المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح الدعاء من الكتاب و السنة( 40)


حور العين
04-01-2019, 07:42 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

شرح الدعاء من الكتاب و السنة( 40)


شرح دعاء

اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ، و درك الشقاء ، و سوء القضاء ،

و شماتة الأعداء



{ اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ،

وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ }.



المفردات :



قوله : (جهد البلاء) : الجَهد بالفتح هو كل ما يصيب المرء من شدة

و مشقة ، وبالضم ما لا طاقة له بحمله ، و لا قدرة له على دفعه .

قوله: (درك الشقاء) الدَّرَك : اللحوق و الوصول إلى الشيء ، و الشقاء ،

هو الهلاك ، أو ما يؤدي إلى الهلاك ، و هو نقيض السعادة .



قوله : (سوء القضاء) : ما يسوء الإنسان و يحزنه ، و يوقعه في

المكروه من الأقضية المُقدَّرة عليه .



قوله : (شماتة الأعداء) : فرحة الأعداء ببلاء يُصيب العبد .



الشرح :



كان النبي صلى الله عليه و سلم يُكثر من هذا الدعاء ، و أمر به أيضاً

فدلّ على شدّة أهمّيته ، و العناية به لما احتواه من عظيم الاستعاذات ،

و شمولها ، في أهمّ المهمّات ، في أمور الدين والدنيا و الآخرة .



قوله : (اللَّهم إني أعوذ بك من جهد البلاء) : اللَّهمّ أجرني من شدّة البلاء

و مشقّته ، و الذي ما لا طاقة لي بحمله ، و لا أقدر على دفعه ، سواء

كان هذا البلاء جسدياً كالأمراض و غيرها ، أو كان بلاء معنوياً ذِكرياً

كأن يُسلِّط عليَّ من يؤذيني بالسبّ والشتم و الغيبة والنميمة والبهتان

وغير ذلك، فهذه استعاذة من جميع البلاءات بشتى أنواعها وأشكالها .



قوله : (ودَرَك الشقاء) : وأجرني من أن يلحقني مشقّة ، و هلكة في دنياي ،

في نفسي ، و أهلي ، و مالي ، و في آخرتي ، من عقوبة و عذاب بما

اقترفته بسبب الذنوب والآثام .



قوله : (وسوء القضاء) هو ما يسوء الإنسان و يحزنه أو يوقعه في

المكروه من القضية المقدّرة عليه ، و هو شامل في الدين، و الدنيا ،

في النفس ، و الأهل ، و المال ، و الولد ، و الخاتمة ،

و هذه الاستعاذة تتضمّن الحفظ في كل الأمور المذكورة .



و الاستعاذة من سوء القضاء لا يخالف الأمر بالرضا بالقضاء ؛

فإن الاستعاذة منه من قضاء اللَّهسبحانه و تعالى و قدره ، و التي شرعها

لنا و جعلها سُنّة لعباده ؛ لهذا يجب أن يعلم أن القضاء باعتبار العباد

ينقسم إلى قسمين : خير و شر ، فشرع لهم سبحانه الدعاء بالوقاية

من شره ، و الاستعاذة منه ، فهذا في القضاء المقضي المخلوق ، أما قضاء

اللَّه الذي هو حكمه وفعله، فكلّه خير لا شرّ فيه أبداً . كما قال النبي

صلى الله عليه و سلم ( و الشر ليس إليك ) .

لكماله جلّ و علا من كل الوجوه، فلا يدخل الشرّ في صفاته

ولا في أفعاله ، و لا يلحق في ذاته جلّ و علا .



قوله : (شماتة الأعداء): فرح الأعداء بما ينزل على الشخص من مكروه ،

و سوء و محنة ، فينكأ القلب عندها ، و يحزن ، و يبلغ من النفس أشدّ مبلغ ،

و قد يؤدّي إلى العداوة و البغضاء و الحقد ، و قد يُفضي إلى استحلال

ما حرّمه اللَّه تعالى من القتال والانتقام و التعدي و الظلم ؛

لهذا أستعيذ منه لخطورته .



فدلّ هذا الدعاء الجليل على أنه من جوامع الكلم التي أوتيها النبي صلى

الله عليه و سلم الذي جمع الاستعاذة من جميع الشرور في الدين و الدنيا ،

فاعتن بهذا الدعاء العظيم في ليلك و نهارك ، و في سفرك وحضرك،

حتى تكون في حفظ اللَّه و عصمته من جميع شرور الدنيا و الآخرة .