المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يتوسد التراب لحديث واحد


حور العين
10-06-2019, 01:09 PM
من :الأخت /هند أدهم

خطوات على درب الفلاح

يتوسد التراب لحديث واحد

البطل : عبد الله بن العباس رضى الله عنهما .

البطولة : طلب العلم .



تفاصيل البطولة :

عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار

هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير , فقال الرجل : واعجبًا لك يا ابن العباس !

أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم ؟

قال : فتركت قوله، وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحديث،

فإن كان الحديث ليبلغني عن الرجل فآتي بابه وهو نائم وقت القيلولة فأتوسد التراب.

فيخرج فيراني فيقول : يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك ؟

ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول : لا، أنا أحق أن آتيك، فأسأل عن الحديث .

فعاش ذلك الفتى الأنصاري حتى رآني، وقد اجتمع الناس حولي يسألونني،

فيقول : (هذا الفتى كان أعقل مني

وعن أبي صالح قال : لقد رأيت الناس قد اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق،

فما كان أحدهم يقدر أن يجيء ولا أن يذهب من ازدحام الناس.

قال: فدخلت على ابن عباس فأخبرته بمكانهم على بابه، قال : فتوضأ وجلس،

ثم قال : اخرج فقل لهم : من أراد أن يسأل عن القرآن وحروفه وما أراد منه فليدخل ,

قال : فخرجت فآذنتهم، فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم وزادهم أكثر مما سألوا عنه ,

ثم قال : إخوانكم , فخرجوا ليفسحوا الطريق لغيرهم , ثم قال : اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن تفسير القرآن وتأويله فليدخل

, قال : فخرجت فآذنتهم، فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم عنه وزادهم أكثر مما سألوا عنه..

ثم قال : إخوانكم. فخرجوا ليفسحوا الطريق لغيرهم , ثم قال : اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن الحلال والحرام والفقه فليدخل ,

قال : فخرجت فقلت لهم،

فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله.

ثم قال : إخوانكم , قال : فخرجوا , ثم قال : اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن الفرائض والمواريث

وما أشبهها فليدخل , قال : فخرجت فآذنتهم، فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله..

ثم قال : إخوانكم , قال : فخرجوا , ثم قال : اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن العربية والشعر فليدخل ,

قال : فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة،فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله ,

قال أبو صالح : فلو أن قريشًا فخرت بذلك لكان ذلك لها فخرًا .



* العبرة المنتقاة :

اطلب العلم ولا تلتف لأقوال المثبطين بل سِر في ذلك الطريق متخطيًا العوائق،

فإن ذلك هو سبيل الرفعة في الدنيا والآخرة .

حيث إن : عبد الله بن عباس رضى الله عنهما لم يلتفت إلى قول ذلك الفتى الأنصاري؛

بل مضى في طلبه للعلم إلى أن أصبح في علمه بحرًا يصعب إدراكه .



وصدق الله عز وجل حيث يقول :

" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "

المجادلة: 11