المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشكلة ‏( بريد الجمعة )‏ 1


adnan
12-16-2011, 03:39 PM
استشارة و طلب من قلب محب
سارة - مصر :
لأول مرة في حياتي يا سيدي أحدّث أحدًا في هذا الموضوع،
حتى أقرب الأقربين..!! كنت أستحيي أن أحدثهم في ذلك؛
فأنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري لم يتقدم أي شخص لخطبتي،
إلا أنني كثيرًا ما أجد البنات من حولي يتقدم لهنَّ الكثير من الخطَّاب؛
فمنهم من يفوق الخمسين شخصًا،
وغيرها يفوق العشرين وهكذا، فكل يومين تقابل شخصًا، أما أنا فلا!!.
أنا بفضل الله مؤمنة بأن الزواج قسمة ونصيب،
وأن كل فرد سيجد زوجه الذي كتبه الله له ولو بعد حين،
ولكني كثيرًا ما أفكر لماذا لا يأتي إليَّ الخطاب كغيري من البنات،
فأنا أعمل بشكل يومي، واجتماعية،
وأتحرك هنا وهناك، فلست منعزلةً في بيتنا بحيث لا يراني أحد!.
كثيرًا ما ينتابني شعور بأني دميمة أو قبيحة؛
لذلك فأنا غير مرغوب فيَّ، ومرات أخرى أقول لنفسي:
لأني لست على قدر من الجمال فهذا هو السبب؛
لأن الرجال يودون خطبة الجميلات.
كيف أرضى بأمر الله؟
وكيف لا أتأثر بكلام الفتيات من حولي عن الخطَّاب الذين يأتونهن؟!
وأنهنَّ يشترطْن عليهم كثيرًا فيرفضْن هذا لسبب تافه ويرفضْن هذا لسبب أتفه!!
وأنا لا أجد من يتقدم إليّ، ولماذا لا يتقدم لي أحد؟
وبمَ تنصحوني أن أفعل كلما يراودني هذا التفكير؟!
* و قد أجابنى عنها الدكتور أسامة يحيى - الاستشاري الاجتماعي
إن الحمد لله، الواحد الأحد، والصلاة والسلام على خير خلقه وخاتم رسله، وبعد..
ابنتي الغالية.. من طبيعة البنات كما تعلمين المبالغة وإشعال نيران الغيرة وادِّعاء أمور وتضخيم أحداث،
فمن النادر أن يتقدم لخطبة فتاة واحدة خمسون شابًّا،
وألا يحظى واحد منهم بقبولها ورضاها!!!،
فأنصحك بعدم تعقُّب كل متحدثة مفتخرة تظهر أمام أترابها أن الإقبال عليها غزير منقطع النظير،
وأن الشباب يتوافدون إليها تترا،
ويتزاحمون على بابها يطلبون يدها،
وكأنها حازت من الجواذب والمفاتن ما لا يتوافر في بنات جنسها.
ليس المطلوب منك يا ابنتي أن تقابلي الكثير من الشباب حتى تتزوجي؛
فهذا مزلق شيطاني؛ فالذي لا تعرفه الفتاة أن الشاب يحب أن يمكث مع الفتاة
ويحادث الفتاة ويلهو مع الفتاة ويلعب بالفتاة، ولكنه عندما يقدم على الزواج ينتقي
الفتاة التي لم يمكث معها شاب أو يحادثها شاب أو يلهو معها شاب أو يلعب بها شاب.
فمن تحرص على تعريض نفسها للشباب بأي شكل وتقابل الكثير منهم على
أي صورة بغرض اصطياد واحد منهم فقد أتاهت من الحيرة نفسها، وأذهبت في اللقاءات جهدها،
وأتعبت في المقارنات أعصابها، وأضاعت في المحادثات وقتها، وانسلخ في الطموحات عمرها،
وما ذكرتيه من أن هناك من تقدَّم لها 50 شابًّا أو 20 شابًّا ورفضت هذا لسبب تافه،
وذاك لسبب أتفه؛ لدليل على أن هذا مصير من تقابل الكثير من الشباب.
فلا يهم يا ابنتي أن يتقدم إلى الفتاة شاب واحد أو عشرة أو خمسون؛
لأنها في النهاية ستتزوج واحدًا فقط، لا يهم العدد الذي يتقدم، بل الأهم أن يأتي المناسب منهم.
لأن البنات مختلفات؛ فقد جعل الله تعالى برحمته أذواق الرجال مختلفة،
ولولا هذا لازدحم الرجال وتقاتلوا على صنف واحد من النساء،
فلو أراد كل الرجال البيضاء فقط لتعنَّست كل زنجية، أو أرادوا النحيفات فقط لتعست البدينة،
ولكن هذا لا يحدث أبدًا؛ فكما يقال في الأمثال المأثورة
"الطيور على أشكالها تقع"، وفي الدارجة "كل فولة ولها كيال"،
فصفاتك قد لا يقبل عليها بعض من أصناف الرجال،
ولكنها مقبولة ومرغوبة من أصناف أخرى منهم.
أنت يا ابنتي في حاجة لأن تثقي في الله، ثم في نفسك، وتتقبلي نفسك وتتقبلي شكلك الذي وهبه الله لك،
فأنت بالقطع فيك حُسن، أما ما ترينه بك من دمامة وقبح فذلك مبعثه ضعف ثقتك بنفسك
وضعف تقبلك لنفسك؛ فالدمامة الحقيقية والقبح الحقيقي هي دمامة الأخلاق وقبح البعاد عن الله.
تقبلي يا ابنتي نفسك وشكلك، وليس عليك للسعي للزواج أن ترتكبي الحرام فتخالطي
الشباب وتعرِّضي نفسك عليهم وتكثري من فرص التقائك بهم، فإننا كبشر بأيدينا أمور
وليس بأيدينا أمور أخرى، فالذي بأيدينا الصبر والقناعة وتحرّي الحلال والذي ليس
بأيدينا أرزاقنا متى تأتي وكيف تأتي؟! فلا ننشغل بما هو ليس بأيدينا عما هو بأيدينا،
فنترك ما علينا ونحمِّل أنفسنا ما ليس علينا.
لم يتقدم إليك أحد؛ لأنه لم يحِن الوقت الذي قدَّره الله لك ليتقدم إليك أحد،
فالزواج رزق مثل بقية الأرزاق يأتي في الوقت المقدّر له، فالله برحمته يختبرك ويختبر صبرك،
وإني على ثقة بالله أنه عز وجل يكنز لك خيرًا كثيرًا،
فهو تبارك وتعالى لا ينسى من خلق ولكن خلقه هم الذين ينسونه.
أدعو الله لك أن يرزقك زوجًا تنعمين معه بحياة هنيئة وترزقين منه بالذرية الطيبة،
فهو على ذلك قدير وبالإجابة جدير.