المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4641


حور العين
10-08-2019, 01:46 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
زاد على الطريق (04)

رابعًا: حياة السلَف الصالح:
حياة السلف الصالح حافلةٌ بكل المعاني السامية، والقيم الغالية،
والأخلاق العالية، لا سيما الصحابة الكرام الذين تربَّوا في المدرسة
الإيمانية على يدِ مُعلِّم البشرية صلى الله عليه وسلم.

نأخذ بعضًا مِن تلاميذ هذه المدرسة؛ لنتعرف على بعض
مواقفهم وسيرتهم وأخلاقهم.

أبو عُبيدة بن الجَرَّاح: هو من الأوائل في هذه المدرسة؛
لأنه من العشرة المبشرين بالجنة.

الموقف الأول:
الولاء لله: في غزوة بدر تعرَّض أبو عبيدة لاختبارٍ عجيبٍ، وبلاءٍ غريب؛
حيث وجد أباه في صفوف المشركين يُقاتل معهم ضد المسلمين، ماذا يفعل؟
أيقتل أباه؟! إنه أبوه! حنان الأبوة.

سيصادم الفطرة، سيتغلب على الطبيعة! نعم يقتل أباه؛ لأن الولاء لله،
فضربه بالسيف فشقَّه نصفين، وذلك لأنَّ إيمانه وتقواه
غلب فطرته وهواه.

الموقف الثاني:
خزائن الأمير: كان أبو عُبيدة أميرًا على الشام في زمن عمر بن الخطاب،
والشام وما أدراك ما الشام؟! جنة الله في أرضه؛ أموالٌ، جمالٌ، أراض
خصبةٌ، نعمٌ وافرة، أهلها يرفُلُون في النعيم، فما أدراك ما أميرها
، وما حياته؟ وما أحواله؟ وما سعة خزائنه؟

تعالَ لترى ذلك وتشاهده:
ذهب عمرُ لزيارة الشام فاستقبله الأمراء والقادة والجند، فسأل عمر أول
ما سأل عن الأمير؛ لأنه حينما رأى القادة والجند والعظمة والأُبَّهة توقع أن
يكون أميرهم أكثر منهم عظمةً ونعيمًا: أين الأمير؟ أين أبو عبيدة؟

فقالوا: يأتي الآن، وما هي إلا لحظاتٌ حتى أتى على ناقته المخطومة، فسلَّم
عليه عمرُ، وقال للناس: انصرفوا عنا، وسار مع أبي عُبيدة حتى وصل بيته،
ولكنه ما إن دخل عمر البيت وجال فيه نظره إلا وانهمرت عيناه بالبكاء، عمر
يبكي؟! نعم يبكي، ولماذا؟ لأنه رأى بيت الأمير، رأى بيتًا ليس فيه متاعٌ،
جفنة للطعام، سلاح، فرس للحرب، غطاء مطوي.

فقال أبو عبيدة: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟
قال عمر: أين متاعك يا أبا عبيدة؟!
قال أبو عبيدة: هذا يبلغنا المقيل يا أمير المؤمنين.
هكذا كان سلفنا الصالح؛ زهدٌ في الدنيا، ورغبةٌ في الآخرة؛

{ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }
[الأحزاب: 23]



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين