المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تشكي لي أبكي لك


vip_vip
01-27-2012, 11:01 PM
لا تشكي لي أبكي لك (http://www.ataaalkhayer.com/)

جرت عادةُ النساء ، أن لا يكتمن ألماً يتعرضنَّ له ..
و إن أُجبرِتْ على الكتمان ، فإنها تحترق بنارٍ شديدٌ لهبها !
http://www.sheekh-3arb.net/islam/Library/img/3ater/div/109.gif (http://www.ataaalkhayer.com/)
نخطئ خطأً كبيراً حين تأتينا امرأةٌ شاكية ، فبدل أن نأخذ بيدها و نؤمّن روعها ..
نبدأ بسرْدِ معاناتنا عليها ، و كأنها أتتْ تـَـسمع و لم تأتِ ليــُـسمَع لها .
http://www.sheekh-3arb.net/islam/Library/img/3ater/div/109.gif
لكي تكوني مـُـصلِـحة حقيقية .. يجب أن تكوني مستمعة جيدة لما يُقال لكِ ..
نستخدم كثيراً مِن الألفاظ التي تعطي رسائل للآخرين أنه
( محدش أحسن مِن حد !! )
على سبيل المثال ..
قولنا : كلنا ذوو هموم و لستِ وحدكِ !
و أنا حصل لي كذا و كذا و لازلتُ أعاني ...... إلخ مِن الألفاظ
التي تعطي شحنات سلبية للطرف الآخر
مما يجعلها تشعرُ بإحباط أنها اختارتكِ لتشكو لك .
http://www.sheekh-3arb.net/islam/Library/img/3ater/div/109.gif
تعوّدي على أن تقـْـبـِـلي على من تشكو إليكِ ،
اجعلي قسمات وجهكِ تعبّر عن حِرص و شدة انتباه
استمعي منها حتى النهاية ، و إن أردتِ أن تستشهدي ،
فقولي لها حكايات لكِ على سبيل التعريض
يعني لا تصرحّي لها بأنكِ مثلاً مررتِ بما مرّتْ به ..
و إنما قولي لها : أعرف امرأةً حصل لها كذا و كذا
http://www.sheekh-3arb.net/islam/Library/img/3ater/div/109.gif
انسجمي مع شكوى الشاكية و إذا فرغتْ هوّني عليها
و أسمـِـعيها عباراتِ الحُب لها و عباراتٍ أخرى
تـَـشعُرُ معها أنكِ تشعرين بها ..
إن أسوأ ما يمكن أن تواجهه مَن تشتكي مِن أمرٍ يؤلمها أن يُقال لها :
لا تهتمي بالأمر و اتركيه !
أو أن يُقال لها : أنتِ تبالغين في ردة فعلك
أو أن نبدأ بسرْ قِصص معاناتنا على مسمعها .
http://www.sheekh-3arb.net/islam/Library/img/3ater/div/109.gif
وقفتُ كثيراً متأملة سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام
في جانب الإصغاء و الاستماع إلى محدّثــِـه دون
أن يقطع حديثهم فوجدتُ السيرة مليئة على صاحبها أفضلُ الصلاة و التسليم ..
مِن ذلك قصة عائشة – رضي الله عنها – لمـّـا أخبرتُه بحديث أبي زَرْع
و قِصته عليه الصلاة و السلام مع عُتبة بن ربيعة
حين أتى يناقشه في أمرِ الرسالة
رُغـْـم أنَّ الرجُل كافِر و حجته باطلة ، إلا أنه عليه الصلاة و السلام
استمعَ إليه حتى إذا انتهى قال عليه الصلاة و السلام :
أوَ قد فرغتَ يا أبا الوليد ؟؟
بل و الأعجب أنه عليه الصلاة و السلام كان يقرأ
قسمات الوجوه فيعلمُ ما قد حلَّ بصاحبها
و لا أدلَّ على ذلك مِن قصة أبي هريرة لمّا خرجَ جائعاً
فلقي أبا بكر ثم عمر و سأل كل واحدٍ منهما عن آية
و ما كان يقصِد إلا أن يدعوانه لبيوتهما لعله يحظى بلقمةٍ يسدُ بها جوعه
فلم يفهما – رضي الله عنهما ذلك –
فلمّا أتى رسول الله عرَفَ في وجهِ أبي هريرة ما يريد
و دعاه لبيته ليعطيه لبناً قد أُهدي إلى أهله
و لم يشرب عليه الصلاة و السلام قبل أبي هريرة
إنها أخلاق النبوة بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام .
تأتيه خولة بنت ثعلبة فتشكو له فيسمع منها
و تأتيه عجوز تكلمه في الطريق فيسمع منها

لا يردُّ أحداً ، و لا يستعجِل أحداً بالحديث ، لأنَّ لديه مشاغِل أعظم
و لا ينفّر أحدً و يقول : أوذيتُ بأكثرِ ممِا أوذيتم
و أخرجوني مِن أرضي و ... و ... و
فما هذا مِن أخلاقه عليه الصلاة و السلام
بل هو يسمع و ينصت ، و يواسي ، و يساعِد و يصلِح .
http://www.sheekh-3arb.net/islam/Library/img/3ater/div/109.gif
تأملي الأحداث السابقة و تأملي كذلك قصته عليه الصلاة و السلام
حين أتاه بعض الصحابة
خائفين يشكون إليه أنهم أتوا نساءهم في ليلة رمضان
فلم يعنفّهم عليه الصلاة و السلام و لم يوبخّهم ،
بل استمعَ إليهم ثم تنزل الآية
{ نساؤكم حرثٌ لكم }
http://www.sheekh-3arb.net/islam/Library/img/3ater/div/109.gif
فلــِـمَ لا نتعلّم فن الإصغاء و الاحتواء ..
لماذا حين يأتينا أحدٌ يشكي حاله ،
يخرُجُ منكسِر النفس مجروح الخاطِر ؟!
فإما أن نعنفّه على شكواه ، و إما أن لا نبالي به ،
و إما أن نبدأ بالشكوى إليه مِن حالنا السيئ .
يقول ديفيد فيسكوت في كتابه
(( فجّر طاقتك الكامنة في الأوقات الصعبة (http://www.ataaalkhayer.com/))) صفحة 94 :
استمع ، فعندما يتحدّث الآخرون ،
دعهم يعبّــرون عن أفكارهم و آرائهم و مشاعرهم .
استمع ، و ليس لزاماً عليك أن توافقهم في آرائهم .
استمع ، دون التربّص لفرصة كي تتحدث
أو تنقضّ على الشخص الآخـَـر أو تصحح أخطاءه .
حاوِل أن تستوعب ما يقوله الآخرون و إن لم تستطـِـع ،
يمكنك حينئذٍ أن تسأل المتحدث ..
" هل يمكنك أن تشرحَ لي " ؟؟ أو " ماذا تعني بالضبط " ..
لكن لا تطرح رأيك بينما يتحدّث الآخرون ..
فقط دع لهم الفرصة كي يتحدثوا .
http://www.sheekh-3arb.net/islam/Library/img/3ater/div/109.gif
إن المستمع الجيّد يستطيع سماع الأفكار غير الشفهية ،
لِذا فحينما ينتهي الشخصُ الآخر مِن الحديث
اذكر له تلك الفِكرة الداخلية التي راودتك أثناء حديثه ..
فحينئذٍ سيشعُرُ المتحدّث أنك سمعتَ
و فهمتَ ما يقول .
و هكذا سوف يتلاشى الضغط و تستطيع الانسجام مع إيقاع الحياة .
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image047.gif


http://www5.0zz0.com/2011/11/18/11/188536046.jpg