المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4367


حور العين
12-20-2018, 07:52 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

الاستعاذة من شيطان الصلاة



الحرب بين الإنسان والشيطان حرب أبدية، ولن يترك الشيطان للإنسان

فُسْحة من الوقت دون وسوسة وإضلال، ولن يترك ميدانًا يمكن أن يُهلكه

فيه إلا واستغلَّه؛ قال تعالى واصفًا خطة الشيطان في حربه للإنسان:



{ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ}

[الأعراف: 17]،



ومن أعظم الميادين التي يسعى فيها الشيطان لإضلال الإنسان ميدان

الصلاة؛ فالمسلم في الصلاة يقف بين يدي ربِّه، وفي أقرب حالاته منه،

وفرصة التوبة من الذنوب كبيرة، وفرصة العفو من الله عظيمة؛

لهذا يسعى الشيطان بكل طاقته إلى أن يصرف المسلم عن صلاته أصلاً

فلا يُصلِّيها، فإن فشل في ذلك سعى إلى إلهاء المسلم عن الخشوع

في صلاته، ولقد بلغ من إبليس الحرص على تضييع صلاة المسلم أن

خصَّص له أحد جنوده لا يفعل شيئًا معه إلا الإلهاء عن الصلاة، وهذا

الجندي الشيطاني اسمه خنزب! وقد أخبرنا به رسول الله

صلى الله عليه وسلم، وكانت له سُنَّة نبوية جليلة في التخلُّص

من وسوسته؛ فقد روى مسلم عن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ رضي الله عنه،

أَنَّه أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:



( يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاَتِي وَقِرَاءَتِي

يَلْبِسُهَا عَلَيَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

"ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ،

وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثًا". قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي ).



والحالة التي وصفها عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه لرسول الله

صلى الله عليه وسلم يبدو أنها حالة زائدة عن الحدِّ المعتاد في السهو

في الصلاة، فلا يدري عندها معاني ما يقرأ، ولا قدر ما صلَّى، وهي الحالة

التي يُسَنُّ فيها أن تستعيذ من الشيطان الرجيم ثم تتفل تفلاً خفيفًا على

الكتف الأيسر؛ أما مجرَّد السهو العابر في الصلاة فلا يتطلَّب هذا؛ وذلك

لكي لا ندخل في وسواس الانشغال بالشيطان والخوف منه.





أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين