المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين (139)


حور العين
10-31-2018, 07:42 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (139)


كل إنسان ممتحن بابنه:

الإنسان قد يفتن بابنه، يمتحن بابنه ينجح أو يرسب، أي بلغوه أنه
يجب تقوية اللغة لابنك، ببساطة بسذاجة بعثته لوحده إلى لندن،
شاب في ريعان الشباب والفتن هناك أي اقتراف الفاحشة كشربة الماء،
أنا مع اللغة، مع تقويته باللغة لكن هناك ضوابط،
لك قريب في لندن يشرف عليه، هل
ضممته إلى جماعة مؤمنة تعينه على دينه ؟ عاد زانياً وجد أن ديننا كله
دين تعقيد، ودين تخلف، ودين جهل، نحن أمة متخلفة وهذه الحياة،
رجع إنساناً آخر لا ينتمي لهذه الأمة إطلاقاً، هذا شيء وأنا لا أتكلم من فراغ،
أتكلم من معاناة يعانيها الأخوة الكرام، والله الذي بقي في بلده وخدمة
أمته وضمن زوجته وأولاده والله أكبر رابح لو كان يعاني ما يعاني
ضمن زوجته وأولاده، مرة قال لي شخص تزوج امرأة أميركية قال أول يوم
سهرت معي، ثاني يوم تزينت، قال: أين ؟ قالت: عندي موعد مع صديقي،
فخرج من جلده، ثالث يوم كذلك، رابع يوم كذلك، لها مجموعة أصدقاء
بالعدل، يوم له وثلاثة أيام لغيره بالعدل تمشي، قال لي طلقتها وتزوجت
امرأة مؤمنة طاهرة من بلدي، هي نائمة من شدة فرحي يقول لها الله
يخلي لي إياكِ أنت كلك لي، تلك له ربعها فقط، له يوم من أربعة.

لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ:

أيها الأخوة، الأب الذي اعتنى بتربية أولاده يدخل على قلبه من الفرح
والسرور ما لا يوصف، لا تقل لي سافرت وغبت عنهم أربع سنوات
وأحضرت ثمن بيت فخم، خسرت أولادك، كن معهم بدخل محدود
وربهم على القيم والمبادئ وكن مشرفاً عليهم:

{ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) }

( سورة الأنفال)

{ لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (3) }

(سورة الممتحنة)

لو عندك ثماني أولاد بأعلى درجة دينية لكن ليس فيك دين إطلاقاً:

{ لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (3) }

(سورة الممتحنة)

من أذهب القيم من حياة ابنه فقد قتله:

أيها الأخوة:

{ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ }

( سورة الأنعام الآية: 151 )

يعني هناك فرصة عمل لكن فيها فسق وفجور، البيئة فاسقة من أجل
أن تُؤمّن له عملاً، ودخلاً، لن تعبأ بهذه البيئة السيئة، هذه البيئة
أذهبت له حياءه ودينه، قال تعالى:

{ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ }

( سورة الأنعام الآية: 151 )

أنت قتلته بهذا العمل، قتلت له دينه، أذهبت القيم من حياته، هذا المعنى
الواسع طبعاً، هناك قتل في المعنى الضيق من فقره قتل ابنته بمعنى
أنه وضعها في الرمال وأهال عليها التراب، وهناك قتل أوسع من ذلك من أجل
أن يؤمن له دخلاً عالياً وضعه في بيئة فاسدة، فسد، أنا أضرب مثلاً
لكن صارخ، إنسان دخله محدود وبيته واسع، أجّر غرفة لشخص غريب
في البيت صار هناك شخص أجنبي، هذا الغريب خانه بزوجته، يا ترى هذا
الدخل الإضافي الذي جاءه هل يوازي أن زوجته خانته ؟ لا يوازي،
أحياناً الإنسان هكذا يفعل من أجل مكسب مادي محدود يضيع القيم والمبادئ:

{ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ (151) }

( سورة الأنعام الآية: 151 )