المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واعـظ على فـراش المـوت


vip_vip
01-13-2012, 08:24 AM
واعـظ على فـراش المـوت (http://www.ataaalkhayer.com/)

http://dc04.arabsh.com/i/00392/qzxh4ia38get.jpg (http://www.ataaalkhayer.com/)


عندما يمرض الإنسان فإنه لا يهتم إلا بنفسه ، بل هو محتاج إلى من يهتم به .


فكيف إذا كان على فراش الموت ، وهو يُعاين الهلاك ؟


لكن هذا الواعظ ما انشغل عن رسالته بمرض الموت


بل ولا بالموت الذي وقف على مشارفه


فما ترك الأمر والنهي ، ولا ترك الوعظ وهو على فراش موته


ذلكم هو المُحدَّث المُلهم



ذلكم هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه


الذي طعنته يد الغدر المجوسية ففار الدم فوراناً ، وكأنه عين تفجّرت .


حتى إنه لما سُقي اللبن خرج من جُرحه


فقال : ما أراني إلا ميت .



أخبر المسور بن مخرمة أنه دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن صلى الصبح من الليلة التي طعن فيها ، فأُوقظ عمر ، فقيل له : الصلاة يا أمير المؤمنين ، فقال عمر : نعم ، ولا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، فصلى عمر وجرحه يثعب دما .
رواه الإمام مالك .



فما ترك رسالته وعمله وصلاته ، وهو يقف على عتبة الهلاك


ودخل عليه ابن عباس رضي الله عنهما وقد وُضع عمر على سريره ، فتكنفه الناس يدعون ويُصلون قبل أن يُرفع ، وأنا فيهم ، فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي فإذا علي بن أبي طالب فترحّم على عمر

وقال : ما خلّفت أحداً أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منك ، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك ، وحسبت إني كنت كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ،
ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ،
وخرجت أنا وأبو بكر وعمر . )
رواه البخاري .



وفي تلك الحال دخل عليه شاب فجعل الشاب يُثني عليه ، فرآه عمر يجر إزاره ، فقال له : يا ابن أخي ! ارفع إزارك ، فإنه أتقى لربك ، وأنقى لثوبك . فكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : يا عجبا لعمر ! إن رأى حق الله عليه ، فلم يمنعه ما هو فيه أن تكلم به . رواه ابن أبي شيبة .



وولج عليه شاب من الأنصار فقال : أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله ؛ كان لك من القدم في الإسلام ما قد علمت ، ثم استخلفت فعدلت ، ثم الشهادة بعد هذا كله ، فقال : ليتني يا ابن أخي وذلك كفافا لا عليّ ولا لي . أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيرا أن يعرف لهم حقهم ، وأن يحفظ لهم حرمتهم ، وأوصيه بالأنصار خيرا

{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ }

أن يقبل من محسنهم ، ويعفي عن مسيئهم ،
وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم ،
وأن يُقاتل من ورائهم ، وأن لا يُكلفوا فوق طاقتهم .
رواه البخاري .


ولما أثنوا عليه لم يُعجبه ذلك ، فردّ عليهم .


فقد أثنوا عليه ، فقال :
راغب وراهب ، وددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا عليّ .
رواه البخاري .


وفي رواية للبخاري :


عن عمرو بن ميمون قال : فاحتُمل إلى بيته ، فانطلقنا معه وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ ،


فقائل يقول : لا بأس ، وقائل يقول : أخاف عليه ، فأُتي بنبيذ فشربه فخرج من جوفه ، ثم أُتي بلبن


فشربه فخرج من جرحه ، فعلموا أنه ميت ، فدخلنا عليه ، وجاء الناس فجعلوا يُثنون عليه ، وجاء رجل


شاب ، فقال : أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقدم في


الإسلام ما قد علمت ، ثم وليت فعدلت ، ثم شهادة .
قال :


وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي ، فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض . قال : ردّوا عليّ الغلام .


قال: ابن أخي !


ارفع ثوبك ، فإنه أنقى لثوبك ، وأتقى لربك . يا عبد الله بن عمر انظر ما عليّ من الدين .


فرضي الله عن عمر وأرضاه لقد كان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر وهو على فراش الموت .


أليس لنا فيه قدوة ، ونحن في أتم صحة وعافية ؟!


إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو صمام الأمان لهذه الأمة .


وهو سبب خيريّتها بين الأمم .


http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR-i8ccbFGxmlo40CCW24T7nEtk-b2xeh14JzYmf254VQcDFpwBAY5IcEDo



http://www5.0zz0.com/2011/11/18/11/188536046.jpg