المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح الدعاء من الكتاب والسنة (59)


حور العين
08-01-2019, 10:40 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

شرح الدعاء من الكتاب والسنة (59)

شرح دعاء اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ، وَ تَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ ،

وَ حُبَّ الْمَسَاكِينِ ، وَ أَنْ تَغْفِرَ لِي ، وَ تَرْحَمَنِي ، وَ إِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ

فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ ، وَ أَسْأَلُكَ حُبَّكَ ، وَ حُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ ، وَ حُبَّ عَمَلٍ

يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ



اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ

تَغْفِرَ لِي، وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، وَأَسْأَلُكَ

حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ) .



قال النبي صلى الله عليه وسلم

( إنها حق , فادرسوها ثم تعلموها ) .



الشرح :



هذا الدعاء المبارك الذي بين يديك يا عبد اللَّه، هو من أجمع الأدعية

وأكملها، وأجلّها قدراً وشأناً؛ لتضمّنه سؤال اللَّه تعالى التوفيق إلى

القيام بأفضل الأعمال من الصالحات, وسؤاله الوقاية من كل المنكرات

والسيئات، والفتن والمحن في الدين والمعاش، والمعاد، فينبغي للعبد

الإكثار منه, وفهم مقاصده ومدلولاته، والعمل بمضامينه؛ فإن من

[تعلَّمه] وعمل به نال السعادة والهنا في الدنيا، والبرزخ، والآخرة،

فمن جلالة هذا الدعاء، وعلو مكانته أن اللَّه تبارك وتعالى أمر حبيبه

النبي صلى الله عليه وسلم حينما رآه في المنام، ورؤية الأنبياء حق

فقال له: ( يا محمد، إذا صليت فقل: اللَّهم إني أسألك فعل الخيرات،

وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي، وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا

أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ،

وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ)،

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

( إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا وَتَعَلَّمُوهَا )،

فأمر صلى الله عليه وسلم بمدارسته وتعلّم معانيه ومقاصده، فدلّ

على خصوصية هذا الدعاء على غيره لهذه الأمور كما ترى.



قوله: ( اللَّهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات ) تضمّن هذا

السؤال طلب كل خير، وترك كل شرّ؛ فإن الخيرات: تجمع كل ما يحبه

اللَّه سبحانه وتعالى ويُقرّب إليه من الأعمال والأقوال، ومن الواجبات

والمستحبات. والمنكرات: تشمل كل ما يكرهه اللَّه تعالى، ويباعد عنه

من الأقوال والأعمال، فمن تحصَّل له هذا المطلوب، حصل له خير الدنيا

والآخرة , وهذا من الجوامع التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم فإنه

كان يحبّ مثل هذه الأدعية الجامعة، كما في حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ

عَنْهَا أنها قالت:

( كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع

ما سوى ذلك ) .



قوله: ( وحُبَّ المساكين ): حب المساكين يدخل من جملة فعل الخيرات،

وإنما أفرده بالذكر، وهو ما يُسمّى بعطف الخاص على العام لشرفه

وقوة العناية والاهتمام به، فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم

اللَّه أن يجعله منهم، ويرزقه الحشر والوفاة معهم

( اللَّهم أحيني مسكيناً، وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين ) .



وحب المساكين هو أصل الحب في اللَّه تعالى؛ لأنه ليس عندهم من الدنيا

ما يوجب محبتهم لأجله، فلا يحبون إلا للَّه عز وجل والحب في اللَّه

من أوثق عُرى الإيمان، وهو أفضل الإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم

( من أحب للَّه، وأبغض للَّه، وأعطى للَّه، ومنع للَّه، فقد استكمل الإيمان ) ،

وتذوق حلاوة الإيمان, قال النبي صلى الله عليه وسلم

( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ

إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ

فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ) ،