المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 07.01.1433


vip_vip
02-01-2012, 02:12 PM
حديث اليوم
مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي : لِكُلِّ أَهْلِ بَلَدٍ رُؤْيَتُهُمْ )

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ

أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْحَارِثِ بَعَثَتْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ قَالَ :

[ فَقَدِمْتُ الشَّامَ فَقَضَيْتُ حَاجَتَهَا وَ اسْتُهِلَّ عَلَيَّ هِلَالُ رَمَضَانَ وَ أَنَا بِالشَّامِ
فَرَأَيْنَا الْهِلَالَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ
فَسَأَلَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ ذَكَرَ الْهِلَالَ فَقَالَ مَتَى رَأَيْتُمْ الْهِلَالَ فَقُلْتُ رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ
فَقَالَ أَأَنْتَ رَأَيْتَهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَقُلْتُ رَآهُ النَّاسُ وَ صَامُوا وَ صَامَ مُعَاوِيَةُ
قَالَ لَكِنْ رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ فَلَا نَزَالُ نَصُومُ حَتَّى نُكْمِلَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا أَوْ نَرَاهُ
فَقُلْتُ أَلَا تَكْتَفِي بِرُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ وَ صِيَامِهِ قَالَ لَا
هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ]

قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ
وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ لِكُلِّ أَهْلِ بَلَدٍ رُؤْيَتَهُمْ .

الشــــــــــــــروح :

قَوْلُهُ : ( بَعَثَتْهُ )
أَيْ كُرَيْبًا ( وَ اسْتُهِلَّ عَلَيَّ رَمَضَانُ ) بِضَمِّ التَّاءِ مِنَ اسْتَهَلَّ قَالَهُ النَّوَوِيُّ يَعْنِي بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ
( فَرَأَيْنَا الْهِلَالَ ) وَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : فَرَأَيْتُ الْهِلَالَ
( فَقَالَ : أَنْتَ رَأَيْتَهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَقُلْتُ : رَآهُ النَّاسُ وَ صَامُوا وَ صَامَ مُعَاوِيَةُ )
وَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : فَقَالَ : أَنْتَ رَأَيْتَهُ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ وَ رَآهُ النَّاسُ وَ صَامُوا وَصَامَ مُعَاوِيَةُ
فَقَالَ : لَكِنْ رَأَيْنَاهُ ( أَيْ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : ) لَكِنْ رَأَيْنَاهُ ( حَتَّى نُكْمِلَ ) مِنَ الْإِكْمَالِ أَوِ التَّكْمِيلِ
( فَقُلْتُ : أَلَّا تَكْتَفِي بِرُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ وَ صِيَامِهِ؟ قَالَ : لَا إلخ )
هَذَا بِظَاهِرِهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِكُلِّ أَهْلِ بَلَدٍ رُؤْيَتَهُمْ - الكلام على اختلاف المطالع في رؤية هلال رمضان
- وَ لَا تَكْفِي رُؤْيَةُ أَهْلِ بَلَدٍ لِأَهْلِ بَلَدٍ آخَرَ .
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ : وَ الصَّحِيحُ عِنْدَ أَصْحَابِنَا أَنَّ الرُّؤْيَةَ لَا تَعُمُّ النَّاسَ ،
بَلْ تَخْتَصُّ بِمَنْ قَرُبَ عَلَى مَسَافَةٍ لَا تُقْصَرُ فِيهَا الصَّلَاةُ ، وَ قِيلَ : إِنِ اتَّفَقَ الْمَطْلَعُ لَزِمَهُمْ
وَ إِنِ اتَّفَقَ الْإِقْلِيمُ وَ إِلَّا فَلَا . وَ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا : تَعُمُّ الرُّؤْيَةُ فِي مَوْضِعٍ جَمِيعَ أَهْلِ الْأَرْضِ ،
فَعَلَى هَذَا تَقُولُ : إِنَّمَا لَمْ يَعْمَلِ ابْنُ عَبَّاسٍ بِخَبَرِ كُرَيْبٍ ؛ لَأَنَّهُ شَهَادَةٌ فَلَا تَثْبُتُ بِوَاحِدٍ ،
لَكِنَّ ظَاهِرَ حَدِيثِهِ أَنَّهُ لَمْ يَرُدَّهُ لِهَذَا وَ إِنَّمَا رَدَّهُ ؛
لَأَنَّ الرُّؤْيَةَ لَا يَثْبُتُ حُكْمُهَا فِي حَقِّ الْبَعِيدِ ، انْتَهَى .

قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .

قَوْلُهُ : ( وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ لِكُلِّ أَهْلِ بَلَدٍ رُؤْيَتَهُمْ )
ظَاهِرُ كَلَامِ التِّرْمِذِيِّ هَذَا أَنَّهُ لَيْسَ فِي هَذَا اخْتِلَافٌ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ . وَ الْأَمْرُ لَيْسَ كَذَلِكَ .
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : قَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي ذَلِكَ عَلَى مَذَاهِبَ :
أَحَدُهَا : لِأَهْلِ كُلِّ بَلَدٍ رُؤْيَتُهُمْ ، وَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَا يَشْهَدُ لَهُ ،
وَ حَكَاهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ عِكْرِمَةَ وَ الْقَاسِمِ وَ سَالِمٍ وَ إِسْحَاقَ ،
وَ حَكَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ لَمْ يَحْكِ سِوَاهُ ، وَ حَكَى الْمَاوَرْدِيُّ وَجْهًا لِلشَّافِعِيَّةِ .
ثَانِيهَا مُقَابِلُهُ : إِذَا رُؤِيَ بِبَلْدَةٍ لَزِمَ أَهْلَ الْبِلَادِ كُلِّهَا وَ هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ ،
لَكِنْ حَكَى ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ الْإِجْمَاعَ عَلَى خِلَافِهِ ، وَ قَالَ : أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ لَا