة كلما غدا أو راح )

وفى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة أن النبي قال:

((ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟))
قالوا: بلى يا رسول الله قال:
((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار
الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط ))

افترض الله على المؤمنين الصـلاة وتعبدهم بها في كل زمان
ومكان حتى يلقى العبد ربه ليُسأل أول ما يُسأل عن الصلاة.

فعن أبي هريرة قال:

( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته،
فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر )


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين