المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أستوقفتني آية في سورة الاعراف أية 169


vip_vip
11-25-2011, 10:02 AM
أستوقفتني آية في سورة الاعراف أية 169
http://69.26.178.141/~nabulsi1/text/03quran/1friday/007aaraf/araaf-48_files/image002.gif

فجاء من بعد هؤلاء الذين وصفناهم بَدَلُ سوء أخذوا الكتاب من أسلافهم, فقرءوه وعلموه, وخالفوا حكمه, يأخذون ما يعرض لهم من متاع الدنيا من دنيء المكاسب كالرشوة وغيرها; وذلك لشدة حرصهم ونَهَمهم, ويقولون مع ذلك: إن الله سيغفر لنا ذنوبنا تمنيًا على الله الأباطيل, وإن يأت هؤلاء اليهودَ متاعٌ زائلٌ من أنواع الحرام يأخذوه ويستحلوه, مصرِّين على ذنوبهم وتناولهم الحرام, ألَمْ يؤخذ على هؤلاء العهود بإقامة التوراة والعمل بما فيها, وألا يقولوا على الله إلا الحق وألا يكذبوا عليه, وعلموا ما في الكتاب فضيعوه, وتركوا العمل به, وخالفوا عهد الله إليهم في ذلك؟ والدار الآخرة خير للذين يتقون الله, فيمتثلون أوامره, ويجتنبون نواهيه, أفلا يعقل هؤلاء الذين يأخذون دنيء المكاسب أن ما عند الله خير وأبقى للمتقين؟
http://www.qurancomplex.org/images/gareeb.jpg

169-{ http://www.qurancomplex.org/B2.gif فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ http://www.qurancomplex.org/B1.gif}
والخَلْف: الرّدِيء من الناس ومن الكلام، يقال: هذا خَلْف من القول.
http://www.qurancomplex.org/images/moshql.jpg
آ:169 جملة "ورثوا" نعت لـ "خلف"، جملة "يأخذون" حال من فاعل "ورثوا"، "هذا" اسم إشارة مضاف إليه، "الأدنى" بدل مجرور، نائب الفاعل لـ "سيُغفر" ضمير مفهوم من سياق الكلام، أي: سيغفر لنا ما فعلناه، "مثله" نعت مرفوع، جملة "ألم يؤخذ" مستأنفة، والمصدر "أن لا يقولوا" بدل من "ميثاق"، و"الحق" مفعول "يقولوا"، "للذين يتقون" متعلق بـ "خير".

http://www.qurancomplex.org/quran/images/tafseer/katheer.jpg

ثم قال تعالى:
{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ }
يقول تعالى: فخلف من بعد ذلك الجيل الذين فيهم الصالح والطالح، خلف آخر لا خير فيهم، وقد ورثوا دراسة [هذا] http://www.qurancomplex.org/MARGNTIP.gif الكتاب وهو التوراة -وقال مجاهد: هم النصارى -وقد يكون أعم من ذلك، ( يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى ) أي: يعتاضون عن بذل الحق ونشره بعَرَض الحياة الدنيا، ويسرفون أنفسهم ويعدونها بالتوبة، وكلما لاح لهم مثل الأول وقعوا فيه؛ ولهذا قال: ( وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ) كما قال سعيد بن جبير: يعملون الذنب، ثم يستغفرون الله منه، فإن
عرض ذلك الذنب أخذوه.
وقول مجاهد في قوله: ( يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى ) قال: لا يشرف لهم شيء من الدنيا إلا أخذوه، حلالا كان أو حرامًا، ويتمنون المغفرة، ويقولون: ( سَيُغْفَرُ لَنَا ) وإن يجدوا عَرَضًا مثله يأخذوه.
وقال قتادة في: ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ) أي: والله، لخلف سوء، ورثوا الكتاب بعد أنبيائهم ورسلهم، ورثهم الله وعهد إليهم، وقال الله في آية أخرى:
{ http://www.qurancomplex.org/b2.gif فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِhttp://www.qurancomplex.org/b1.gif}
[مريم:59]،
قال ( يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا )
تمنوا على الله أماني، وغرَّة يغترون بها،
( وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ )
لا يشغلهم شيء عن شيء، ولا ينهاهم شيء عن ذلك، كلما هف لهم شيء من [أمر] http://www.qurancomplex.org/MARGNTIP.gif الدنيا أكلوه، ولا يبالون حلالا كان أو حرامًا.
وقال السُّدِّي [في] http://www.qurancomplex.org/MARGNTIP.gif قوله: ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ) إلى قوله: ( وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ) قال: كانت بنو إسرائيل لا يستقضون قاضيا إلا ارتشى في الحكم، وإن خيارهم اجتمعوا، فأخذ بعضهم على بعض العهود ألا يفعلوا ولا يرتشى، فجعل الرجل منهم إذا استقضى ارتشى، فيقال له: ما شأنك ترتشي في الحكم، فيقول: "سيغفر لي (http://www.ataaalkhayer.com/)"، فتطعن عليه البقية الآخرون من بني إسرائيل فيما صنع، فإذا مات، أو نـزع، وجعل مكانه رجل ممن كان يطعن عليه، فيرتشي. يقول: وإن يأت الآخرين عرض الدنيا يأخذوه.
< 3-499 >
قال الله تعالى:
{ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ }
يقول تعالى منكرًا عليهم في صنيعهم هذا، مع ما أخذ عليهم من الميثاق ليبينن الحق للناس، ولا يكتمونه كقوله:
{ http://www.qurancomplex.org/b2.gif وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَhttp://www.qurancomplex.org/b1.gif }
[آل عمران:187]
وقال ابن جُرَيْج: قال ابن عباس:
( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ )
قال: فيما يوجبون على الله من غفران ذنوبهم التي لا يزالون يعودون فيها، ولا يتوبون منها.
وقوله تعالى: ( وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) يرغبهم تعالى في جزيل ثوابه، ويحذرهم من وبيل عقابه، أي: وثوابي وما عندي خير لمن اتقى المحارم، وترك هوى نفسه،
وأقبل على طاعة ربه.
( أَفَلا تَعْقِلُونَ ) يقول: أفليس لهؤلاء الذين اعتاضوا بعَرَض الدنيا عما عندي عقل يردعهم عما هم فيه من السفه والتبذير؟ ثم أثنى تعالى على من تمسك بكتابه الذي يقوده إلى اتباع رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كما هو مكتوب فيه، فقال تعالى ( وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ ) أي: اعتصموا به واقتدوا بأوامره، وتركوا زواجره
{ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ }

http://www5.0zz0.com/2011/11/18/11/188536046.jpg