المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحلى الحكايات من كتاب الأذكياء


vip_vip
12-23-2011, 09:25 AM
أحلى الحكايات من كتاب الأذكياء

لابن الجوزي

في ذكر من احتال فانعكس عليه مقصوده (http://www.ataaalkhayer.com/)

· روي أن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري كان في حبس الحجاج , وكان يعذبه , وكان كل من مات من الحبس رفع خبره إلى الحجاج , فيأمر بإخراجه وتسليمه إلى أهله , فقال بلال للسجان :


خذ مني عشرة آلاف درهم وأخرج اسمي إلى الحجاج في الموتى, فإذا أمرك بتسليمي إلى أهلي هربت في الأرض , فلم يعرف الحجاج خبري , وان شئت أن تهرب معي فافعل وعليّ غناك أبدا .


فأخذ السجان المال ورفع اسمه في الموتى .


فقال الحجاج : مثل هذا لا يجوز أن يخرج إلى أهله حتى أراه , هاته .


فعاد إلى بلال فقال : اعهد .


قال : وما الخبر؟


قال: إن الحجاج قال كيت و كيت , فان لم أحضرك إليه ميتا قتلني , وعلم أني أردت الحيلة عليه , ولا بد أن أقتلك خنقا .


فبكى بلال وسأله أن لا يفعل , فلم يكن إلى ذلك طريق . فأوصى و صلّى , فأخذه السجان وخنقه , وأخرجه إلى الحجاج فلما رآه ميتا قال :


سلّمه إلى أهله .


فأخذوه , وقد اشترى الموت لنفسه بعشرة آلاف درهم , ورجعت الحيلة عليه .



· روي أن عضد الدولة بعث القاضي أبا بكر الباقلاني في رسالة إلى ملك الروم , فلما ورد مدينته عرف الملك خبره ومحلّه من العلم, ففكر الملك في أمره , وعلم أنه لا يفكر له إذا دخل عليه كما جرى رسم الرعيّة أن يقبّل الأرض بين يدي الملك , فتجنبت له الفكرة أن يضع سريره الذي يجلس عليه وراء باب لطيف لا يمكن أن يدخل أحد منه إلا راكعا ليدخل القاضي منه على تلك الحال .


فلما وصل القاضي إلى المكان فطن بالقصّة , فأدار ظهره و حنى رأسه , ودخل من الباب وهو يمشي إلى خلفه , وقد استقبل الملك بدبره حتى صار بين يديه , ثم رفع رأسه وأدار وجهه حينئذ إلى الملك, فعلم الملك من فطنته وهابه .



· وقد روينا أن مزينة أسرت ثابتا أبا حسان الأنصاري , وقالوا : لا نأخذ فداءه إلا تيسا.


فغضب قومه وقالوا : لا نفعل هذا .


فأرسل إليهم أن أعطوهم ما طلبوا . فلما جاؤوا بالتيس قال :


أعطوهم أخاهم وخذوا أخاكم .


فسموا مزينة التيس , فصار لهم لقبا وعبثا .



· حدثني أبو بكر الخطاط قال :


كان رجل فقيه خطه في غاية الرداءة , فكان الفقهاء يعيبونه بخطه , ويقولون : لا يكون خط أردأ من خطّك .


فيضجر من عيبهم إياه , فمرّ! يوما بمجلّد يباع فيه خط أردأ من خطه , فبالغ في ثمنه , فاشتراه بدينار وقيراط, و جاء به ليحتج عليهم إذا قرؤوه .


فلما حضر معهم أخذوا يذكرون قبح خطه , فقال لهم : قد وجدت أقبح من خطي وبالغت في ثمنه , حتى أتخلّص من عيبكم .


فأخرجه فتصفحوه , و إذا في آخره اسمه وأنه كتبه في شبابه , فخجل من ذلك .