المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين


vip_vip
12-02-2011, 09:52 AM
سلسلة التابعون

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين

نسبه وقبيلته

هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، يكنى بأبي عبد الله . وأمه هي : فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ولهذا كان يقول : ولدني أبو بكر الصديق مرتين ، وكان مولده سنة ثمانين من الهجرة ، سنة سيل الجحاف الذي ذهب بالحجاج من مكة .


عده البعض في أتباع التابعين ، إلا أنه من الظاهر قد رأى سهل بن سعد وغيره من الصحابة، وروى عن أبيه ، وعن عروة بن الزبير وعطاءٍ ونافع والزهري وابن المنكدر وله أيضاً عن عبيد بن أبي رافع .


وأخذ عنه أبو حنيفة وابن جريج وشعبة و السيانان ومالك ووهيب وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وخلق غيرهم كثيرون . وروى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة .

أهم ملامح شخصيته :

غزارة علمه وفقهه

جاء في سير الأعلام قال الخليل بن أحمد سمعت أبو سفيان الثوري يقول: قدمت مكة فإذا أنا بأبي عبد الله جعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح فقلت : يا ابن رسول الله ، لم جعل الموقف من وراء الحرم، ولم يصير في المشعر الحرام ؟ فقال : الكعبة بيت الله ، والحرم حجابة ، والموقف بابه، فلما قصده الوافدون أوقفهم بالباب يتضرعون ، فلما أذن لهم في الدخول أدناهم من الباب الثاني وهو المزدلفة ، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم ، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم ، فلما قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت حجابًا بينه وبينهم أمرهم بزيارة بيته على طهارة . قال : فلم كره الصوم أيام التشريق ؟ قال : لأنهم في ضيافة الله ولا يجب على الضيف أن يصوم عند من أضافه . قلت : جعلت فداك فما بال الناس يتعلقون بأستار الكعبة وهي خرق لا تنقع شيئًا؟ قال : ذاك مثل رجل بينه وبين رجل جرم فهو يتعلق به ويطوف حوله رجاء أن يهب له ذلك ذاك الجرم .


وسُئل الإمام أبو حنيفة عن أفقه من رأى فقال : ما رأيت أحدًا أفقه من جعفر بن محمد ؛ وذلك لما أقدمه أبو جعفر المنصور الحيرة بعث إلي فقال : يا أبا حنيفة ، إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له من مسائلك الصعاب ، فهيأت له أربعين مسألة ، ثم بعث إلي أبو جعفر فأتيته بالحيرة (http://www.ataaalkhayer.com/)فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخل لأبي جعفر ، فسلمت وأذن لي فجلست ثم التفت إلى جعفر فقال : يا أبا عبد الله ، تعرف هذا ؟ قال : نعم هذا أبو حنيفة ثم أتبعها قد أتانا ثم قال : يا أبا حنيفة هات من مسائلك نسأل أبا عبد الله ، وابتدأت أسأله وكان يقول في المسألة : أنتم تقولون فيها كذا وكذا ، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا ، ونحن نقول كذا وكذا ، فربما تابعنا وربما تابع أهل المدينة وربما خالفنا جميعا حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة ، ثم قال أبو حنيفة أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس .

بذله للنصيحة

يقول الإمام مالك بن أنس : قال له سفيان : لا أقوم حتى تحدثني ، قال جعفر: أما إني أحدثك وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان ، إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها ؛ فإن الله قال في كتابه : {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} ، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار؛ فإن الله قال في كتابه :
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}
يعني في الدنيا
{وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}
في الآخرة . يا سفيان ، إذا حزبك أمر من سلطان أو غيره فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة فعقد سفيان بيده وقال : ثلاث وأي ثلاث قال جعفر : عقلها والله أبو عبد الله ولينفعه الله بها .

الكرم

جاء في تهذيب سير الأعلام عن هياج بن بسطام قال : كان جعفر بن محمد يُطعم حتى لا يبقى لعياله شيء .

