المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متفرقات في الاستغفار (4)


حور العين
12-26-2018, 07:08 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641


من عجائب الاستغفار



قال القاضي أبو بكر بن العربي : سأل المغفرة من تركه ذكر الله في تلك

الحالة، ثم قال : فإن قيل إنما تركه بأمر ربه فكيف يسأل المغفرة عن فعل

كان بأمر الله ؟ والجواب : أن الترك وإن كان بأمر الله إلا أنه من قبل

نفسه وهو الاحتياج إلى الخلاء ) انتهى .



فإن قيل : قد غفر له صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر

فما معنى سؤاله المغفرة ؟ يقال : كان النبي صلى الله عليه وسلم

يطلب المغفرة من ربه قبل أن يعلمه أنه قد غفر له، وكان يسألها بعد ذلك؛ لأنه

غُفِرَ له بشرط استغفاره، ورُفِعَ إلى شرف المنزلة بشرط أن يجتهد في

الأعمال الصالحة والكل له حاصل بفضل الله تعالى، قاله ابن العربي

(تحفة الأحوذي) .



قال الفقيه : حدثنا أبي - رحمه الله تعالى - بإسناده عن أبي هريرة

رضى الله عنه أنه قال : من رزق ستًا لم يحرم ستًا؛ من رزق الشكر لم

يحرم الزيادة؛ لقوله تعالى :

{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}

[إبراهيم : 7] .



ومن رزق الصبر لم يحرم الثواب؛ لقوله تعالى :

{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا

حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

[الزمر: 10] .



ومن رزق التوبة لم يحرم القبول؛ لقوله تعالى :

{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}

[الشورى : 25] .



ومن رزق الاستغفار لم يحرم المغفرة؛ لقوله تعالى :

{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}

[نوح : 10] .



ومن رزق الدعاء لم يحرم الإجابة؛ لقوله تعالى :

{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي

سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}

[غافر : 60] .



ومن رزق النفقة لم يحرم الخلف؛ لقوله تعالى :

{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ

مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}

[سبأ : 39] (بحر العلوم للسمرقندي) .



، فيؤمن على دعائهم .



قال بكر المزني : لو كان رجل يطوف على الأبواب كما يطوف المسكين

يقول : استغفروا لي، لكان قبوله أن يفعل .



ومن كثرت ذنوبه وسيئاته حتى فاقت العَدَّ والإحصاء، فليستغفر الله مما

علم الله، فإن الله قد علم كل شيء وأحصاه، كما قال تعالى :

{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ}

[المجادلة : 6] .



وفي حديث شداد بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم :

( أسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم،

إنك أنت علام الغيوب ) .



عن عبد الوهاب بن المنذر الصبي أنه قال : لكل شيء أول،

وأول الخير الاستغفار، قال تعالى :

{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}

[نوح : 10] يعني لا يزال يغفر للمستغفرين (حلية الأولياء) .



يحيى بن أيوب قال : حدثني بعض أصحاب وكيع الذين كانوا يلزمونه

قالوا : كان وكيع لا ينام حتى يقرأ ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ

المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفج

ر فيصلي ركعتين (صفة الصفوة) .



أربعة تجلب الرزق؛ قيام الليل وكثرة الاستغفار بالأسحار وتعاهد

الصدقة والذكر أول النهار وآخره (زاد المعاد) .



وقال يوسف بن الحسين : سمعت ذا النون يقول : الاستغفار جامع لمعان :

أولهما : الندم على ما مضى، الثاني : العزم على الترك، الثالث :

أداء ما ضيعت من فرض الله، الرابع : رد المظالم في الأموال والأعراض

والمصالحة عليها، الخامس : إذابة كل لحم ودم نبت على الحرام، السادس :

إذاقة ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية . (سير أعلام النبلاء) .