المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 21.10.1432


vip_vip
11-21-2011, 12:04 PM
حديث اليوم
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي : ما يقول في سجود القرآن )

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ

عَنْ أم المؤمنين أمنا السيدة عَائِشَةَ رضى الله عنها و عن أبيها أنا قَالَتْ :

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
يَقُولُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ :

( سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ
وَ شَقَّ سَمْعَهُ وَ بَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ )

قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

الشـــــــــــــروح

قَوْلُهُ : ( يَقُولُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ )
حِكَايَةٌ لِلْوَاقِعِ لَا لِلتَّقْيِيدِ بِهِ ( سَجَدَ وَجْهِي ) بِفَتْحِ الْيَاءِ وَ سُكُونِهَا ( لِلَّذِي خَلَقَهُ وَ شَقَّ سَمْعَهُ وَ بَصَرَهُ ) ،
تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ أَيْ : فَتَحَهُمَا وَ أَعْطَاهُمَا الْإِدْرَاكَ وَ أَثْبَتَ لَهُمَا الْإِمْدَادَ بَعْدَ الْإِيجَادِ .
قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ : قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ : وَ يَقُولُ فِي السَّجْدَةِ مَا يَقُولُ فِي سَجْدَةِ الصَّلَاةِ عَلَى الْأَصَحِّ ،
وَ اسْتَحَبَّ بَعْضُهُمْ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ؛ لِأَنَّهُ - تَعَالَى - أَخْبَرَ عَنْ أَوْلِيَائِهِ وَ قَالَ :
{ وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا } .
قَالَ الْقَارِي : وَ يَنْبَغِي أَنْ لَا يَكُونَ مَا صُحِّحَ عَلَى عُمُومِهِ ،
فَإِنْ كَانَتِ السَّجْدَةُ فِي الصَّلَاةِ فَيَقُولُ فِيهَا مَا يُقَالُ فِيهَا ، فَإِنْ كَانَتْ فَرِيضَةً قَالَ : سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى ،
أَوْ نَفْلًا قَالَ مَا شَاءَ مِمَّا وَرَدَ ؛ كَسَجَدَ وَجْهِي وَ كَقَوْلِ : اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي إلخ ،
قَالَ : وَ إِنْ كَانَ خَارِجَ الصَّلَاةِ قَالَ كُلَّ مَا أُثِرَ مِنْ ذَلِكَ ، انْتَهَى كَلَامُ الْقَارِي .
قُلْتُ : إِنْ كَانَتِ السَّجْدَةُ فِي الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ يَقُولُ فِيهَا أَيْضًا مَا شَاءَ مِمَّا وَرَدَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ؛
كَسَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ إلخ ، لَا مَانِعَ مِنْ قَوْلِ ذَلِكَ فِيهَا . هَذَا مَا عِنْدِي ، وَ اَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .

قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَ أَصْحَابُ السُّنَنِ وَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَ الْحَاكِمُ وَ الْبَيْهَقِيُّ وَ صَحَّحَهُ ابْنُ السَّكَنِ
وَ قَالَ فِي آخِرِهِ " ثَلَاثًا " ، زَادَ الْحَاكِمُ فِي آخِرِهِ : فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ،
وَزَادَ الْبَيْهَقِيُّ وَ صَوَّرَهُ بَعْدَ قَوْلِهِ خَلَقَهُ ، وَ لِلنَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مِثْلُهُ فِي سُجُودِ الصَّلَاةِ ،
وَ لِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ كَذَلِكَ ، كَذَا فِي التَّلْخِيصِ وَ النَّيْلِ .
فَائِـــــدَةٌ :
قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ فِي الْمُغْنِي : يُشْتَرَطُ لِلسُّجُودِ مَا يُشْتَرَطُ لِصَلَاةِ النَّافِلَةِ مِنَ الطَّهَارَتَيْنِ
مِنَ الْحَدَثِ وَ النَّجَسِ وَ سَتْرِ الْعَوْرَةِ وَ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ وَ النِّيَّةِ ، وَ لَا نَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا إِلَّا مَا رُوِيَ
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي الْحَائِضِ تَسْمَعُ السَّجْدَةَ تُوْمِئُ بِرَأْسِهَا ،
وَ بِهِ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ : وَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ ،
وَ عَنِ الشَّعْبِيِّ فِيمَنْ سَمِعَ السَّجْدَةَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ : يَسْجُدُ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ .
وَ لَنَا قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - : لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ ،
فَيَدْخُلُ فِي عُمُومِهِ السُّجُودُ وَ لِأَنَّهُ صَلَاةٌ فَيُشْتَرَطُ لَهُ ذَلِكَ كَذَاتِ الرُّكُوعِ ، انْتَهَى .
وَ قَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَمِيرُ فِي سُبُلِ السَّلَامِ : وَ الْأَصْلُ أَنَّهُ لَا يُشْتَرَطُ الطَّهَارَةُ إِلَّا بِدَلِيلٍ ،
وَ أَدِلَّةُ وُجُوبِ الطَّهَارَةِ وَرَدَتْ لِلصَّلَاةِ ، وَ السَّجْدَةُ لَا تُسَمَّى صَلَاةً ،
فَالدَّلِيلُ عَلَى مَنْ شَرَطَ ذَلِكَ ، انْتَهَى .
وَ قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْلِ مَا مُلَخَّصُهُ : لَيْسَ فِي أَحَادِيثِ سُجُودِ التِّلَاوَةِ مَا يَدُلُّ عَلَى اعْتِبَارِ
أَنْ يَكُونَ السَّاجِدُ مُتَوَضِّئًا ، وَ هَكَذَا لَيْسَ فِي الْأَحَادِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى اعْتِبَارِ طَهَارَةِ الثِّيَابِ وَ الْمَكَانِ .
وَ أَمَّا سَتْرُ الْعَوْرَةِ وَ اسْتِقْبَالُ الْقِبْلَةِ مَعَ الْإِمْكَانِ فَقِيلَ : إِنَّهُ مُعْتَبَرٌ اتِّفَاقًا ،
قَالَ فِي الْفَتْحِ : لَمْ يُوَافِقِ ابْنَ عُمَرَ أَحَدٌ عَلَى جَوَازِ السُّجُودِ بِلَا وَضُوءٍ إِلَّا الشَّعْبِيُّ ،
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ . وَ أَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنُ السُّلَمِيِّ
أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ السَّجْدَةَ ثُمَّ يَسْجُدُ وَ هُوَ عَلَى غَيْرِ وَضُوءٍ إِلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ
وَ هُوَ يَمْشِي يُومِئُ إِيمَاءً ، انْتَهَى كَلَامُ الشَّوْكَانِيِّ .
قُلْتُ : الِاحْتِيَاطُ لِلْعَمَلِ فِيمَا قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ فِي الْمُغْنِي ، وَ عَلَيْهِ عَمَلُنَا .
هَذَا مَا عِنْدَنَا ، وَ اَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .

بَابُ مَا ذُكِرَ فِيمَنْ فَاتَهُ حِزْبُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَقَضَاهُ بِالنَّهَارِ

قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ :
الْحِزْبُ مَا يَجْعَلُهُ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قِرَاءَةٍ أَوْ صَلَاةٍ كَالْوِرْدِ ، انْتَهَى .

دعاء من أخينا مالك لأخته و والدته يرحمهما الله و إيانا
و لموتانا و جميع موتى المسلمين يرحمهم الله
اللـهـم إنهن فى ذمتك و حبل جوارك فقهن فتنة القبر و عذاب النار ,
و أنت أهل الوفاء و الحق فأغفر لها و أرحمها أنك أنت الغفور الرحيم.
اللـهـم إنهن إماتك و بنتى عبديك خرجتا من الدنيا و سعتها و محبوبيها و أحبائها
إلي ظلمة القبر اللهم أرحمهن و لا تعذبهن .
اللـهـم إنهن نَزَلن بك و أنت خير منزول به و هن فقيرات الي رحمتك
و أنت غني عن عذابهن .
اللـهـم اّتهن رحمتك و رضاك و قِهن فتنه القبر و عذابه
و أّتهن برحمتك الأمن من عذابك حتي تبعثهن إلي جنتك يا أرحم الراحمين .
اللـهـم أنقلهن من مواطن الدود و ضيق اللحود إلي جنات الخلود .