البلاغة و حسن المنطق والبيان والأدب مع الله

جاء في سير أعلام النبلاء عن الفضل بن الربيع عن أبيه قال: دعاني المنصور فقال : إن جعفرًا يلحد في سلطاني قتلني الله ، إن لم أقتله فأتيته فقلت : أجب أمير المؤمنين فتطهر ولبس ثيابا فأقبلت به فاستأذنت له فقال : أدخله قتلني الله إن لم أقتله ، فلما نظر إليه مقبلاً قام من مجلسه فتلقاه وقال : مرحبًا بالنقي الساحة البريء من الدغل والخيانة، أخي وابن عمي، فأقعده معه على سريره وأقبل عليه بوجهه وسأله حاله ثم قال : سلني حاجتك فقال : أهل مكة والمدينة قد تأخر عطائهم فتأمر لهم به قال : أفعل ثم قال : يا جارية ، ائتني بالتحفة فأتته بمدهن زجاج فيه غالية فغلفه بيده وانصرف ؛ فاتبعته فقلت : يا ابن رسول الله ، أتيت بك ولا أشك أنه قاتلك فكان منه ما رأيت ، وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول فما هو ؟ قال : قلت : اللهم أحرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بركنك الذي لا يرام و أحفظني بقدرتك علي ّ ولا تهلكني وأنت رجائي رب كم من نعمة أنعمت بها عليّ قل لك عندي شكرها ؟ وكم من بلية ابتليتني بها قل لها عندك صبري؟ فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني ، ويا ذا النعم التي لا تحصى أبدًا، ويا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدًا ، أعني على ديني بدنيا وعلى آخرتي بتقوى ، و أحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما خطرت، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة اغفر لي مالا يضرك ، وأعطني مالا ينقصك ، يا وهاب أسألك فرجًا قريبًا وصبرًا جميلاً والعافية من جميع البلايا وشكر العافية .

الحب الشديد لأبي بكر وعمر وبغض من يبغضهما

جاء في تهذيب سير الأعلام " عن سالم بن أبي حفصة قال : سألت أبا جعفر وابنه جعفرًا عن أبي بكر وعمر فقال : يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى ثم قال جعفر: يا سالم أيسب الرجل جده ؟ أبو بكر جدي لا نالتني شفاعة محمد يوم القيامة ، لم أكن أتولهما وأبرأ من عدوهما ".


كان جعفر إذا أخذت منه العفو لم يكن به بأس وإذا حملته حمل على نفسه

من كلماته

يقول جعفر بن محمد: إذا بلغك عن أخيك ما يسوؤك فلا تغتم فإنه إن كان كما يقول كانت عقوبة عجلت، وإن كان على غير ما يقول كانت حسنة لم تعملها.


وكان يقول : إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب وتورث النفاق .


وكان يقول : الصلاة قربان كل تقي، والحج جهاد كل ضعيف ، وزكاة البدن الصيام، والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر، واستنزلوا الرزق بالصدقة، وحصنوا أمولاكم بالزكاة ، وما عال من اقتصد ، والتقدير نصف العيش وقلة العيال اليسارين ، ومن أحزن والديه فقد عقهما ، ومن ضرب بيده على فخذه عند مصيبة فقد حبط أجره، والصنيعة لا تكون صنيعة لا عند ذي حسب أو دين والله ينزل الصبر على قدر المصيبة ، وينزل الرزق على قدر المؤنة ، ومن قدر معيشته رزقه الله ، ومن بذر معيشته حرمه الله .


ومن كلامه عن الأخوة والصداقة : لا تكون الصداقة إلا بحدودها فمن كان فيه شيء من هذه الخصال أو بعضها فانسبه إلى الصداقة ثم حدها فقال : أول حدودها أن تكون سريرته وعلانيته لك سواء .


و الثانية أن يرى شينك شينه وزينك زينة.


و الثالثة لا يغيره مال و لا ولاية .


الرابعة لا يمنعك شيئًا تناله يده .


و الخامسة و هي تجمع هذه الخصال وهي أن لا يسلمك عند النكبات .


قالوا عنه


قال عنه ابن معين : ثقة مأمون .


وقال أبو حاتم : ثقة لا يُسأل عن مثله .


وقال ابن حبان : من سادات أهل البيت وعباد أتباع التابعين وعلماء أهل المدينة .

الوفاة

مات سنة ثمان وأربعين ومائة وهو بن ثمان وستين سنة .

المصادر

- الثقات لابن حبان - طبقات بن خياط


- تهذيب الكمال - التاريخ الكبير


- إسعاف المبطأ برجال الموطأ - الوافي بالوفيات