المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 05.12.1432


vip_vip
12-08-2011, 12:56 PM
حديث اليوم
مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي : أَنَّ الْعَجْمَاءَ جَرْحُهَا جُبَارٌ
وَ فِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ )

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَ أَبِي سَلَمَةَ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه :
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ قَالَ :

( الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ وَ الْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَ الْبِئْرُ جُبَارٌ وَ فِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ )

قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ
وَ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيِّ وَ جَابِرٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
الشــــــــــــــــروح :

قَوْلُهُ : ( الْعَجْمَاءُ )
أَيِ الْبَهِيمَةُ ، وَ هِيَ فِي الْأَصْلِ تَأْنِيثُ الْأَعْجَمِ وَ هُوَ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى الْكَلَامِ ،
سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ ( جُرْحُهَا ) بِضَمِّ الْجِيمِ وَ فَتْحِهَا وَ الْمَفْهُومُ مِنَ النِّهَايَةِ نَقْلًا عَنِ الْأَزْهَرِيِّ
أَنَّهُ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرَ ؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ وَ بِالضَّمِّ الْجِرَاحَةُ ( جُبَارٌ ) بِضَمِّ الْجِيمِ أَيْ هَدَرٌ ،
أَيْ إِذَا أَتْلَفَتِ الْبَهِيمَةُ شَيْئًا وَ لَمْ يَكُنْ مَعَهَا قَائِدٌ وَ لَا سَائِقٌ وَ كَانَ نَهَارًا فَلَا ضَمَانَ ،
وَ إِنْ كَانَ مَعَهَا أَحَدٌ فَهُوَ ضَامِنٌ ؛ لِأَنَّ الْإِتْلَافَ حَصَلَ بِتَقْصِيرِهِ ، وَ كَذَا إِذَا كَانَ لَيْلًا لِأَنَّ الْمَالِكَ قَصَّرَ
فِي رَبْطِهَا إِذِ الْعَادَةُ أَنْ تُرْبَطَ الدَّوَابُّ لَيْلًا وَ تُسَرَّحَ نَهَارًا ، كَذَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ وَ ابْنُ الْمَلِكِ
) وَ الْمَعْدِنُ ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَ كَسْرِ الدَّالِ مَكَانٌ يَخْرُجُ مِنْهُ شَيْءٌ مِنَ الْجَوَاهِرِ وَ الْأَجْسَادُ الْمَعْدِنِيَّةُ
مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ عَدَنَ بِالْمَكَانِ إِذَا أَقَامَ بِهِ
( وَ الْبِئْرُ ) بِهَمْزٍ وَ يُبْدَلُ ( جُبَارٌ ) أَيْ إِذَا اسْتَأْجَرَ حَافِرًا لِحَفْرِ الْبِئْرِ أَوِ اسْتِخْرَاجِ الْمَعْدِنِ
فَانْهَارَ عَلَيْهِ لَا ضَمَانَ ، وَ كَذَا إِذَا وَقَعَ فِيهِ إِنْسَانٌ فَهَلَكَ إِنْ لَمْ يَكُنِ الْحَفْرُ عُدْوَانًا
وَ إِنْ كَانَ فَفِيهِ خِلَافٌ ( وَ فِي الرِّكَازِ ) بِكَسْرِ الرَّاءِ ( الْخُمُسُ ) اعْلَمْ أَنَّ مَالِكًا -رَحِمَهُ اللَّهُ-
وَ الشَّافِعِيَّ - رَحِمَهُ اللَّهُ – وَ الْجُمْهُورَ حَمَلُوا الرِّكَازَ عَلَى كُنُوزِ الْجَاهِلِيَّةِ الْمَدْفُونَةِ فِي الْأَرْضِ ،
وَ قَالُوا : لَا خُمُسَ فِي الْمَعْدِنِ بَلْ فِيهِ الزَّكَاةُ إِذَا بَلَغَ قَدْرَ النِّصَابِ ،
وَ هُوَ الْمَأْثُورُ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَ صَلَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْأَمْوَالِ
وَ عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ .
وَ أَمَّا الْحَنَفِيَّةُ فَقَالُوا : الرِّكَازُ يَعُمُّ الْمَعْدِنَ وَ الْكَنْزَ فَفِي كُلِّ ذَلِكَ الْخُمُسُ ،
وَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْجُمْهُورُ مِنَ التَّفْرِقَةِ بَيْنَ الرِّكَازِ وَ الْمَعْدِنِ - تعريفها و المقدار الواجب فيهما -
هُوَ الظَّاهِرُ لِأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - قَالَ : الْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَ فِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ .
عَطَفَ الرِّكَازَ عَلَى الْمَعْدِنِ وَ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا فِي الْحُكْمِ ، فَعُلِمَ مِنْهُ أَنَّ الْمَعْدِنَ لَيْسَ بِرِكَازٍ
عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - بَلْ هُمَا شَيْئَانِ مُتَغَايِرَانِ ، وَ لَوْ كَانَ الْمَعْدِنُ رِكَازًا عِنْدَهُ لَقَالَ :
الْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَ فِيهِ الْخُمُسُ ، وَ لَمَّا لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ ظَهَرَ أَنَّهُ غَيْرُهُ لِأَنَّ الْعَطْفَ يَدُلُّ عَلَى الْمُغَايَرَةِ .
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي فَتْحِ الْبَارِي : وَ الْحُجَّةُ لِلْجُمْهُورِ لِلتَّفْرِقَةِ
مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - بَيْنَ الْمَعْدِنِ وَ الرِّكَازِ بِوَاوِ الْعَطْفِ فَصَحَّ أَنَّهُ غَيْرُهُ ، انْتَهَى .
وَ لِأَنَّ الرِّكَازَ فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ هُوَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْجُمْهُورُ ، وَ لَا شَكَّ فِي
أَنَّ النَّبِيَّ الْحِجَازِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ - تَكَلَّمَ بِلُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَ أَرَادَ بِهِ مَا يُرِيدُونَ مِنْهُ ،
قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي النِّهَايَةِ : الرِّكَازُ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ الْجَاهِلِيَّةُ الْمَدْفُونَةُ فِي الْأَرْضِ
وَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِرَاقِ الْمَعَادِنُ ، وَ الْقَوْلَانِ تَحْتَمِلُهُمَا اللُّغَةُ ؛ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا مَرْكُوزٌ فِي الْأَرْضِ
أَيْ ثَابِتٌ يُقَالُ رَكَزَهُ يَرْكُزُهُ رَكْزًا إِذَا دَفَنَهُ وَ أَرْكَزَ الرَّجُلُ إِذَا وَجَدَ الرِّكَازَ ،
وَ الْحَدِيثُ إِنَّمَا جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ الْأَوَّلِ وَ هُوَ الْكَنْزُ الْجَاهِلِيُّ ،
وَ إِنَّمَا كَانَ فِيهِ الْخُمُسُ لِكَثْرَةِ نَفْعِهِ وَ سُهُولَةِ أَخْذِهِ ، انْتَهَى .
وَ فِي الْمِرْقَاةِ لِعَلِيٍّ الْقَارِي : وَ أَمَّا مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : فِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ ، قِيلَ : وَ مَا الرِّكَازُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ : الذَّهَبُ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ فِي الْأَرْضِ يَوْمَ خُلِقَتِ الْأَرْضُ